ملفات وتقارير

شهود إسرائيليون يروون التاريخ الإجرامي لشارون

فلسطينيون يوزعون الحلوى ابتهاجاً بموت شارون - أ ف ب
في الوقت الذي تنافس فيه قادة " إسرائيل " على وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون الذي أعلنت وفاته بعد ظهر اليوم السبت بـ " البطل القومي "، فأن هناك الكثير الشهادات الإسرائيلية التي تؤكد أنه كان مجرد مجرم حرب استغل تفوق إسرائيل العسكري في تنفيذ مجازر ضد العرب والفلسطينيين.

فقد كشف الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت النقاب عن أن أرئيل شارون عندما سئل في جلسة مغلقة عن سر اختياره مئير دجان، ليكون رئيساً لجهاز الموساد عام 2004، قال إن دغان أثار انطباعه عندما عمل تحت قيادته في سبعينات القرن الماضي في قطاع غزة، حيث " حيث كان يبرع في فن فصل رأس العربي عن جسده ".

وفي مقال نشرته صحيفة معاريف بتاريخ 21-3-2008، أوضح كاسبيت أنه عندما كان شارون قائداً للمنطقة الجنوبية في الجيش " الإسرائيلي " وفي ذروة عمليات الفدائيين في قطاع غزة كان يصدر تعليماته لوحدة " ريمونيم "، التي كان يقودها دغان بقتل الفلسطينيين وبعد ذلك إلقاء جثثهم في حاويات النفايات. 

ويؤكد المؤرخ العسكري " الإسرائيلي " ميخائيل بار زوهر، أحد الذين كتبوا السيرة الذاتية لشارون ما نقله كاسبيت، منوهاً إلى أنه شارون حرص على أن يقوم جنوده بقتل الأسرى الفلسطينيين والعرب بسكين ياباني من أجل تحقيق عنصر الردع، وكان يحرص على الاحتفاء بما يقدم عليه ضباطه وجنوده بتنظيم حفلات شرب خمر في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة.

وأشار بار زوهر إلى أن شارون كان يستعين بخدمات يوسي جينوسار، الضباط الرفيع في جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك "، الذي كان معروف بوحشيته في ارتكاب جرائم تصفية ضد المعتقلين الفلسطينيين الذين كان يتم اعتقالهم.

وحدة 101 ومجزرتي قبية وخانيونس

وقد اكتسب شارون شهرته في مجال ارتكاب المجازر ضد العرب في مطلع خمسينات القرن الماضي عندما طلب منه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دفيد بن غوريون وقف عمليات التسلل التي يقوم بها الفدائيون الفلسطينيون انطلاقاً من الضفة الغربية، حيث قام بتشكيل الوحدة 101 التابعة للواء المظليين، حيث كانت باكورة جرائمها مجزرة قبية عام 1953 والتي راح ضحيتها العشرات من أهالي القرية.

وقد برر شارون ارتكابه هذه المجزرة التي نفذت ضد مدنيين عزل لا علاقة لهم بالعمل الفدائي بالقول أنها " مهمة جداً في مراكمة عنصر الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية ".

وقد توالت الجرائم التي نفذتها " وحدة 101 "، على مدى خمسينات القرن الماضي، وبلغت ذروتها عام 1956، عندما نفذت الوحدة مجزرة خانيونس في نوفمبر من نفس العام، حيث قتل 500 فلسطيني.

استفزازاته

ويعد شارون أكثر الساسة الإسرائيليين ولعاً باستفزاز الفلسطينيين، حيث أصر عام 1994 على استئجار منزل في البلدة القديمة من القدس الشرقية والإقامة فيه بهدف استفزاز الفلسطينيين.

وقد بلغت استفزازات شارون ذروتها أواخر سبتمبر من عام 2000 عندما أصر على تدنيس المسجد الأقصى بصفته زعيماً للمعارضة الإسرائيلية، حيث مثلت هذه الخطوة الشرارة التي أشعلت انتفاضة الأقصى.

" الأب الشرعي لتنظيم فتية التلال "

ويعد شارون هو الأب الشرعي لتنظيم " فتية التلال " الإرهابي، الذي ينفذ العمليات الإرهابية في الضفة الغربية حالياً ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث كان أشهر هذه الاعتداءات، الاعتداء الذي نفذه أفراد هذا التنظيم الثلاثاء الماضي ضد أهالي قرية " قصرة " الفلسطينية، قضاء نابلس، وهو الاعتداء الذي انتهى  بنجاح أهالي القرية في اعتقال 17 عنصراً من عناصر التنظيم.

ويعز الكثيرون لشارون الدور الأبرز في تشكيل هذا التنظيم لأنه طلب من المئات من شباب المستوطنين الذين استقبلوه عندما عاد من محادثات " واي بلانتيشين " في أكتوبر 2008، التي عقدت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بأن ينطلقوا للسيطرة على جميع التلال في الضفة الغربية لتثبيت الواقع الاستيطاني على الأرض.

ويذكر أن هذا التنظيم مسؤول عن حرق 15 مسجداً وتنفيذ 321 حادثة أعداء، كما ذكرت معطيات نشرها جهاز المخابرات الداخلية " الشاباك ".

رأس الحربة في المشروع الاستيطاني

ويعد شارون أكثر الساسة الإسرائيليين حماسة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس.

وعندما كان مسئولا عما يسمى " دائرة أراضي إسرائيل "، أمر في الفترة الفاصلة بين عام 1984-1992 بتحويل عشرات الآلاف من الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية للمستوطنات.

ويعتبر شارون هم المسؤول عن مخطط " القدس الكبرى "، الذي هدف لزيادة عدد اليهود في القدس المحتلة إلى مليون يهودي، والذي لم يحقق نجاحاً ملحوظاً.

يحتقر الطغاة العرب ومعني ببقائهم

ويشهد الصحافي أوري دان، صديق شارون الشخصي، ومستشاره الإعلامي أنه كان يتقزز من رؤية الزعماء العرب على شاشة التلفاز.

وفي مقال نشره في صحيفة بتاريخ 14-6-2006، أوضح دان أن شارون على الرغم من موقفه الشخصي من الزعماء العرب إلا أنه كان يرى أن بقاء الديكاتوريات العسكرية والملكيات المطلقة في العالم العربي مهمة لضمان بقاء تفوق إسرائيل.