"كثيرون يتظاهرون بتقبل الدعابة حتى تنتقل ناحيتهم" بهذه الجملة بدأ الإعلامي
المصري الساخر
باسم يوسف حديثه، ملخصا ما تعرض له برنامجه "
البرنامج" المثير للجدل منذ بدأ رحلة العرض الفضائي بعد حلقات كان يبثها على الإنترنت.
وفي حوار مع الإعلامي يسري فودة على فضائية "اون تي في" المصرية الخاصة، مساء الأربعاء، قارن باسم يوسف بعد توقف برنامجه منذ أول تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بين عهد
مرسي الذي سمح ببث 30 حلقة كاملة تنتقده رغم أنه وأنصاره لم يكونوا سعداء بذلك، وبين السلطة الانقلاب الحالية التي بدا أنها لم تسمح إلا بحلقة واحدة تم بعدها وقف البرنامج، وقال ساخرا إنها "كانت الحلقة الأولى والأخيرة"، وأضاف: "كنا نسخر من الإخوان، وأنهم كان لهم ردود فعل عنيفة جدا بخصوص ساعة في الأسبوع، ولكن رد الفعل العنيف هذا بعد الثلاثين من حزيران/ يونيو يدعو الناس للظن بأن النظام والجيش والثورة بالهشاشة بحيث أنها تتأثر بالبرنامج".
وأبدى باسم يوسف استغرابه مما حدث معه رغم أنه استمر على نفس أسلوبه في النقد، وأن الجماهير الحالية كانت نفس الجماهير التي كانت تصفق له أثناء حكم مرسي، "فماذا جدّ" بحسب باسم.
ورغم أن الرئاسة المصرية أكدت مرارا أن لا علاقة لها بوقف "البرنامج"، وأن هذا قرار فضائية الـ"سي بي سي" التي تبثه، إلّا أن باسم تساءل عن المسؤول عن خلق مناخ إعلامي وصفه بأنه "غير لطيف".
وتقول تقارير إن برنامج "البرنامج" ساهم بشكل كبير في تقويض حكم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وحشد الناس ضده، حتى مشهد خروج أعداد كبيرة عليه في 30 حزيران/ يونيو، ثم انقلاب الجيش عليه في الثالث من تموز/ يوليو الماضي، ولكن ما بعد ذلك كان يحمل أيضا مفاجآت، حيث عُرِضت حلقة واحدة من برنامج باسم يوسف، تبعتها قناة "سي بي سي" التي يُبث على شاشتها ببيان يتبرأ من بعض ما جاء بالحلقة، ويتهمها بمخالفة السياسة التحريرية للقناة، واتهام مقدمه بإهانة ما وصفته بـ"رموز وطنية"، وهو ما ردّ عليه يوسف الأربعاء بسؤال وهو أنه انتقد مرسي على مدار عام كامل "ألم يكن رمزا وطنيا؟".
وتابع باسم "الحقيقة أن محمد مرسي الذي كنا ضده كان القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس المنتخب، ويُعتبر رمزاً من رموز الدولة المصرية، وأنتم سكتم على 30 حلقة، فهل الرموز تتغير''.
وتطرق "يوسف" خلال حواره مع الإعلامي المصري يسري فودة إلى ما حدث مع والد منتج برنامجه الذي تعرض للاعتقال عقب إذاعة أول حلقة بعد الإطاحة بـ"مرسي"، التي أذيعت يوم 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بتهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، متسائلا: "هل هي مصادفة أم رسالة لي؟ وهل هذا هو النظام الذي وقفنا معه حتى يحقق 30 يونيو؟"، مؤكدا أن "كثيرين ممن كانوا مع 30 يونيو ونزلوا ضد الإخوان يُقبض عليهم اليوم".
متابعا: "نحن نقول إننا لم نرجع للعصر القديم ولكن هذا شيء مؤلم"، متسائلا: "حتى متى سنظل صامتين".
وعقّب يوسف على صورة لوزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي بين جنود الصاعقة بقوله: "إنه قريب من جنوده ولكني أتمنى ألا يتحول حب الناس له إلى إفساد السلطة، وأتمنى ألا يترشح السيسي للرئاسة؛ حبا للقوات المسلحة"، مذكّرا السيسي بما قاله من أن تدخل الجيش في الحياة السياسية سيؤخر مصر لمدة أربعين سنة، ومذكرا إياه بما قاله من أن شرف حماية مصر وحدودها أهم من حكمها".
وأثناء حكم الرئيس المنتخب محمد مرسي تم إصدار أمر بضبط وإحضار باسم يوسف أمام النيابة المصرية؛ بسبب اتهامات بازدراء الإسلام، وإهانة الرئيس، إلا أنه تم حفظ التحقيق في هذه البلاغات المقدمة ضده بعد
الإنقلاب على مرسي.