ضرب الإعصار ميلتون
الساحل الغربي لولاية فلوريدا الأمريكية بالقرب من جزيرة سيستا كي، صباح الخميس،
بقوة "فئة 3 شديدة الخطورة"، وفقا لما أفاد به المركز الوطني للأعاصير.
وتأكد مقتل
أربعة أشخاص على الأقل بسبب زوبعتين تسبب بهما الإعصار ميلتون في الساحل الشرقي
لولاية فلوريدا الأمريكية، وفق ما أفادت السلطات المحلية الخميس، حيث أكدت مقاطعة “سانت لوسي سقوط أربعة قتلى نتيجة الزوبعتين في بيان على موقعها الإلكتروني".
وأعلنت
فلوريدا حالة الطوارئ فور وصول إعصار ميلتون، وتم إصدار أوامر للسكان بإخلاء
منازلهم، والتي تعد واحدة من أكبر عمليات الإخلاء في فلوريدا، فيما أجبر آلاف الأمريكيين على النزوح عقب وصول الإعصار "ميلتون".
وطالبت المدعية العامة لولاية فلوريدا الأمريكية آشلي مودي السكان الذين لا يستطيعون، أو لا يرغبون بمغادرة المناطق المهددة بإعصار "ميلتون"، بكتابة أسمائهم على أذرعهم حتى تتمكن السلطات من التعرف على هوياتهم لاحقًا.
ومن ناحية أخرى
توقع مسؤولون بالحكومة الأمريكية، أن تصل خسائر إعصار ميلتون إلى مليار دولار على
أقل تقدير، علما بأن ظواهر التغيرات المناخية كلفت الولايات المتحدة أكثر من 20
مليار دولار خلال عام 2024 فقط
واشتدّت قوة
الإعصار ميلتون مجدّدا الثلاثاء، إلى الفئة القصوى مع بلوغ سرعة الرياح المصاحبة له
270 كلم/ساعة، بحسب ما أعلن المركز الأمريكي للأعاصير الذي حذّر من أنّ الإعصار
المدمّر يواصل تقدّمه في خليج المكسيك نحو ولاية فلوريدا.
وقال المركز
إنّه "من المرجّح أن تحدث تقلبات في قوة ميلتون أثناء تقدّمه عبر خليج
المكسيك الشرقي، لكن من المتوقع أن يكون ميلتون إعصارا كبيرا وخطرا عندما يصل إلى
الساحل الغربي الأوسط لفلوريدا مساء الأربعاء".
وسبق لميلتون
أن بلغ هذه الفئة القصوى قبل أن تتراجع قوّته إلى الفئة الرابعة على مقياس
سافير-سيمبسون المكوّن من خمس فئات تصاعدية.
وكان الرئيس الأمريكي "جو
بايدن" قد حذر من أن الولايات المتحدة قد تواجه أسوأ عاصفة لها منذ 100 عام، قبيل وصل "ميلتون" إلى فلوريدا في وقت مبكر من صباح الخميس، وحث الموجودين في مساره على الإخلاء كمسألة "حياة أو موت".
وتحرك
الإعصار في خليج المكسيك من الجنوب الغربي باتجاه الشمال الشرقي، ولم يتسبّب
مروره الثلاثاء قبالة شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك بوقوع خسائر بشرية إذ اقتصرت
أضراره على الماديات.
والثلاثاء،
قال رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة، إنّ
"شبه جزيرة فلوريدا بأكملها تخضع لشكل من أشكال المراقبة أو الإنذار".
وعلى هامش
اجتماع ترأسه في البيت الأبيض لبحث الاستعدادات لمواجهة الإعصار المدمر،
قال بايدن إنّ ميلتون قد يكون "أسوأ عاصفة تشهدها فلوريدا منذ قرن".
وأضاف الرئيس
مخاطبا سكّان ثالث أكبر ولاية في البلاد من حيث عدد السكان: "عليكم الإخلاء
الآن، إنها مسألة حياة أو موت".
وكانت صحيفة
"
الغارديان" قد نشرت تقريرا للصحفيين أوليفر ميلمان وجوناثان واتس قالا
فيه إن تحليلا جديدا أظهر كيف أن سبب حرارة خليج المكسيك التي أدت إلى تفاقم إعصار
هيلين الشهر الماضي هو الانحباس الحراري العالمي من صنع الإنسان باحتمالية 200 إلى
500، وذلك في الوقت الذي يقترب فيه إعصار ميلتون من فلوريدا.
ووجد التحليل
الجديد أن تغير المناخ زاد بنسبة 10% من كمية الأمطار التي أسقطها الإعصار، والذي
خلف أكثر من 220 قتيلا في ست ولايات أثناء توجهه شمالا قبل أسبوعين، ما أدى إلى
تدمير المدن وإغراقها وتمزيق الطرق وقطع إمدادات المياه. كما أنه جعل سرعة رياح هيلين
حوالي 130 ميلا في الساعة، أو 11%، أكثر شدة.
وذكرت مجموعة من العلماء متعددة الجنسيات في World Weather Attribution أن حرق الوقود الأحفوري جعل العواصف الشديدة مثل إعصار هيلين
أكثر احتمالية بنحو 2.5 مرة مما كانت عليه في العصر ما قبل الصناعي. ووجدت الدراسة
أنه إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين فوق هذه الفترة ما قبل الصناعية،
والتي ستحدث دون تخفيضات كبيرة في الانبعاثات، فإن العواصف مثل هيلين ستحصل على
10% أخرى من الأمطار.
قبل شهر واحد
فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي لم تبرز أزمة المناخ كقضية في حملاتها، فقد قدم الإعصاران للناخبين الأمريكيين تذكيرا صارخا بالقوى التي أطلقها ارتفاع درجة
حرارة الكوكب والتي يمكن أن تمس كل جانب من جوانب الحياة تقريبا.
اضطر دونالد
ترامب، الذي وصف أزمة المناخ بأنها "خدعة" و"احتيال" ووعد
بخفض اللوائح البيئية لشركات النفط والغاز مقابل التبرعات للحملة، إلى إلغاء ظهوره
في ميامي هذا الأسبوع بسبب تأثير "ميلتون".
من ناحية
أخرى، اعترفت منافسته كامالا هاريس بالمخاطر التي يفرضها الانحباس الحراري العالمي، لكنها تجنبت إلى حد كبير الموضوع خلال التجمعات والمقابلات.