كشفت دراسة جديدة، عن مجموعة من العوامل،
التي تساعد في بقاء الإدراك جيدا للكبار في السن وإبطاء
الشيخوخة.
وقال سيمون كوكس، مؤلف الدراسة الجديدة في جامعة إدنبرة:
"لقد وجدنا أن جوانب مثل الحفاظ على النشاط البدني والعقلي والانخراط
الاجتماعي، وندرة عوامل الخطر الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول،
والتدخين، ومؤشر كتلة الجسم، والتحدث بلغة ثانية، والعزف على الآلات الموسيقية،
والتمتع بدماغ يبدو أصغر سنا، وسواها" من العوامل المهمة لصحة
الدماغ.
ويعرف كبار السن الذين تبدو ذاكرتهم حادة مثل ذاكرة
الأشخاص الأصغر سنا بعشرين إلى ثلاثين عاما باسم "المسنين الخارقين في
الإدراك".
تتضمن الدراسة
بيانات لمجموعتين من كبار السن؛ مجموعة من البالغين الأسكتلنديين الذين ولدوا
في عام 1921، ومجموعة أخرى ولدت في عام 1936. وقد خضعوا جميعا لاختبار معرفي معتمد
في سن الـ11 عاما ثم مجددا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من العمر للوظائف
المعرفية واللياقة البدنية، بين عوامل أخرى.
وكتب كوكس في الورقة البحثية: "قمنا أولا بتصوير
المشاركين بالرنين المغناطيسي عندما كانوا في الثالثة والسبعين من العمر. ومن أكثر
الأمور التي لفتت انتباهي في الدراسة مدى التباين الكبير بين الفحوص".
وتابع: "رغم أنهم كانوا جميعا في العمر ذاته، إلا
أن بعض الأدمغة بدت صحية تماما ولن تكون غريبة بين فحوصات أدمغة أشخاص تتراوح
أعمارهم بين 30 و40 عاما، فيما أظهرت أدمغة أخرى الكثير من الانكماش والتلف في
اتصالات المادة البيضاء، بالإضافة إلى سمات أخرى مرتبطة بالشيخوخة المعرفية والخرف".
والمادة البيضاء هي النسيج الذي يشكل اتصالات بين خلايا
المخ وبقية الجهاز العصبي، ما يساعد هذه المناطق على التواصل مع بعضها من خلال
الإشارات العصبية. يمكن أن يؤدي انخفاض أو تلف المادة البيضاء إلى إبطاء قدرة المخ
على معالجة المعلومات.
وعلق بأنه بشكل عام، "يظهر لنا هذا البحث أن شيخوخة
الدماغ في سن الـ73 عاما ليست حتمية، وأن هذا الأمر يحفزنا أيضا بقوة على البحث عن ما
يمكننا القيام به لمحاكاة هؤلاء القلائل المحظوظين الذين يصلون إلى هذا العمر
بأدمغة نقية".
ووفقا لدراسة أجريت عام 2018، فإن ممارسة الرياضة
بانتظام من خلال المشي، أو ركوب الدراجات ثلاث مرات فقط في الأسبوع قد يحسن مهارات
التفكير. كما أن إضافة نظام غذائي صحي للقلب إلى روتينك يمكن أن يساعد أيضا على
إبطاء شيخوخة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف.
وتشير دراسة أجريت عام 2020 إلى أن التأمل اليومي يمكن
أن يبطئ شيخوخة الدماغ.