قضايا وآراء

الطبخ رياضة روحيَّة

يتحدث الكاتب عن أثر طعام الأمهات في تربية الطفل- جيتي
سوَّى الله تعالى بين المؤمنين والأنبياء في وجوب التزام الحلال الذي طيَّبه سبحانه بالإباحة، وربط بينه وبين العمل الصالح، فكأنه ثمرة مباشرة له؛ لتطَّرِد السنة النبوية بترسيخه سلوكيّا. إذ روى مسلم من حديث أبي هريرة، أن حضرة سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إنَ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّبا، وإنَّ الله أَمَرَ المُؤمِنينَ بِمَا أَمَرَ به المُرْسَلينَ؛ فقال تعالى: يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحا، وقال تعالى: يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ". ثم يكشف الشق الثاني من الحديث نفسه أن تطييب مطعم المؤمن وتنزيهه عن الخبَث؛ هو باب قبول عمله وإقبال ربه عليه، بل هو أصلا مُبتدأ توفيقه إلى العمل الصالح الذي يرضاه الله تعالى. إذ ذَكَرَ سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم "الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ يا رَبُّ يا رَبُّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَشْربُهُ حَرَامٌ، وملبسه حرام، وغُذِيَ بالحَرَامِ؛ فأَنَّى يُسْتَجَابُ لهُ!"(1).

ولعلَّ اﻵية المركزيَّة التي يستند إليها أهل السلوك والعرفان، في الاستدلال على وجوب انتخاب الأزكى لطعام المؤمن؛ هي قوله جلَّ شأنه على لسان بعض أهل الكهف: "قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاما فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدا". وقد ذهب أكثر التابعين في تأويل "الزكاء" المقصود بأنه الحلال والخير، ورجَّح الطبري أنه الأحل والأطهر؛ إذ أن من يقصُّ القرآن خبرهم كانوا أهل إيمان لا يستَحِلون ذبيحة قومهم عُبَّاد الأوثان.

ورغم حرص أكثر السلف على هذا الحلال الطيب المطهَّر، ويقينهم بأثره فيهم؛ فقد كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال -تورُّعا- مخافة الوقوع في الحرام، ثم إذا تحقَّق الحلال المحض المصفَّى برحمة الله؛ ترى الأبرار منهم يؤثرون على أنفسهم فيه -وإن قلَّ- ويطعمون الطعام على حُبِّه(2). إذ أنهم يخشون الحساب على ما أصابوا في الدنيا من نعيم(3).

هذا "النعيم" الذي يُصيبه المؤمن في الدنيا -ويخشى حسابه- ليس نعيما ماديّا مُجرَّدا، ولا تركيبه مُجرد تركيب من عناصر "ماديَّة" مُصمتة، ولا حسابه كذلك حسابٌ على "إشباعٍ مادي" مُجرَّد للشهوات. فإن هذه العناية والتزكية شأن روحي بالأصل، واستشعار قيمة هذا كله فعلٌ من أفعال الروح الذي نُفخ في ابن آدم.

وهذا البُعد الميتافيزيقي الأصيل في لذَّة التنعُّم بالحلال، يُدركه من أدرك حقيقة قوله جل شأنه: "وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗوَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖوَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ". وهي الآية التي استدلَّ بها كل من ذهب إلى أنه لا تحل الذبيحة التي لم يذكر اسم الله عليها، ولو كان الذابح مسلما. كذلك، فإن بعض من ردَّ عليهم بعدم اشتراط التسمية، واستحبابها، قد استدلَّ بحديث مُرسَل؛ إذ روي أن حضرة سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ذبيحة المسلم حلال، ذكر اسم الله أو لم يذكر؛ إنه إن ذكر لم يذكر إلا اسم الله". فالعجب العجاب أن الحجتان ميتافيزيقيتان؛ فالتسمية الشفاهيَّة المتروكة لا تُضيف -في ظاهر الأمر- إضافة ماديَّة إلى الذبيحة، كما أن انطواء نفس المسلم -بفطرتها- على ذكر الله وتسميته -والتي قد يُستغنى بها عن التسمية الشفاهيَّة- لا تُضيف كذلك إضافة ماديَّة في ظاهر العقل البشري المحجوب. بيد أن من أدرك هذا البعد، وسلَّم به؛ ذاقه وأيقن بأثره وفاعليته ولو لم تشهد به حواس المحجوبين عنه.

