صحافة دولية

"قلم يغير صيغ الاجتماعات".. كيف تحمي بريطانيا التدخل الإماراتي في السودان؟

السودان اتهم الإمارات مرارا بلعب دور تخريبي في البلاد- وام
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية دراسة عن الدور الإماراتي في السودان، قام عليها ياسر زيدان طالب دكتوراه في جامعة واشنطن ومحاضر سابق بالجامعة الوطنية بالسودان.

وذكرت الدراسة، أن أبو ظبي تعمل على إطالة أمد الحرب في السودان بتسليح المتمردين الوحشيين من قوات الدعم السريع.

وقالت، إنه يتعين على المجتمع الدولي التوقف عن التغاضي عن ذلك، لا سيما أن الأزمة المستمرة في السودان وصلت إلى أبعاد كارثية.


وأضافت، أن قوات الدعم السريع لم تحاسب عن تدمير احتياطات الغذاء في البلاد والوضع يتطلب اهتماما فوريا وتحولا جذريا في النهج.

 وأردفت، أن جوهر الفشل يكمن في التأخير المستمر من جانب مجلس الأمن في التعامل مع النتائج التي توصلت إليها لجنة الخبراء التابعة له والتي أكدت المزاعم الموثوقة بشأن تورط الإمارات في انتهاك حظر الأسلحة.

وتابعت، "لا يوجد هناك ضغط كبير يُمارس على الإمارات وفي غياب أي تدابير ملموسة لحماية الشعب السوداني فإن المحادثات لحل الأزمة قد تتحول إلى استعراض فقد قاطعت الحكومة السودانية محادثات جنيف بعد ضم الإمارات إليها".

وأشارت إلى ضرورة وقف إمدادات الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع عبر تشاد خاصة من مطار أمجراس.

وبينت الدراسة، أن المناورات السياسية أدت إلى تعقيد الجهود الرامية إلى معالجة الأزمة بشكل فعال، مبينة أن تدخل بريطانيا لتغيير صيغة اجتماعات مجلس الأمن يهدف إلى منع السودان من عرض قضيته بشكل مباشر وإعطاء الأولوية للمصالح التجارية مع الإمارات على المخاوف الإنسانية.

 وأردفت، أن مندوب السودان الدائم طالب بعقد اجتماع لمجلس الأمن في 26 نيسان/أبريل ردا على ما وصفه بـ "العدوان" الإماراتي على بلاده ومع ذلك تدخلت بريطانيا التي تتولى منصب حامل القلم لتغيير جدول الاجتماع وصيغته إلى مشاورات مغلقة ولم يُسمح للمندوب السوداني بحضوره.


وسبق أن ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن لندن تعمل بنشاط على تثبيط عزيمة الدول الأفريقية عن انتقاد الإمارات وهو ما يؤدي إلى تآكل الثقة بالمؤسسات الدولية.

ودعت الدراسة، المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لمقاضاة أبو ظبي بسبب جرائهما المزعومة بحق المدنيين السودانيين وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات بالفعل إذ يقود مركز راؤول والينبرغ حملة لمحاسبة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية أو السبل القانونية الأخرى.

كما حثت المحكمة الجنائية الدولية على أن تستفيد ولايتها على دارفور للغاية ذاتها.