أصر إمام المسجد
العمري الكبير الشيخ فادي عارف، على رفع الأذان وإقامة صلاة الجمعة على
أنقاض
المسجد المدمر باستهداف طائرات
الاحتلال الإسرائيلي له، وسط البلدة القديمة بمدينة
غزة.
وفي إحدى زوايا
المسجد المدمر قرر الشيخ عارف رفع الأذان، فيما ينتظر إقامة الصلاة عدد محدود من
المصلين والأطفال، ويؤم المصلين في باحة مسقوفة داخل المسجد الذي تعود سماته
للعصرين المملوكي والعثماني.
وأعلنت وزارة
الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، في وقت سابق، تدمير الجيش الإسرائيلي 1000 من أصل
1200 مسجد في القطاع، بينها مساجد أثرية، منذ بداية حربه المدمرة في 7 أكتوبر/
تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى تدمير عشرات المدافن، واغتيال أكثر من 100 داعية.
ويعدّ
"العمري" الذي أُسس قبل أكثر من 1400 عام، من أكبر وأعرق مساجد غزة،
وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد الأقصى و"أحمد باشا الجزار" في عكا،
ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا.
ويحاول الشاب
محمد اسكافي (30 عاما)، المداومة على الصلاة جماعة مع بعض الشبان في المسجد، في
تحدٍ صريح لاستهداف الجيش الإسرائيلي لمساجد غزة.
ويقول اسكافي:
"نحاول كلما سنحت لنا الفرصة في ظل الحرب الإسرائيلية والقصف العنيف الوصول
إلى
المسجد العمري، نجمع أنفسنا ونصلي جماعة".
ويستذكر كيف كان
يذهب مع أصدقائه وجيرانه للصلاة في المسجد الأثري ولا سيما في المناسبات كصلاة
العيد وصلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.
ويضيف: "نحن
على أبواب شهر رمضان وفي حال انتهت الحرب سنعمل جاهدين على أن تبقى الصلاة حاضرة
في باحاته، وسنعمره بالمصلين".
ويعرب الشاب
نائل الفار عن حزنه الشديد مما آل إليه المسجد جراء الاستهداف الإسرائيلي، قائلاً:
"لم أتوقع أن يتحول المسجد في يوم من الأيام إلى ركام".
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر
الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي الخاضع لمحاكمة أمام "العدل الدولية"
بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، حربا مدمرة على غزة
خلفت حتى الجمعة 29 ألفا و514 شهيدا و69 ألفا و616 مصابا، معظمهم أطفال ونساء،
بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.