شدد نائب الرئيس
الإيراني للشؤون الاستراتيجية
جواد ظريف، على أن
حزب الله "قادر على الدفاع عن نفسه" ضد العدوان الإسرائيلي العنيف على
لبنان، مشيرا إلى أن الحرب على قطاع غزة أنهت ما وصفه بـ"وهم القوة الإسرائيلية التي لا تقهر".
وقال ظريف في مقابلة مع شبكة "
سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الأربعاء، ردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستدخل بشكل مباشر إزاء التصعيد في لبنان، "على مدى الأشهر الـ 11 الماضية، حاول الإسرائيليون جاهدين جر الآخرين إلى الحرب، لأن ما حدث كان نهاية الادعاء الإسرائيلي أو الوهم بالقوة التي لا تقهر".
وأضاف أن دولة الاحتلال "اعتقدت أنها إما بزيادة العنف والفظائع وجرائم الحرب، أو أي شيء آخر، أو الجرائم ضد الإنسانية، يمكنها استعادة هالة عدم القدرة على الهزيمة التي تتمتع بها إسرائيل، أو بجر الآخرين إلى الصراع، يمكنها توسيع الحرب، وربما إدخال الولايات المتحدة، وتغيير ديناميكيات الموقف".
وأشار إلى أن جميع من في المنطقة "أدركوا هذا الأمر، وحاولوا من خلال دعم الناس في غزة الذين كانوا تحت وطأة نظام الحرب الأكثر وحشية في تاريخ البشرية تجنب الوقوع في فخ الإسرائيليين".
وحول المواجهات المتبادلة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان، قال ظريف إن "حزب الله أظهر قدرا كبيرا من ضبط النفس على مدى الأشهر الـ 11 الماضية. ولكن الآن تجاوز الإسرائيليون الخط الأحمر في رأيي، وهناك احتمالات كبيرة بأن تصبح الحرب أكثر صعوبة في الاحتواء".
وأضاف: "أعتقد أن المجتمع الدولي لا بد أن يبذل كل ما في وسعه في أقرب وقت ممكن من أجل إنهاء هذا التصعيد الأخير من جانب إسرائيل"، حسب شبكة "سي إن إن".
وردا على سؤال حول إمكانية جر إيران إلى الحرب الجارية، شدد ظريف على أن طهران "مارست ضبط النفس عندما نفذت إسرائيل عمليات عسكرية ضد إيران، ونفذت عمليات إرهابية أدت إلى اغتيال زعيم حماس (رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية) الذي كان يحضر حفل تنصيب رئيسنا، ومن بين كل الأشياء، مارسنا ضبط النفس".
وأشار ظريف إلى أنهم "يعتقدون أن حزب الله قادر على الدفاع عن نفسه" في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، مضيفا: "وربما يخرج الوضع عن السيطرة في ذلك الوقت".
ومنذ صباح الاثنين، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 640 شخصا وإصابة 2505 آخرين بجروح مختلفة بينهم أطفال ونساء ومسعفون، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من تفجيرات أجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي "بيجر" و"ووكي توكي- آيكوم ICOM V82"، في مناطق مختلفة من لبنان، ما أسفر عن سقوط 32 شهيدا وإصابة نحو 3250 آخرين بجروح مختلفة.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسعا نطاق استهدافاته ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية مطلع الأسبوع الجاري.
ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، تتواصل الهجمات المتبادلة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.