تحدث باحثان عن الهجوم الإسرائيلي المرتقب ضد
إيران والعدوان المتواصل على
لبنان في ظل المواجهات المتبادلة بين
حزب الله و"إسرائيل"، وذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات في المنطقة بشكل متسارع.
وحول الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله، قالت مديرة برنامج حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط، رندة سليم، إنه "كلما طالت هذه الحرب في لبنان، في الواقع، فإنها ستخلق المزيد من الفرص لحزب الله لإعادة تأكيد نفسه سياسيا وعسكريا".
وأضافت في حديثها لشبكة "
سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن "هناك تقارير بالفعل عن بدء عملية تجنيد ورغبة الناس في الانضمام إليهم، ويعود ذلك جزئيا إلى معارضة الغزو الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن "هؤلاء (مقاتلي حزب الله) أناس دمرت قراهم، وسوف يبذلون كل ما لديهم، وسيجرون إسرائيل إلى معركة طويلة دامية".
وأوضحت سليم، أنه "بدلا من أن تستفيد إسرائيل من المكاسب التكتيكية التي حققتها، فسوف يتم جرها إلى احتلال طويل الأمد"، بحسب تعبيرها.
في السياق، قال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس، في إطار حديثه عن الترويج الإسرائيلي "لانتصارات" ضد حزب الله على الصعيد الداخلي في دولة
الاحتلال، إن "المشكلة في كل هذا هي أنه إذا جمعت التكتيكات، فلن تصل إلى استراتيجية".
وأضاف في حديثه لـ"سي إن إن": "لا أرى في أي من هذه المواقف وفي أي من هذه الأماكن تعريفا للنصر ولإنهاء الحرب. لأن إيران وحزب الله وحماس لا يزالون يمتلكون الأدوات التي يمكنهم استخدامها".
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية قبل نحو أسبوعين.
وعلى صعيد الهجمات الإسرائيلية المحتملة ضد إيران، أشار هاس ردا على سؤال "ما هو الهدف الإسرائيلي؟"، إلى أنه "قد يتراوح الأمر من المتواضع إلى الطموح الجامح"، لافتا إلى أن الحديث عن "تغيير النظام (الإيراني) ليس استراتيجية بل أمنية".
ومضى متسائلا: "هل سيهاجم الإسرائيليون المواقع العسكرية حيث ينتجون ويخزنون أنواع الصواريخ والطائرات بدون طيار التي هاجمت إسرائيل؟ هل يصبحون أكثر طموحًا ويفكرون في أهداف اقتصادية؟ وهو أمر لن ترحب به الولايات المتحدة ومعظم دول العالم. لن يرحب السعوديون بذلك لأنهم قد يصبحون هدفا. هل سيحاولون القيام بشيء ما متعلق بالبرنامج النووي؟ حسنا، كم يمكنهم أن ينجزوا من تلقاء أنفسهم؟"، بحسب "سي إن إن".
في السياق ذاته، أشارت سليم إلى أن "هناك خطرا حقيقيا يتمثل في تكرار الضربات الانتقامية"، موضحة أن هذا "يرجع جزئيا إلى تغير قدرة النظام الإيراني على تحمل المخاطر".
وقالت إن الإيرانيين "قرروا في نيسان/ أبريل، إن المخاطر وتكاليف عدم الرد تفوق مخاطر حرب إقليمية تجر الولايات المتحدة إليها. ثم في أبريل، أطلقوا تلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. والآن، كما تعلم، في أكتوبر، كرروا ذلك لأنهم شعروا أن ضربة أبريل لم تستعد الردع".
وأضافت أن "كلا الطرفين المتحاربين، إيران وإسرائيل، في طور إعادة التفاوض بشأن الخطوط الحمر"، وفقا لـ"سي إن إن".
ومطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شنت إيران هجوما صاروخيا ضد الاحتلال الإسرائيلي بأكثر من 200 صاروخ باليستي، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والقائد بالحرس الثوري عباس نيلفروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وجاء الهجوم كذلك ردا على اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الراحل إسماعيل هنية، خلال زيارة كان يجريها إلى العاصمة الإيرانية طهران، في نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وتعهد جيش الاحتلال بتوجيه هجوم كبير ضد إيران ردا على الهجوم الصاروخي الأخير، في حين أكدت طهران عزمها على توجيه رد أكثر شدة في حال أقدمت "إسرائيل" على أي هجوم انتقامي.