هاجم الداعية الكويتي السلفي الشيخ
شافي العجمي تنظيم "
الدولة الإسلامية في العراق والشام" (
داعش) وزعيمه أبو بكر البغدادي، واتهمه بأنه مرتبط بأجهزة مخابرات في المنطقة ويعمل على ضر "جهاد الشام"، معتبرا أن "إمارة البغدادي تدار من إيران".
وقارن العجمي، في سلسلة تغريدات على حسابه على "تويتر" البغدادي بالقائد الشيشاني "دوكو أحمدوفتش عمروف" الذي قال العجمي إنه عمل على "تصفية الجهاد الشيشاني" مثلما يعمل البغداد على على تصفية "الجهاد الشامي" حسب وصفه.
وتساءل العجمي: "هل يحتاج المجاهدون من بلاد الحرمين وقتا طويلا لاكتشاف تنظيم البغدادي"، مضيفا: "أخي المجاهد: إذا حاولت أن تتحرى فاحرص على نفسك من القتل وعجل بذلك". وقال: "حين اكتشف المجاهدون من بلاد الحرمين خيانة البغدادي وحزبه في العراق انفصلوا عنهم فتمت تصفية بعضهم وسجن الآخرين ولم يهرب إلا قليل".
وتابع متسائلاً: "هل تريدون أن ننتظر حتى تسقط حلب؟ ألستم تتابعون ما يفعله البغدادي بالكتائب وهم يجاهدون العدو الصائل في حلب؟". واتهم "تنظيم البغدادي" بأنه "يحشد الآن لاحتلال مدرسة المشاة التي يسيطر عليها لواء التوحيد، وإذا حصل ذلك فقد يحتل النظام حلب".
واتهم العجمي البغدادي ومجموعته بـ"تصفية المخالف من داخل الجماعة"، علاوة على أنه تنظيمه "يلغي الآخرين ويلزمهم بالبيعة الظالمة ويتهم المخالف لهم بأنواع التهم مثل الردة وغيرها". كما أشار إلى حرص التنظيم على "الإعلام الالكتروني، ويحشدون له ميزانيات ضخمة وعندهم رصد لكل ما يقال ضدهم ويمتلكون سرعة في الرد والحبك والتزوير"، وأن لديه "ميزانيات ضخمة لتمويل الأتباع، وقد حصلوها من التجار الذين يهددونهم بدفع الضرائب أو التصفية كما في بغداد وحلب" حسب قول العجمي الذي كان يقارن بين البغدادي وعمروف.
كما تحدث الشيخ شافي العجمي عن قيام "داعش" والبغدادي بـ"استدراج من يعملون في الميدان (..) لمعارك جانبية ويشغلونهم عن المعركة الحقيقية مع العدو"، مع "سياسة ماكرة في التوسع وتجنيد الأتباع" من "الطيبين ممن يبحثون عن مظلة إسلامية ويجري عليهم غسيل دماغ متواصل حول قضيتين وجوب اقامتهم للامارة والثانية تشويه المنافسين".
وقال إن التنظيم لا يهاجم "المواقع الاستراتيجية ولكنهم يتقنون العمليات الاستراتيجية ضد منافسيهم" والعمل على "احتكار الجهاد بالقيام بعمليات محدودة لا تضر" النظام.
ويعتمد التنظيم، وفق الشيخ العجمي "على التوسع المتدرج من خلال التهم للمنافسين ثم استدراجهم للنزاع ثم الظهور بشخصية المظلوم ثم الاستيلاء على مقراته وأسلحته". كما يختار البغدادي "أوقاتا معينة وأماكن محددة للقيام بالتفجير أو الاستيلاء على مقرات المنافسين، ويتم انتقاء الأماكن باستراتيجية مخابراتية".
واعتبر العجمي أن "إمارة البغدادي تدار من إيران، ولذلك لن تجد أي عملية في (..) طهران ولن تجد أي عمل تجاه" قواتها. كما اعتبر أن التفجيرات التي ينفذها في العراق تتم بالتنسيق مع المخابرات العراقية.
ووصف العجمي تنظيم البغدادي بأنه "جماعة مغتصبة لحق المسلمين". وقال: "شتان بين أبي مصعب الزرقاوي والبغدادي.. والله لو كانوا يحتكمون للشريعة لحفظوا أيديهم من دماء المسلمين.. أيها المجاهدون الذين لا يزالون يحسنون الظن بهؤلاء، ويحسبون الخلافة ستنطلق من عند قدميه، التفتوا للعراق واسألوا أهله.. اسألوا أهل العراق لماذا لا يقاتل جنود البغدادي جنود إيران؟"، حسب قوله.