* * *

وقد كان هذا الإدراك حيّا متواترا فعالا في حياة أجيال المسلمين قبل قطيعة الحداثة. ولعلَّ جيلي من مواليد السبعينيات هم آخر جيل أدركوا أذكار الجدَّات والأمهات الخاصَّة بالطبخ والخبيز، وسائر أعمال المنزل الأخرى. وهي أذكارٌ كان لها أثر عظيم -صعب التوصيف- على الطبخ وعلى الخَبْز، وعلى البركة التي تحلُّ على المنزل الذي يذكر فيه اسم الله تعالى -ويُصلى فيه على حضرة رسوله- على كل عملٍ مهما صغُر. إذ كنا نجد لذَّة للطعام لا يعدلها شيء، وبركة مُعجِبَة مُعجِزَة ولو كان الطعام خُبزا وجبنا. هذا الأثر اجتثَّته عوامل ثلاثة: الأول هو التعليم العلماني وأثره السام في التحديث الاجتماعي، والثاني خروج المرأة (الأم) للعمل وقطيعتها مع تقاليد الإسلام الاجتماعيَّة المطردة بانشغالها "الذكوري" في سياق مشوَّه خارج المنزل، وكان المؤثر السلفي/ الوهابي -الذي تشرَّبته أجيال من العاملين بالخليج- هو القاصم الثالث الذي جفَّف لا منابع الحياة الروحيَّة فحسب، وإنما نزع البركة من حياة الكثيرين؛ بتقويض الأذكار التي يُحتَجُّ بأنها لم تصح بها رواية.

العجيب أن المرأة التي خرجت للدراسة ثم للعمل، واستوعبتها أوهام الحداثة؛ استهانت بكل التقاليد استهانة غبيَّة، جعلتها تُحطم كل خير انطوى عليه بيت أمها بوهم "التحقُّق الذاتي"، وكانت النتيجة كارثيَّة؛ ابتداء من سوء تغذية الأطفال، وانتهاء بسوء تربيتهم في دور الحضانة. وهي مسألة يضيق المجال عنها هاهُنا، لكنَّ الشاهد أن سوء التغذية هذا ليس محصورا في العناصر الماديَّة الفقيرة التي تدخُل فعلا في طعام الأطفال، سواء بطعام منزلي أعد على عجل في بيئة نفسية وروحية مشوشة مضطربة، أو طعام مُجتلب من السوق لا يُعرَف حال صانعه نجسا كان أم طاهرا، ذاكرا لله أم مُعرِضا عنه، صائنا نفسه عن الحرام أم يلغ فيه. فإن هذا الدرن الجواني كله مكونات تُطبخ بالسوء والفساد لتسوء بها أخلاق أجيال، وإن العناصر الفقيرة الرديئة، الداخلة في إطعام الأطفال؛ يزداد فقرها ورداءتها وسوء أثرها حين تنقطع عن روح الأم وشعورها، وتقواها وعبادتها، وأمومتها وأنوثتها.

إذ شتَّان بين بناءٍ أقامه عُمال يذكرون الله ويتغنون بالمدائح النبوية، وآخر ابتُلي بهؤلاء الذين يستمعون إلى غناء إباحي مقزز، ويرتكبون ما نهى الله عنه؛ فإن مُخرجات النفوس المشوَّهة بلاء. فشتان بين المبنى الذي "يُطبَخ" وتتراكم جزئياته بيد متوضئة، وذلك الذي تضع لبناته يد علاها الحرام وقلبٌ غافل عن ربه كل الغفلة.

* * *

وعليه، كان من الطبيعي أن تطَّرِد عناية الإسلام بطعام المؤمن(4)، ويَبرُز تحقيقه في انتقاء ما يدخُل جوفه من الحلال الطيب؛ إلى العناية بعمليَّات إعداد هذا الطعام لتعظيم انتفاع السالك به. فإن كل جهد في هذا الصدد هو عمليَّة طبخٍ روحيَّة قبل أن تكون ماديَّة.

ومن المحدَثين الذين فتحوا أعيننا على بعض هذه المعاني، الصوفي المعروف بولنت رؤوف رحمه الله تعالى(5)؛ في مقال قصير له، تتبلور فيه بعض هذه التصورات -بعنوان: "مذكرة إلى الطهاة"- وقد نقلناه إلى العربية إتماما لموضوع مقالنا وإنضاجا لطرحه.

