قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، السبت، إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع
غزة والهجمات في الشرق الأوسط "رسالة تخويف من دول الشمال للجنوب بأكمله"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لاعتقال رئيس وزراء
الاحتلال بنيامين
نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت تنفيذا لأمر المحكمة الجنائية الدولية.
وقال بيترو في تصريحات صحفية لقناة "الجزيرة"، إن "هدف حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "ما يحدث بفلسطين والمنطقة ليس مجرد حرب بل رسالة تخويف من دول الشمال إلى الجنوب بأكمله".
وأضاف أن "الدول التي تحلم بالسيطرة على العالم تزيد التوترات والحروب حفاظا على سيادتها وتحكمها"، موضحا أن "الدول الكبرى تضرب بعرض الحائط القانون الدولي وحقوق الإنسان والحضارة الإنسانية".
وحول تضامن بلاده مع الشعب
الفلسطيني، قال بيترو: "عانينا من الوحشية والقتل ولذا فإننا نشعر أكثر بمعنى الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، ولفت إلى تأثر شعبه "بهول مشاهد الإبادة التي يراها في غزة وتجعله يسترجع ذكريات قاسية".
وفي أيار/ مايو الماضي، أعلن رئيس
كولومبيا في كلمة خلال احتفال بالعاصمة بوغوتا بيوم العمال العالمي، أن بلاده ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي جراء حربها المتواصلة على قطاع غزة.
وعزا القرار إلى "وجود حكومة ورئيس (في إسرائيل) يمارسان الإبادة الجماعية"، وأكد أن "عصر الإبادة الجماعية وإبادة شعب أمام أعيننا لا يمكن أن يعود"، محذرا من أنه "إذا ماتت فلسطين، ماتت الإنسانية".
وفي آب/ أغسطس الماضي، وقع الرئيس الكولومبي على مرسوم يحظر بموجبه تصدير الفحم إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن حظر التصدير يهدف إلى الضغط على "إسرائيل" لإنهاء العدوان الوحشي على قطاع غزة.
وقال بيترو في حديثه لـ"الجزيرة": "اتهمنا بمعاداة السامية بعد قطع علاقاتنا بإسرائيل وهم مخطئون فالفلسطينيون والعرب ساميون".
وتطرق الرئيس الكولومبي إلى مذكرات الاعتقال الدولية بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت، قائلا إن "بلاده تحترم قرار الجنائية الدولية، وإذا زار نتنياهو ووزير دفاعه كولومبيا فسنعتقلهما".
وأشار إلى أن "رفض الولايات المتحدة الأمريكية قرارات الجنائية الدولية التي لم ترغب بالانضمام إليها يعني أنها مؤيدة للفظائع"، بحسب تعبيره.
والخميس، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، فقد رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار، واعتبره "معاديا للسامية".
أما الرئيس الأمريكي، فقد قال في بيان إنه "من المشين أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين"، مشددا على أن بلاده "ستقف دوما إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي يتعرّض لها أمنها".
وكان بايدن رحب في آذار/ مارس عام 2023 بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب جرائم الحرب في أوكرانيا.