كشفت مراسلة موقع "
زمن إسرائيل" العبري، تال شنايدر، أنّ "المستوطنين في مستوطنات غلاف
غزة، رغم توقف الحرب على الأرض في غزة، ما زالوا يتذكرون ما فوجئوا به صباح السابع من أكتوبر 2023، حين انهار عالمهم فجأة".
وتابعت شنايدر، في تقرير ترجمته "عربي21" أنّه "قُتل واختطف المئات منهم، إذ واجهوا واحدة من أشد الصدمات الأمنية في تاريخ دولة
الاحتلال، واليوم، بعد قرابة الخمسمائة يوم، ما زالوا يتعاملون مع عواقب ما يصفونها بـ’الكارثة’ وحدهم، وبمفردهم، بعد أن تخلت عنهم الدولة".
وأوضحت أن "قادة دولة الاحتلال يتجنبون القدوم إلى كيبوتس "نير عوز" المحاذي لقطاع غزة، بعد خمسة عشر شهرا من السابع من أكتوبر، وهم غير قادرين على التعامل مع جراحهم العميقة".
"رغم أن بنيامين نتنياهو تنقل خلال شهور الحرب الطويلة من قاعدة عسكرية إلى أخرى، لكنه لم يكلف نفسه عناء لقاء المستوطنين الذين تركوا وحدهم وسط النار والجحيم" كما أبرز التقرير نفسه، مشيرا إلى أنه "في كل مرة كان يتذرّع بانشغاله في إدارة الحرب على غزة".
واسترسلت شنايدر، بالقول: "بعد 15 شهرًا من الحرب، لم يصل نتنياهو إلى الكيبوتس، ومشكوك أن يصله على الإطلاق، ولا يزال 29 مستوطنا منه محتجزين في غزة، و110 قُتلوا، ورغم ذلك لم تنظر قيادة الاحتلال الجوفاء إليهم، وكأن الزمن في هذا الكيبوتس الواقع على بعد 1.6 كيلومتر من قرية خزاعة شرقي خانيونس، توقّف عندهم".
وأكدت أنه "لم يزر الكيبوتس خلال تلك الفترة الطويلة سوى وزير الحرب الأسبق، يوآف غالانت، بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب، وبعد مرور أكثر من عام، وقبل أسابيع قليلة فقط، تجرّأ وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت شتروك، على زيارته".
"هذا الكيبوتس، حتى هذه اللحظة، لا يحظى باحتضان الدولة ورعايتها، فيما يروي مستوطنو الكيبوتس قصص معاناتهم في وصف قاتم للواقع، رغم أنهم يتعرضون للتجاهل حتى هذه الأيام، وتتكرر أخطاء الدولة تجاههم مراراً وتكراراً" كما أبرز
التقرير الذي ترجمته "عربي21".
وأوضحت كاتبة التقرير، أنه "حتى في الحياة العامة الإسرائيلية، غير السياسية، فإنه لا يحظى الكيبوتس بمعاملة تليق بما واجهوه في السابع من أكتوبر، حتى في التغطية الإعلامية، لم يحصل على المكانة التي يستحقها، حيث يضطر أعضاؤه للتوجه للمذيعين لطلب التوضيح: نحن من ’نير عوز’، وليس ’نحال عوز’".
وأردفت: "بعد مرور خمسة عشر شهراً، وباستثناء قِلة من المستوطنين، فلا يستطيع الباقون العودة إلى منازلهم، ولن يعودوا، لأن الكيبوتس مفكّك بالكامل، ويحتاج إلى إعادة بناء شاملة".
إلى ذلك، أشارت إلى أنّ "جيش الاحتلال الذي لم يصل مبكرا لإنقاذ المستوطنين صباح عملية ’طوفان الأقصى’، فقد تم هدم الكيبوتس بالكامل، وهذا الواقع المحبط ترافقهم طوال تلك الفترة".