صحافة إسرائيلية

إيهود باراك يعلق على التطبيع مع السعودية.. وهذه خيارات سقوط نتنياهو

ترامب يدفع باتجاه تطبيع العلاقات بين الدول العربية والاحتلال- إعلام عبري
ذكر مقال لرئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إيهود بارك، نشرته صحيفة هآرتس، أن على المعارضة التعهد بتقديم "شبكة أمان" من الخارج للصفقة مع السعودية، ولكن إذا قام بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب فإنه محظور دخول غانتس إلى الحكومة.

وأضاف: "إلى جانب الدعم السياسي للصفقة، يجب الاستعداد لإسقاط نتنياهو، ويجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، والمحاربة ضد الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة.

وتابع: "يجب الاستعداد لعصيان مدني واسع وغير عنيف لإسقاط الحكومة، قبل أن تسقطنا جميعنا في هاوية الديكتاتورية المسيحانية، الظلامية والفاسدة".

وفيما يلي نص المقال:

دونالد ترامب هو شخص غير متوقع، وهذا جزء من قوته، ربما بعد أسبوعين سنفكر بشكل مختلف. في هذه الأثناء يبدو أن السجاد الأحمر ومراسم التشريف لن تكون غائبة في زيارة نتنياهو.

الرزمة ستكون دافئة وشاملة، لكن المضمون في الغرف المغلقة سيكون واضحا وحاسما. استمرارا لحملة فيتكوفيف الذي فرض على نتنياهو تطبيق الاتفاق الذي كان في نهاية شهر أيار، والذي هرب منه ودفع ثمن ذلك حياة مخطوفين وجنود، يبدو أن ترامب سيطلب من نتنياهو استكمال صفقة المخطوفين.

لن يكون بالإمكان استئناف القتال بحجم كامل في غزة، بعد ذلك سيتم إدخال قوة عربية إلى الصورة، بموافقة وتعاون السلطة الفلسطينية، وبدعم من الجامعة العربية والولايات المتحدة ومجلس الأمن، وهكذا بالتدريج سيتم إيجاد بديل لحماس.

قصة الترانسفير من غزة ستتبخر بسرعة. لن تتم المصادقة على الضم في غزة أو في يهودا والسامرة. وإسرائيل ستحصل على معدات، وسيتم إسماع تهديدات لإيران، لكن ترامب سيعمل فيما بعد على التوصل إلى اتفاق نووي محسن.

هذه صورة تختلف كليا عما يسوقه نتنياهو للجمهور، لكنه يمكن أن يضطر إلى ابتلاع ذلك. من ناحية إيجابية توجد الصفقة مع السعودية، التي ستحصل على حلف دفاع ومفاعل وقود نووي برقابة أمريكية، وإسرائيل ستحصل على التطبيع مع السعودية، وفي المقابل ستتعهد بـ "خريطة طرق" ضبابية، تتسق مع "صفقة القرن" لترامب و"خطاب بار ايلان".

الولايات المتحدة ستحصل على 600 مليار دولار كاستثمارات سعودية ومنظومة إقليمية متعاطفة مع ترامب، وربما جائزة نوبل. بالنسبة لترامب هذا جزء من رزمة كبيرة، تشمل وقف الحرب في أوكرانيا والامتناع عن المواجهة المادية، خلافا للاقتصادية، مع الصين.

التطبيع مع السعودية سيكون إنجازا سياسيا مهما، فتصميم ترامب يمكن أن يؤدي بنتنياهو إلى انعطافة سياسية كاملة، ودعم العملية بشروط معينة، حتى المبادرة إلى إجراء الانتخابات في بداية الصيف القادم، قريبا من موعد التوقيع على اتفاق التطبيع. ولكن هذا الإنجاز توجد فيه شوكة.

فالانقلاب النظامي يستمر بشكل كثيف تحت غطاء الحرب، ويمكن أن يؤدي إلى جعل إسرائيل ديكتاتورية بحكم الواقع وبرعاية من العملية السياسية.

الاحتجاج وحده يعطي الصمود لحراس العتبة ومن يدافعون عن الحرية، ولكن هناك صعوبة أصيلة في إثارة الاحتجاج عندما يقاتل أشخاص من كل شرائح المجتمع معا، وعندما تحدث عملية سياسية مهمة. نتنياهو لن يتردد في استغلال ذلك.

سياسيا نتنياهو في ضائقة، كل وكلاء إيران انهاروا، لكن حماس ما زالت تسيطر في غزة بسبب عجزه استراتيجيا. يوجد أمامه تحدي تحرير المخطوفين ومسألة استئناف الحرب في غزة، وقانون الإعفاء من الخدمة، والميزانية، والضغط من أجل تشكيل لجنة تحقيق رسمية – كل ذلك يهدد بقاء الحكومة، ومن الجيد أن الأمر هكذا.

احتمالية أنه رغم شجاعة وتضحية الجنود والمقاتلين والتجربة المؤلمة التي عاشها المجتمع منذ 7 أكتوبر، أن نفقد حريتنا وهويتنا كمجتمع حر بروحية وثيقة الاستقلال، هو أمر لا يمكن تخيله ويجب ألّا يحدث.

الاستنتاجات: أولا، ترامب سيقوم بلي ذراع نتنياهو، لكن وقف السير بسرعة نحو الديكتاتورية هو من مسؤوليتنا، فترامب لن يفعل ذلك من أجلنا.

ثانيا، يجب على المعارضة التعهد بتقديم "شبكة أمان" من الخارج للصفقة مع السعودية. ولكن إذا قام بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب فإنه محظور دخول بني غانتس إلى الحكومة.

إلى جانب الدعم السياسي للصفقة يجب الاستعداد لإسقاط نتنياهو، ويجب دعم الصفقة مع السعودية وكأنه لا يوجد انقلاب، والمحاربة ضد الانقلاب وكأنه لا توجد صفقة.

ثالثا، يجب الاستعداد لعصيان مدني واسع وغير عنيف لإسقاط الحكومة، قبل أن تسقطنا جميعنا في هاوية الديكتاتورية المسيحانية، الظلامية والفاسدة.