يقول رحمه الله:

"اعلموا أن الطبخ فن، وأنه كذلك جُزءٌ مُتمِّم للرياضة الباطنة؛ إذ هو وسيلة مزدوجة للخدمة: خدمة الإنسانيَّة، وخدمة الطعام المُعَد. وما من منزلة أعلى من ذلك قد يبلغها الإنسان؛ إذ أن جميع صور الحياة الأخرى في هذا العالم، تكتشفُ إمكانيَّة بلوغها حالة وجوديَّة أسمى من خلال اتصالها بالإنسان واقترانها به. والإمكانيَّة الوحيدة لرفعة شأن بعض الفلزَّات والخضروات والحيوانات إلى حالة أرقى، وصورة أسمى من صور الحياة؛ إنما تكون من خلال طبخها. ولهذا السبب، فإن الطائفة التي انحازت إلى الولي الصوفي العظيم مولانا جلال الدين الرومي، ونسبت نفسها إليه -المولويَّة- تُشير إلى التربية والتهذيب الباطني للمريد المبتدئ بوصفها عمليَّة طبخ، وتُشير إلى الوصول تحقُّقا بالطريق بوصفه ذوقا. إن هؤلاء الذين يَستَعمِلون المكونات والعناصر الغذائيَّة بغير مُراعاة توفير أفضل طريق ممكنة ليُفصِح كل مكوِّنٍ عن وجوده؛ إنما يحطون من شأن الخدمة ومن شأن الوعي والشعور بالحياة وقيمتها. ومن ثم، فإن الطبخ ليس خلطا للمكوِّنات، وإنما هو تركيبٌ متناسق وتأليف مُتناغِم ذو قيمة فنيَّة؛ مُغذية ومتجاوِزَة. إذ يهبنا إمكانيَّة أفضل تعبير عن المكونات ناهيك عن المركَّب في عمومه. ولا تنبغي مباشرة الطبخ إلا في مسلك من الاحترام العميق، والعناية الفائقة، والوعي الكامل بالمنَّة والرحمة اللتين أفعم بهما النظام الإلهي.

ولتتنبَّهوا إلى أنه ما من تعبيرٍ عن التجلي الإلهي يخلو من البهاء، وجمال الذوق مُكوِّنٌ ضروري للغاية في المركَّب الأساسي (بكل ما تحمله اللفظة من معان). فإذا كان النظام الإلهي للوجود قد اقتضى أن يرعى النوع الإنساني كالماشية؛ فلم تكن لتظهر أدنى حاجة للطبخ على الإطلاق، لكن بما أن الحال ليس كذلك؛ كان من الغلط الاعتقاد بأن كل قيمة للخُضر إنما تكمن -فحسب- في ازدرادها نيئة أو منقوصة الطبخ. ولهذا، فإن بعض الفاكهة والخضر يتعيَّن طبخها حتى السواء قبل أكلها. إن الإنسان لا يملِك معدة الحيوان ولا حوصلة الطير، وبالتالي، كان من الغلط الفاحش الاعتقاد أن بوسع الإنسان، أو مما يلزمه؛ محاكاة عادات الطير والوحش!

فلتعلموا إذن أن الطبخ عهدٌ ومسؤوليَّة في الوعي والشعور، إذ يتساوى نُقصان درجة الطبخ أو إفراطه في الكراهة والغفلة السافِرة التي يُجسدانها.

ولتَحُفكم همَّة الولي العظيم، شمس الدين آتش باز ولي، الذي ظلَّ الطباخ الشخصي لمولانا جلال الدين الرومي حتى مماته؛ أنتم يا من تضطلعون بالخدمة في المطبخ".

* * *

وثمة ظاهرة حيويَّة مرصودة -في العلوم الطبيعيَّة/ الماديَّة- تُسمى "الغَلْوَزة" (glycation)، وهي ببساطة؛ شيخوخة العظام البشريَّة إذ يطهوها الزمن بتقدُّم العمر، وهو فعل السُكَّر والتسكُّر في الجسد البشري. فإن عظام الطفل التي تكون بيضاء عند مولده؛ تتلون تدريجيّا إلى اللون البُني كأنها دجاجة تُطبخ. وتأمَّل كيف جعل المولى سبحانه وتعالى النضج الروحي والجسدي مُختلفان في الاتجاه والمآل؛ إذ أن هذا النضج الجسدي وهن حتمي، بينما النضج الروحي قوة وبأس. وإن الموت الذي يقترب منا -مع إتمام النضج المقدور للإنسان- إنما يأكل الجسد الذي قد يهترئ بهذا النضج، بيد أنه يحفظ روحه حتى يُحررها من أسرها؛ إذ لم يعُد العالم -ولا الجسد- يحتملان وجودها.
__________
الهوامش

