انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطيني،
اليوم الجمعة، عددا من
الشهداء، عقب تراجع آليات
الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس،
بعد عملية عسكرية استمرت 22 يوما، وخلّفت دمارا واسعا وجثامين في الطرقات وتحت
أنقاض المنازل.
وانسحب جيش الاحتلال وآلياته العسكرية من مناطق عدة
توغل فيها بمدينة خان يونس، إلى الأطراف الشرقية للمدينة، فيما وصلت الطواقم الطبية
والدفاع المدني إلى المناطق التي انسحب منها الجيش؛ للبحث عن ضحايا تحت الأنقاض
وفي الشوارع.
وذكر شهود عيان، أنه جرى حتى اللحظة
انتشال جثامين 10
فلسطينيين، قتلهم الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية، بينما كشف انسحاب
الاحتلال عن دمار هائل في مئات المباني السكنية والمنازل وبالطرقات والبنية
التحتية؛ جراء القصف وعمليات التجريف.
بدوره، أكد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أن جيش الاحتلال دمر خلال عمليته العسكرية في
خانيونس، خطوط مياه تغذي المنطقة التي يزعم الاحتلال أنها "آمنة".
وأوضح مدير إدارة الإمداد والتجهيز بالدفاع المدني محمد المغير في تصريح للأناضول: "انتشلنا جثامين 10 فلسطينيين من مناطق في خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المدينة صباح الجمعة".
وأضاف: "الجيش دمر خلال عمليته خطوط مياه رئيسية تغذي المواطنين في المناطق التي يدعي أنها إنسانية"، مشيرا إلى أن "انسحاب الجيش كشف عن تدمير واسع في البنية التحتية ومنشآت ومباني سكنية وحيوية وطرقات".
ولفت إلى أن طواقم الدفاع المدني تعمل على البحث بين الركام، وفي الطرقات والشوارع عن مفقودين.
وكان الجيش أعلن في 9 أغسطس/ آب الجاري بدء "عملية عسكرية هجومية" في خان يونس، والتي سبق أن دخلها مرات عدة منذ بداية الحرب.
وفي 8 أغسطس أمر الجيش الإسرائيلي أهالي غالبية أحياء مدينة خان يونس ومركزها بإخلائها قسرا؛ تمهيدا لشن هجوم عليها بدعوى إطلاق حركة حماس صواريخ منها.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية كثف الجيش من غارته الجوية والمدفعية وإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة والتي استهدفت منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في خان يونس ومناطق أخرى من قطاع غزة، ما أسفر عن قتلى وجرى غالبيتهم أطفال ونساء نازحين.
وفي آخر إحصائية لها، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلية إلى 40 ألفا و602 شهيد و93 ألفا و855 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشارت الوزارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4
مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 68 شهيدا و77 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مؤكدة أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأمس الخميس، قالت طواقم الإسعاف والطوارئ في مدينة
غزة؛ إنها انتشلت جثامين عدد من الشهداء، بعد قصف الاحتلال منازل لعائلتي عبدو وجرادة،
في محيط فندق الأمل غرب المدينة.
وأشارت إلى أن حصيلة الشهداء جراء استهداف المنازل
بلغت 6 شهداء، وجرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني.
وتسبب قصف الاحتلال للمنازل في اشتعال النيران في
مخازن تجارية أسفلها، والتهمت ألسنة اللهب الطوابق العليا، وحوصر العديد من السكان
في المكان، وسط انعدام وسائل الإطفاء والإنقاذ.
وتداول نشطاء فلسطينيون لقطات لاشتعال المنازل،
وصراخ الأهالي من أجل إنقاذهم، في ظل انعدام الوسائل اللازمة، واستمرار استهداف
المنطقة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة
الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ329 على التوالي، مخلفا دمارا هائلا ومجازر دموية
مستمرة.