حذر الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة من فرض اتفاق "أوسلو جديد" على الفلسطينيين، على غرار اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي عام 1993.
وعدّ رزقة في حديثه لـوكالات فلسطينية محلية، زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لدولة الاحتلال و"مناطق
السلطة" في
رام الله الأربعاء، إرضاء لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد التوصل إلى اتفاق مع
إيران.
وقال إن هذه الزيارة هي استرضاء لنتنياهو شخصيًا وحكومة الاحتلال بعد جهوده في الملف الإيراني.
وأضاف أن هذا الاسترضاء سيكون من خلال إيضاح كيري الفوائد التي يمكن أن تعود على الكيان الإسرائيلي من هذا الاتفاق من ناحية، وتعهده بالضغط على الجانب الفلسطيني في تحقيق مطالب نتنياهو، من ناحية أخرى.
وأوضح أن كيري جاء ليقول: "كما نجحنا في الملف الإيراني سننجح في الملف الفلسطيني لتحقيق المصلحة الإسرائيلية، ونضغط على الجانب الفلسطيني ليقدم مزيدا من التنازلات للجانب الإسرائيلي".
وأعرب المسؤول الفلسطيني عن خشيته أن يكون إنهاء الملف الإيراني على حساب ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يريد قبل مغادرته ولايته الثانية أن يترك الحزب الديمقراطي خاسرًا لبعض الأوراق، و"لا بد له من إرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الضغط على الجانب الفلسطيني".
وأكد رزقة أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تفاوض في "أوسلو" وقبلت بالرؤية الإسرائيلية التي عرضت عليهم آنذاك، وذلك باعتراف عدد كبير ممن شاركوا في المفاوضات.
وتساءل: "هل هم الآن يفاوضون؟ حسب عريقات: لا، لا نفاوض".
وأضاف رزقة: "نحن نخشى أن نكون على أبواب أوسلو جديد".
ورأى في موافقة دولة الاحتلال على منح السلطة 20 ألف دونم في مناطق "سي" الخاضعة أمنيا للسيطرة الإسرائيلية "دليلا واضحا على موافقة السلطة على تبادل الأراضي من حيث المبدأ والنسبة"، على حد تعبيره.
حلايقة تنفي وجود "سلفية جهادية" بالضفة
اعتبرت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس سميرة حلايقة، تبني السلطة الفلسطينية لرواية الاحتلال بوجود تنظيم لـ "السلفية الجهادية" بالضفة، "محاولة تبرير لجريمة
التنسيق الأمني التي أدت إلى اغتيال ثلاثة شهداء قبل أسابيع بيطا".
ولفتت حلايقة في تصريحات لوكالات محلية، إلى أن السلطة أقرت سريعًا برواية الاحتلال عن وجود "سلفين جهاديين"، وأعلنت عن اعتقال بعضهم واتهمتهم بتخريب مؤسسات السلطة.
وأوضحت أن هذا "يندرج ضمن المبررات التي تسوقها دفاعا عن نفسها بما يخص التنسيق الأمني"، مشيرة إلى أن الشهداء الثلاثة في يطا قبل أيام، كانوا من ضحايا هذا التنسيق، "لأن السلطة هي من طاردتهم لمدة اثنين وعشرين يومًا، وكشفتهم للاحتلال، وهذا مؤشر آخر على ولوغ السلطة في دمهم"، حسب قولها.
ولفتت النائب الفلسطيني النظر إلى أن "السلطة لم تكن تسمح لحركة حماس والتي تعد الأقل تشددًا من السلفية الجهادية حتى تسمح ببناء تنظيم للسلفية بالضفة، معتبرة أن الإسراع والتشنيع في قتل هؤلاء الشهداء رسالة واضحة من السلطة قبل الاحتلال لكل من يتخلف عن الاستدعاءات".
وبخصوص محاولة الاحتلال الربط ما بين العلميات الفردية بالضفة الغربية و"السلفية الجهادية"؛ ترى حلايقة أن العمليات الفردية تخضع لعمل اجتهادي فردي بحسب الظرف والأحوال والأحداث، والحد من هذه العمليات هو استراتيجية لدى الاحتلال والسلطة ويمكن اتباع أي وسيلة لمحاولة ردعه، والسلطة ماضية في تنسيقها الأمني لو أبيد كل الشعب الفلسطيني".
وأشارت إلى أن "السلطة والاحتلال يفهمون أن الانتفاضة مستمرة، سواء بالعمليات الفردية أو الفصائلية، وليس المهم بصمة من التي تظهر، بل الأهم أن العمل الجهادي مستمر"، على حد تعبيرها.