(1) وكذلك، أخرج الطبراني من حديث عبد الله بن عباس؛ قال: تُلِيَتْ هذهِ الآيةُ عِندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالا طَيِّبا"؛ فقام سعدُ بنُ أبي وقَّاص فقال: يا رسولَ اللهِ؛ ادعُ اللهَ أنْ يجعَلَني مُستَجابَ الدَّعوةِ، فقال حضرة النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّمَ: "يا سعدُ، أَطِب مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُستَجابَ الدَّعوةِ. والَّذي نفْسُ مُحمَّد بيدِهِ؛ إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللُّقمةَ الحرامَ في جَوفِهِ ما يُتقبَّلُ منه عملٌ أربعينَ يوما. وأيُّما عبدٍ نَبَتَ لحمُهُ مِن سُحْتٍ، فالنَّارُ أَوْلى به".

(2) وفي أمثال هؤلاء -من الأنصار وغيرهم- نزل قول الله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَة مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

(3) راجع ما أورده ابن جرير في تعريف أهل العلم للنعيم الذي يصيبه البشري، وذلك في تأويله قول المولى جل شأنه: "ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ".

(4) راجع مقالنا السابق على هذا الموقع نفسه: "الطعام بوصفه شعيرة".

(5) بولنت رؤوف (1911-1987م) رجلٌ يستعصي على التصنيف؛ فهو صوفي ورحالة ومرشد روحي، وكاتب ومترجم وطباخ فذَّ. ولد في إسطنبول لأسرة أرستقراطية التقت فيها مصاهرة بيت محمد علي باشا للبيت العثماني. وقد تلقَّى معارفه الأولى في المنزل بحسب الطريقة التقليديَّة آنذاك، حيث تعلَّم اللغات التركية-العثمانيَّة والعربية والفارسيَّة إلى جانب الإنكليزيَّة والفرنسيَّة والألمانية، قبل أن يُغادر تُركيا إلى أمريكا -في السابعة عشرة من عُمره- لدراسة الأدب الإنكليزي في جامعة كورنيل وعلم الآثار في جامعة ييل.
وفي عام 1945م؛ تزوَّج ابنة عمومته الأميرة فايزة، شقيقة فاروق الأول ملك مصر والسودان، وعاشا في مصر ثم انتقلا إلى باريس عقِب انقلاب عام 1952م العسكري. وقد قرَّ به المقام في بريطانيا بعد طلاقهما مطلع الستينيات، وتزوَّج البريطانية آنغيلا كوم-سيمور وهي في الخامسة والستين من عمرها؛ حيث ستلعب دورا شديد المحوريَّة في حياته، وتُغذي عنايته بكتابات الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي وانكبابه على أعماله، حتى لتعد ترجمته لـ"فصوص الحكم" أهم إنتاجه على الإطلاق. وقد أدى اشتغاله بابن عربي إلى تأسيس "مدرسة بشارة" (Beshara School) في بريطانيا -والتي تنصب عنايتها على التربية الباطنة- وصيرورة رؤوف مستشارا لها.
وقد أسس رؤوف كذلك "جمعيَّة محيي الدين بن عربي (The Muhyiddin Ibn 'Arabi Society)، وهي المنصة العلميَّة الأهم بإطلاق لدراسات ابن عربي، والتي تعرَّف منها الغرب على الشيخ الأكبر وكتاباته، وكانت ترجمات رؤوف وزوجته أولى لبِناتها. وقد ظلَّ رؤوف رئيسا للجمعية طوال حياته، ثم خلفته زوجته آنغيلا.
وقد كُتب هذا "المقال/ المذكرة" للطهاة في مطبخ "تشيشولم هاوس (Chisholme House) في اسكتلندا، والذي كان تابعا لمؤسسة بشارة ثم صار مؤسسة مستقلة عام 1978م. وكان رؤوف يُشرف بنفسه على المطبخ إشرافا دقيقا؛ إذ كان رحمه الله طاهيا لا مثيل له بين معاصريه.

x.com/abouzekryEG
facebook.com/aAbouzekry