ولفت العجمي إلى أن تنظيم "داعش" يسعى "لنفي التهم عنه والمطالبة بالتحري والتظاهر بالاحتكام للشرع، وعند النزاع معهم يمتنعون عن الامتثال للحق". وقال: "السبب الحقيقي لرفض البغدادي للتحاكم لكي يحصن أصحابه وقادته من المساءلة، ولكي يطمئنوا لنشر دولتهم مهما ترتب على ذلك.. وهناك سبب آخر مهم، وهو أن البغدادي لا يعترف بالهيئات الشرعية الأخرى، ويسميها قادته الهيئات الشركية، ويحرصون على احتلالها". واتهم "داعش" بالمسؤولية عن قتل أعضاء الهيئات الشرعية في دير الزور ومدينة الباب في حلب وفي اللاذقية.
وتحدث العجمي عن اهتمام التنظيم "بمجلس الشورى الذي تشكله المخابرات، ولا يمكن أن يصل الصادقون لهذا المنصب ولا يكونون من أصحاب القرار وهم للزينة". كما أشار إلى أن التنظيم يعمل على "إخفاء القيادة فلا يكاد أحد يراهم، وإنما تصل الأوامر من وراء وراء. وعندما تنتهي مهمة القيادة يقوم العقل المدبر بالتخلص منهم كغيرهم" حسب قول العجمي الذي رأى أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" لا ينتمي لـ"القاعدة"، بل هم "يرون أنهم فوقه وخير منه، وبعضهم يقول يجب على تنظيم القاعدة مبايعة الدولة".
يشار إلى أن العجمي من بين أبرز دعاة التيار السلفي في الكويت. وقد سبق للسلطات الكويتية أن منعت برنامجا تلفزيونياً كان يقدمه، بعدما طالب بتسليح المعارضة
السورية، كما تم منعه من الخطابة والإمامة في المساجد. كما أثير حوله الكثير من الجدل بعد إعلانه عن السيطرة على قرية سورية شيعية و"نحر" رجل دين شيعي مع ابنه.
العرعور:
وكان الشيخ السوري عدنان
العرعور قد هاجم "داعش" أيضاً، متحدثا عن "اعتدائهم المتكرر على الناس، وخاصة على أحرار الشام"، كما تحدث عن رفضهم "الاحتكام لشرع الله".
وقال العرعور خلال برنامج على تلفزيون "شذا الحرية" الذي يشرف عليه: "لا نتهم كل واحد في داعش، ولكن نتهم كثيرا منهم بأنه يتصرف تصرفات لا تصدق". وأكد أن ما يقومون به "حرام وفجور واعتداء وفسوق.. هم الذين بدأوا بقتل رئيس الإغاثة وغيره".
وتساءل العرعور عن إصرار "بعض الداعمين على دعمهم"، محذرا من يدعمهم بأنهم "سيحاسبون". وتابع: "كان المجاهدون (في سورية) على قلب رجل واحد.. حتى دخلوا" في إشارة إلى داعش.
واتهم الشيخ العرعور داعش بـ"الخيانة". وقال "الخائن الذي يقتل المجاهدين.. أعني داعش المجرمة". وأضاف: "الخائن الذي يكفر علماء الأمة.. الخائن الذي يأتي بالشباب بلا تدريب وبخاصة السعوديون ويحزمهم ويرميهم للتخلص منهم.. الخائن من خطف العميد أحمد بري وهو من أوائل المنشقين.. الخائن من أخذ قاتل النقيب البطل أسعد الأحمد وهرّبه.. أعني داعش.. الخائن الذي ترك جبهات العدو والآن يحرر المناطق التي حررها الكفار.. أعني الإسلاميين.. الخائن الذي ترك الجبهات للتحرش بإخوانه في آبار البترول.. الخائن الذي يأتي لمعبر محرر ليحتله.. الخائن الذي يرفض شرع الله".
وقال: "لدينا اعترافات كيف أنها (داعش) مخترقة". وقال إنها مخترقة من قبل ضابط في المخابرات العراقية اسمه العقيد حجي بكر، وهو بعثي سابق. وأضاف: "إما البغدادي أحمق أو أنه اخترقه وأقنعه".
وأعلن الشيخ العرعور عن رصد مكافأة مالية للقبض على أبو أيمن العراقي، "والي الساحل" السوري في داعش، وجلبه للمحاكمة، واتهمه بأنه يقوم بـ"التخلص من الشباب" و"إبادتهم" عبر إرسالهم لتفجير أنفسهم دون هدف. وقال إن أبو أيمن "ضابط مخابرات عراقي"، ووصفه "بالرافضي"، مشيرا إلى أنه "يترصد بالمجاهدين لقتل هذا القائد أو هذا الشيخ".
وقال العرعور إن داعش لا ترضى بـ"شرع الله" حيث ترفض المثول أو إحالة قادتها المتهمين إلى المحكمة الشرعية. وأضاف: "قلنا لهم تعالون ننشئ مجلس قضاء لكنهم رفضوا.. وأنا أقول لماذا يرفضون؟"، ليجيب: إما أنه "كافر بشرع الله، أو خوارج لا يقبلون بشرعنا، أو مخابرات دولية".