تواصل الصحافة العبرية تسليط الضوء على
الحوثيين في
اليمن بعد تصعيد الجماعة هجماتها ضد "إسرائيل".
وفي هذا الإطار يؤكد الباحث والمؤرخ الإسرائيلي
إيال زيسر، أن جبهة اليمن أصبحت ساحة تهديد رئيسية، مطالبا بتحقيق الحسم هناك إذا أرادت
"إسرائيل" استعادة قدرتها على الردع في المنطقة المحيطة بها وإزالة سيف التهديد
الإيراني الذي لا يزال مسلطا على رقبتها.
وفي إطار التحريض على جماعة الحوثيين يزعم زيسر
أن القضية الفلسطينية لا تهم الحوثيين بشكل حقيقي، "ولكنهم يستخدمونها لتحقيق
مصالحهم الخاصة ليتحولوا إلى قوة إقليمية ذات مكانة وتأثير، حتى خارج حدود اليمن، ولجمع
الدعم في العالم العربي - بما في ذلك العالم السني".
ولا يفوت المدرّس في قسم تاريخ الشرق الأوسط في
جامعة "تل أبيب" أن يحرض على الحوثيين، وأن يربط مصير الإقليم كله بمصير
"إسرائيل"، ويزعم أن الحوثيين أصبحوا تهديدًا حقيقيًا لاستقرار المنطقة بشكل
عام.
ويشير زيسر إلى أن تعطيل الشحن في البحر الأحمر
لم يؤدّ إلى إغلاق ميناء إيلات فقط، لكنه ألحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد المصري، الذي
يعتمد على العائدات من الشحن في قناة السويس. مضيفا أن "هذا الضرر لمصر قد تكون له
تداعيات على استقرار نظام السيسي، وبالتالي على الاستقرار الإقليمي"، ويمضي
قائلا إن "هدفهم المعلن هو المقاومة حتى الموت ضد أعدائهم في العالم العربي، وفي
الغرب، وفي إسرائيل، وأيضًا ضد اليهود".
يرى زيسر أن الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين
كانت محدودة، كما أن الهجمات الإسرائيلية ليست كافية، فإن "للحوثيين منطقهم الخاص،
والهجمات المحدودة والضعيفة ضدهم إنما تعزز موقفهم. وفي النهاية، فاليمن هي دولة متخلفة،
وضرب شبكة الكهرباء المعطلة فيها لا يغير الكثير بالنسبة للحوثيين".
وبحسبه فإن الطريقة المثلى للتعامل مع الحوثيين
هي "تصعيد الضغط العسكري ضدهم. ولكن إلى جانب ذلك - مثلما حدث في الحرب ضد داعش
- يجب تشكيل ائتلاف محلي يعتمد على الـ 70% من سكان اليمن الذين يعارضون الحوثيين،
للسيطرة على شمال اليمن وإسقاط حكمهم".
ويضيف: "في جنوب اليمن، هناك حكومة تعتبر
الحوثيين أعداء، ومعها، تنتظر السعودية ودول الخليج الأخرى الفرصة لإزالة الوكيل الإيراني
الذي أصبح يسيطر على فنائهم الخلفي. الولايات المتحدة هي من يجب أن يقود هذه الخطوة
الإقليمية والدولية، بمساعدة "إسرائيل". يجب ألا يقتصر الأمر على ضرب الحوثيين
فقط؛ بل يجب إسقاط حكم الحوثيين بشكل كامل".