تفاعل ناشطون سوريون مع أول ظهور للمعتقلة طل الملوحي بعد 14 عاما قضتها في سجون رئيس
النظام المخلوع بشار الأسد، بسبب نشرها تدوينة قبل اندلاع الثورة.
نشرت الملوحي عام 2006، رسالة عبر موقع النادي السوري الإلكتروني وجهتها إلى بشار الأسد مطالبة إياه بالإسراع في تنفيذ وعوده المتعلقة بالإصلاح السياسي والتحول الديموقراطي، حيث قالت إنه "كرئيس يحتم عليه منصبه وقف الفساد المستشري".
رغم حذف الملوحي التي كانت آنذاك طالبة في إحدى ثانويات حمص، لهذه الرسالة بعد نشرها بفترة وجيزة، إلا أنه تم استدعاؤها عدة مرات لمراجعة الأفرع الأمنية، بحسب موقع "الذاكرة السورية".
بعد مغادرة طل وعائلتها للاستقرار في العاصمة المصرية القاهرة، تم استدعاؤها لمراجعة السفارة السورية هناك أيضا، ودعيت بعد عودتها لسوريا لإجراء الاختبارات المدرسية عدة مرات.
وفي 27 كانون الأول /ديسمبر عام 2009، اعتقلت الأجهزة الأمنية طل الملوحي لتقبع في سجون النظام لمدة 14 عاما قبل أن يتم إطلاق سراحها من قبل فصائل المعارضة بعد سيطرتها على سجن عدرا في
دمشق.
وفقا لموقع "الذاكرة السورية"، فقد أثار اعتقال الملوحي موجة من الاستنكار والسخط في عدة دول أجنبية وعربية، كما أن عددا من المنظمات الحقوقية السورية والعالمية منها منظمة "هيومن رايتس ووتش" طالبت النظام السوري بالإفراج عنها بشكل فوري.
وظهرت الملوحي في صورة هي الأولى من نوعها بعد إطلاق سراحها وهي تتشح بعلم الثورة السورية، ما أثار تفاعلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد سقوط النظام، قامت فصائل المعارضة المسلحة خلال الأيام القليلة الماضية بتحرير آلاف المعتقلين في سجون النظام وسط مساع متواصلة من الأهالي للبحث عن عشرات آلاف المختفين قسريا منذ عام 2011.
وتصدر اسم سجن صيدنايا سيء السمعة الواقع شمالي العاصمة دمشق مواقع التواصل الاجتماعي بعد دخول المعارضة إليه وإطلاق سراح المعتقلين فيه وعملهم لأيام عديدة على البحث عن سجون غير معروفة دون أن تسفر جهودهم عن إيجاد أي شيء يدل على ما قيل إنها سجون سرية.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.