نشرت مجلة "
ناشونال
إنترست" تقريرًا قالت فيه إن
مصر تتجه إلى تعزيز قدراتها العسكرية، خصوصًا في
مجال الطائرات المسيّرة، ردًا على ما تعتبره سلوكًا عدائيًا متصاعدًا من
إسرائيل،
وفي ظل تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط.
وأفادت المجلة، في تقريرها
الذي ترجمته "
عربي21"، أن مصر تعمل على بناء أسطول من الطائرات
المسيّرة ردًّا على ما تعتبره أعمالًا عدائية من جانب إسرائيل المجاورة، وقد لجأت
إلى
الصين للحصول على المساعدة في ذلك.
وأوضحت المجلة أن الشرق
الأوسط أفلت تمامًا من قبضة الولايات المتحدة، ليقع في أيدي خصومها، في وقت تبدو
فيه واشنطن غافلة عن هذه التطورات، وكذلك إسرائيل التي اعتادت أن تكون يقظة تجاه
أي تحولات جيوسياسية في محيطها.
الرياح تتحول ضد إسرائيل
وذكرت المجلة أنه منذ
الضربات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف يُشتبه بانتمائها إلى حركة حماس في الدوحة بقطر،
أصبح العالم العربي في حالة استنفار. وفي سعيه لإعادة تشكيل المشهد الأمني بما
يتوافق مع مصالحهم، ومع إدراكهم أن الأمريكيين لن يكونوا سندًا استراتيجيًا لهم،
يسعى العرب بهدوء إلى ترتيبات جديدة.
وبينت المجلة أن الأتراك
يتحركون ببطء ولكن بثبات داخل المنطقة، فيما بدأ السعوديون، كرد فعل على سلوك
الحكومة الإسرائيلية الحالية غير المستقر، في فتح قنوات دبلوماسية مع خصومهم
الإقليميين في إيران. أما المصريون فقد دعوا إلى إنشاء قوة تدخل سريع عربية، ليس
لاحتواء إيران كما كان يأمل صناع القرار الأمريكيون لسنوات، بل لردع إسرائيل.
في الوقت الحالي، تم تعليق
هذه الخطة بسبب الخلاف بين القاهرة والرياض حول من سيكون الشريك العسكري الأبرز في
أي تحالف عربي مشترك.
وبحسب المجلة؛ فقد توجهت
مصر إلى الصين وروسيا. ففي الأشهر الأخيرة، قامت مصر بدعوة المصالح العسكرية
الصينية إلى أراضيها بهدوء. وقد أجرت القوات المسلحة للبلدين تدريبات عسكرية
مشتركة في وقت سابق من هذا العام في مصر.
وتكشف المجلة عن أن شركة
"نورينكو" الصينية المملوكة للدولة بدأت بإنشاء منشآت إنتاج مشتركة في
مصر للطائرات المسيّرة المسلحة. وتعمل مصر مع الصين على توطين إنتاج الطائرة
المسيّرة الصينية إيه إس إن-209 تحت اسم "حمزة-2"، بحيث يتم تنفيذ نحو
85 بالمئة من الإنتاج محليًا عبر الهيئة العربية للتصنيع، مما يتيح لمصر إتقان
صناعة هذه الطائرات بدعم صيني، ويفتح في الوقت نفسه سوقًا جديدة للصين في الشرق
الأوسط.
مصر تبني طائرات مسيرة
متطورة لردع إسرائيل
على الرغم من أن المواصفات
الدقيقة لطائرة حمزة-2 المسيرة غير معروفة تمامًا، ولكن يُعتقد أنها طائرة مسيرة
متوسطة الارتفاع مخصصة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والضربات الدقيقة. وتتمتع
بتصميم مزدوج الذيل ومحرك بسيط يعمل بالمكبس، مما يمنحها مدى يصل إلى حوالي 1,500
كيلو متر وقدرة على التحمل. ويُقدر أن السرعة القصوى للطائرة تبلغ 200 كيلومتر في
الساعة.
وأشارت المجلة إلى أن قرار
مصر التعاون مع الصين في تطوير طائرات مسيّرة مسلّحة يأتي ضمن عملية بناء عسكري
أوسع، موجّهة بوضوح نحو إسرائيل، التي ترى القاهرة أنها تجاوزت الحدود سواء في
حربها ضد حماس في غزة أو في تعاملها مع جيرانها العرب. فمنذ اجتياح إسرائيل لغزة
عقب هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر، سعت إسرائيل إلى دفع غالبية سكان غزة نحو النزوح
إلى صحراء سيناء جنوبًا.
واختتمت المجلة بإشارة إلى
أن الهدف المصري أصبح واضحًا، ويتمثل في إحداث ثورة في الشؤون العسكرية تمكّن
القاهرة من ردع ما تعتبره عدوانًا إسرائيليًا غير مرغوب فيه. وبغض النظر عن الجدل
حول من هو على صواب أو خطأ، فإن الحقيقة تبقى أن مصر تتطلع إلى الصين لتكون شريكها
في هذه الثورة العسكرية، التي تستهدف ردع دولة واحدة فقط، هي إسرائيل.