سياسة دولية

جدل يشعل الأوساط السورية بعد لقاء معارضين مع قادة من الحشد الشعبي

تسبب لقاء معارضين مع قادة الحشد الشعبي في موجة واسعة من الجدل عبر أوساط السوريين- إكس /محمد سرميني
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الأوساط السورية بهجوم لاذع على معارضين أجروا لقاءات مع قيادات عراقية في العاصمة بغداد، وذلك بسبب اتهامات بتورط هذه القيادات بالمليشيات الموالية لإيران التي تقاتل إلى جانب النظام السوري.

ونشر مدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا) صورا من اجتماعه مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ورئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، وذلك ضمن زيارة أجراها الباحث المعارض مع باحث آخر من المركز ذاته، يدعى وائل علوان، إلى العراق.

وقال سرميني في تعليقه على لقائه مع عمار الحكيم: "تشرفت بلقاء سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني الذي أكرمنا بحسن ضيافته وحفاوة استقباله، أجرينا نقاشات مفيدة اطلعنا فيها على حرصه الشديد على سورية وشعبها، وأكد سماحته على أهمية تعزيز لغة الحوار التي تحتاجها المنطقة في ظل التحديات التي تواجهها".

وحول لقائه مع الأعرجي، قال: "ناقشت مع السيد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي خلال زيارتي إلى العاصمة بغداد عددا من القضايا المتعلقة بسورية والمنطقة، واستمعت لرؤيتهم حول الدور الذي تطمح له العراق في إرساء الاستقرار في منطقتنا".


وتسببت التغريدتان المشار إليهما في موجة واسعة من الجدل عبر أوساط السوريين في منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن رفضهم واستيائهم من اجتماع باحثين محسوبين على المعارضة مع "قيادات متورطة بدعم الميلشيات الشيعية الداعمة للنظام السوري".

وقال الصحفي السوري المعارض وليد الآغا في تدوينة عبر "فيسبوك": "اللهم لا تنظير وربما ليست قاعدة، ولكن من انخرط بالثورة في أيامها الأولى ولُوحق وضحّى وقُصف وحوصِر وهُجّر، لا يمكن أن تهون عليه فتصبح حربا أهلية، ويجلس مع من حاربها وقتل وشرّد أهلها من دون أي سياق تفاوضي أو سياسي يستدعي ذلك، لا يمكن أن تهون عليه من أجل أيامه فيها على الأقل".



بدوره، قال الصحفي محمد الحموي الكيلاني، مخاطبا سرميني: "نحن لم نتشرف.. هذا بداية. الحقيقة مو الحق عليك، الحق على (زمن الشقلبة) الذي ورطنا بأمثالك، وهذا العبث المنفلت، في تصدير زمرة مريضة متضخمة، والفوضى التي أنتجت صغارا مأجورة، في الساحات السياسية والثقافية والأدبية".



من جهته، قال الناشط السوري الحارث الموسى في تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست حنكة ولا واقعية سياسية؛ لأن مجالسة المجرمين عار لا يُبرّر، والصورة لا يمكن توصيفها بأقل من خيانة".


وبعد الهجوم اللاذع، قام سرميني بحذف المنشورين اللذين تضمنا صورا من لقائه مع الأعرجي والحكيم في بغداد من حسابه في منصة "إكس"، دون الإدلاء بأي تعليق على الاتهامات الموجهة إليه.

أما وائل علوان الذي رافق سرميني في زيارته إلى بغداد، قال تعليقا على الانتقادات الموجهة للأخير: "زيارتنا للسيد عمار الحكيم أحد قادة الحشد الشعبي في العراق الحبيبة، مع أستاذي محمد سرميني، كانت مثمرة للدعم السياسي في سوريا الحبيبة. الزيارة كانت باسم مركز أبعاد في الشرق الأوسط الذي يديره الأستاذ محمد".


وأضاف في تدوينة عبر حسابه على منصة "فيسبوك": "نأسف على لغة التخوين التي صدرت من البعض وكل الشكر لبعض الزملاء لوقوفهم معنا وتفهمهم لمهنية العمل وصفاء الهدف، ثقوا بنا لتكون سوريا للجميع".