قال جيريمي
كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين، إن "محاسبة
الإمارات أمر بالغ الأهمية، فهي تتحمل مسؤولية ما يحدث في
الفاشر، وما كان ذلك ليتحقق لولا دعمها لقوات
الدعم السريع"، في تصريح أعاد تسليط الضوء على الدور الإماراتي في الحرب
السودانية، وعلى تورط محتمل لبريطانيا في تزويد الميليشيات بالسلاح عبر تراخيص تصدير مثيرة للجدل.
فبحسب تقرير جديد قُدم إلى مجلس الأمن الدولي، تم العثور على معدات عسكرية بريطانية الصنع تستخدم من قبل قوات الدعم السريع (RSF)، وهي ميليشيا متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في إقليم دارفور.
ويأتي هذا الكشف في وقت يعيش فيه السودان واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، إذ تجاوز عدد القتلى 150 ألف شخص، ونزح أكثر من 12 مليونا من منازلهم، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص خطر المجاعة.
دعم إماراتي مثير للجدل
وتشير الوثائق التي اطلع عليها مجلس الأمن إلى أن أنظمة تدريب على الأسلحة الصغيرة ومحركات مصنعة في بريطانيا كانت تستخدم في مدرعات "نمر عجبان" المنتجة في الإمارات من قبل مجموعة Edge Group. وأظهرت الصور أن محركات تلك المدرعات صنعت في بريطانيا بواسطة شركة "Cummins" في حزيران/يونيو 2016، أي بعد أن كانت الحكومة البريطانية على علم باستخدامها في صراعات محظورة مثل ليبيا واليمن.
ورغم التحذيرات، واصلت لندن منح تراخيص تصدير عسكرية للإمارات؛ إذ أظهرت السجلات الرسمية أن بين عامي 2015 و2024 صدرت 26 رخصة دائمة لتصدير معدات تدريب على الأسلحة الصغيرة، بينها منتجات لشركة" Militec". والأسوأ أن الحكومة البريطانية منحت، في أيلول/سبتمبر 2024، ترخيصا مفتوحا يسمح بتصدير كميات غير محدودة من هذه المعدات دون رقابة على وجهتها النهائية، بعد أسابيع فقط من عرض مجلس الأمن صورا لمعدات مماثلة في السودان.
ويواصل السودان نزيفه الإنساني منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي ارتكبت انتهاكات واسعة ضد المدنيين شملت القتل الجماعي والتهجير القسري والتجويع الممنهج.