سياسة عربية

صحفي أردني اعتقل في سجون الأسد يكشف فظاعات.. نتخذ الموتى وسادات (شاهد)

أخذت عشرات الروايات عن التعذيب في سجون الأسد طريقها إلى الإعلام- الأناضول
روى الصحفي الأردني عمير الغرايبة، أحد المعتقلين السابقين في سجون نظام بشار الأسد، تفاصيل اعتقاله المأساوية في السجون السورية.

وقال الغرايبة لبرنامج "صوت المملكة" المذاع على قناة "المملكة"، الثلاثاء، إنّه اعتقل في سوريا، بدون معرفة السبب الأساسي، فهو كان يحمل كاميرا وقرابة الـ300 صورة، ومن بينها صورة واحدة تم التقاطها بالخطأ على الأوتوستراد أثناء عودته.

وأضاف أنه عند توقفه عند حاجز أمني، سأله أحد عناصر الأمن ماذا يحمل، ليُجيب "كاميرا" موضحاً لهم أنها مجرد صور عادية.

وأشار إلى أن الضابط تحدث كثيراً دون أن يعلم عن ماذا يتحدث، لافتاً النظر إلى أنه لم يكن يعلم أنه كان يجب عليه دفع مبلغ مالي له. بعد ذلك، أمر الضابط بعصب عينيه ووضع الأصفاد في يديه.

وتابع عمير: "نُقلت إلى زنزانة انفرادية لمدة 14 يوماً بعد احتجازي في "الفرع" بعد 20 يوماً من الاعتقال. في اليوم التالي أخرجوني للتحقيق، وبعد ذلك سمعت أصوات ضرب شديدة لثلاثة أطفال أشقاء تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً لأكثر من نصف ساعة. بعد ساعات، تم إخراجي مُغشى على أعيني، وقال لي المحقق "جاثياً'".

وأشار إلى أنه حاول التحدث مع المحقق بشكل عقلاني، قائلاً: "بعد إذنك، أنا ما بحكي ولا كلمة إلا لما يجي المحامي تبعي". فقال له المحقق: "دقيقة يكون عندك" ثم عاد مع عصا أطول منه!

عمير الغرايبة أشار إلى أنه بعد 20 يوماً من احتجازه في "الفرع" تم نقله إلى سجن فرع فلسطين في دمشق.

وقال: "دخلت السجن ووجدت حوالي 120 شخصاً في غرفة واحدة بلا ملابس، ومساحة الغرفة لا تتجاوز الخمسة أمتار مربعة، وكان لكل شخص نصف بلاطة للجلوس عليها".

وتحدث عمير عن طبيعة الطعام الذي يقدم لهم داخل السجن، وقال: "كان الطعام عبارة عن 5 حبات زيتون، ورغيف خبز، ونصف ملعقة من لبنة وقليل من البرغل".

وأفصح عن حالات وفاة في السجن، وأن نحو 25 شخصا توفوا خلال فترة مكوثه في السجن؛ مع تجاهل السجانين لإنذارهم بوجود وفاة، ليرد عليهم: "كلب وفطس!".

وتابع: "كنا نستخدم جثث المتوفين مخدة للنوم عليها، ولم أكن أستوعب هذا الأمر في الأسابيع الأولى من اعتقالي".

وعن أشكال التعذيب، قال الغرايبة: "كنا نُشبح، ويتم ربط أيدينا للخلف، ومن ثم يُرفع الحبل؛ ما يؤدي إلى كسر أحد الكتفين".

وعن عدد أيام اعتقالهم، أجاب: "كنا نعدها بحبة الزيتون، ونكتب الأيام بها على الحيط".

وعن سؤاله عن أشكال التعذيب، لم يستطع الغرايبة إكمال الإجابة، وكادت دموعه أن تغتاله.

وعن سقوط نظام بشار الأسد وهروبه خارج البلاد، قال عمير: "اسألوا أهلي.. صرت أنط بمكاني من الفرحة".

وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أعلنت في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الإفراج عن الصحفي الأردني عمير الغرايبة الذي كان معتقلاً في سوريا منذ عام 2019.