وجه أمير دولة
قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، بإحالة مشروع التعديلات الدستورية إلى مجلس الشورى، بما فيها العودة إلى نظام تعيين أعضائه، على أن يتم طرح التعديلات المشار إليها للاستفتاء الشعبي.
وقال أمير قطر في كلمة له خلال افتتاح دورة الانعقاد العادي لمجلس الشورى القطري في العاصمة
الدوحة: "انطلاقا من مسؤوليتي وواجبي تجاه وطني وشعبي، وجهت بإحالة مشروع التعديلات الدستورية بما فيها العودة إلى نظام تعيين أعضاء مجلس الشورى إلى مجلسكم الموقر لاتخاذ اللازم بشأنها".
وأضاف أنه "بعد أن تُناقش هذه التعديلات وبعد أن أتلقى ما سيتوصل إليه مجلسكم الموقر، فسوف تطرح التعديلات الدستورية للاستفتاء الشعبي وأدعو جميع المواطنين والمواطنات للمشاركة فيه".
وأشار إلى أن "غايتين تجمعان التعديلات الدستورية والتشريعية المرتبطة بها، الحرص على وحدة الشعب من جهة والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من جهة الأخرى".
وشدد على أن "الشورى من أهم أشكال المشاركة في الشأن العام وسوف تتواصل وتوجد قنوات عديدة لمشاركة المواطنين، ويجب أن نزيدها ونكثفها ونعمقها".
وحول العدوان الإسرائيلي المتواصل على
لبنان وقطاع غزة، قال أمير قطر إن "المخرج الأسهل والأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان هو وقف حرب الإبادة على غزة"، مشيرا إلى أن "الدمار لن يجدي مع الشعب
الفلسطيني الصامد المتمسك بحقوقه المشروعة".
وأضاف أن "إسرائيل اختارت عن قصد أن توسع العدوان بتنفيذ مخططات معدة سلفا في مواقع أخرى مثل الضفة الغربية ولبنان"، لافتا إلى أن بلاده "حذرت من التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي الذي تتسع رقعته يوميا ومن عواقبه على دول الجوار والمنطقة".
وجدد أمير قطر إدانة الدوحة "للغارات الجوية والعمليات العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان"، داعيا إلى "وقف العدوان على لبنان وتنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك القرار 1701".
وفي السياق، أشار الشيخ تميم إلى أنه "لن يكون أمام إسرائيل بعد كل الدمار إلا الانصياع لما توافق عليه المجتمع الدولي بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة".
ولفت إلى أن بلاده طالبت المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي على المجتمع الفلسطيني، مؤكدا استمرار الدوحة "في بذل كل الجهد للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب رغم العقبات التي تعرقل جهود الوساطة".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية قبل نحو أسبوعين.
وفي جانب آخر، يواصل الاحتلال لليوم الـ375 على التوالي ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ42 ألف شهيد، وأكثر من 98 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.