سياسة عربية

غزة تتجهز لاستقبال أبنائها.. تفاصيل عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله

نازحون قالوا إن سيضعون خياما على أنقاض منازلهم المدمرة، وأنهم سيعودون إلى أحيائهم وحاراتهم رغم شدة الدمار الذي حل بها بفعل آلة التخريب الإسرائيلية- جيتي
يستعد مئات آلاف النازحين الفلسطينيين للعودة إلى منازلهم ومناطقهم التي هجروا منها قسرا شمال قطاع غزة، في إطار تطبيق تفاصيل وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وشكل إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وعودة النازحين في اليوم السابع من بدء سريانه، بارقة أمل بعودة لم شمل عائلات تقطعت أوصالها وأذاب الشوق قلوبها منذ عامٍ وخمسة أشهر من البعد والحرمان.

وبدأت الاستعدادت في مدينة غزة لاستقبال النازحين العائدين، حيث شرعت البلديات بفتح الشوارع المغلقة بأنقاض المنازل المدمرة، فيما شرعت مؤسسات ومبادرات دولية ومحلية بإقامة مخيمات مؤقتة لاستقبال النازحين فيها، خصوصا أن معظم هؤلاء فقدوا منازلهم بفعل شدة التدمير الذي حل بغزة.



عقبة نتنياهو

أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بيانا قال فيه إنه لن يتم السماح بعودة السكان من جنوب غزة إلى شمالها، قبل الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود.

وجاء إعلان مكتب نتنياهو، بعد تسلم الجانب الإسرائيلي المجندات الأربع ظهر السبت، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من ذوي المحكوميات العالية والمؤبدات.

وكان نتنياهو طالب بالإفراج عن أربيل يهود بالاسم خلال عملية التبادل اليوم السبت، لكن كتائب "القسام" فاجأته بإعلان أسماء أربع مجندات، ليس من بينهن يهود، وهي مستوطنة وليست مجندة.
وتسبب إعلان "القسام" بضغط كبير على نتنياهو، إذ قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه لن يجرؤ على رفض الأسماء التي وضعتها "حماس" حتى لا يصطدم بمواجهة مع عائلاتهم.

وقال مصدر قيادي في حركة حماس للجزيرة: "أبلغنا الوسطاء بأن أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل"، وهذا من شأنه أن يسحب الذرائع من حكومة الاحتلال، ويمنعها من الإخلال بالاتفاق.

"نعد الثواني والدقائق"
وقال نازحون في جنوب قطاع غزة في تصريحات منفصلة لـ"عربي21" إنهم يعدون الثواني والدقائق، إيذانا ببدء العودة إلى منازلهم وأحيائهم التي هجروا منها قسرا مع بداية الحرب الوحشية على قطاع غزة.

وأكد العديد منهم أنهم يتجهزون للإنطلاق نحو شمال القطاع فور الإعلان عن بدء تحرك النازحين، مشيرين إلى أن هذه العودة، أفشلت كل مخططات التهجير وأثبتت أن الفلسطينيين لا يتركون أرضهم في كل الظروف، وتحت كل أنواع الضغط والمجازر والجرائم التي يتعرضون لها.

وشدد هؤلاء على أنهم سيضعون خياما على أنقاض منازلهم المدمرة، وأنهم سيعودون إلى أحيائهم وحاراتهم رغم شدة الدمار الذي حل بها بفعل آلة التخريب الإسرائيلية.

تفاصيل العودة
وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، فإنه يُسمح بعودة النازحين جنوب القطاع إلى شماله سيرًا على الأقدام عبر شارع الرشيد (البحر) بدون تفتيش في اليوم السابع، والذي يوافق اليوم السبت، كما أنه يُسمح في نفس اليوم بالعودة بالمركبات عبر شارع صلاح الدين مع تفتيش تحت إشراف مصري قطري.

وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي بيانا عن تفاصيل العودة حصلت "عربي21" عن نسخة منه جاء فيه:

يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال من شارع الرشيد – البحر (مشياً على الأقدام فقط، وليس بالمركبات والسيارات)، ويبدأ ذلك من صباح يوم الأحد القادم 26 كانون/ يناير.

يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال وذلك من خلال مفترق الشهداء "نتساريم" - شارع صلاح الدين (بالمركبات والسيارات فقط، وليس مشياً على الأقدام)، ويبدأ ذلك من صباح يوم الأحد القادم 26 يناير 2025م، وسيكون هناك تفتيش عبر (جهاز X-RAY) لجميع المركبات بأصنافها.

 في اليوم الثاني والعشرين، للاتفاق يُسمح للمواطنين الكرام بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال وبالعكس (مشياً على الأقدام أيضاً من خلال مفترق الشهداء "نتساريم" شارع صلاح الدين إضافة إلى استمرار حركة المواطنين من شارع الرشيد - البحر)، ويكون ذلك من يوم السبت 8 شباط/ فبراير.