سياسة دولية

"الخزانة الأمريكية" تفرض عقوبات جديدة على "الحوثيين" و"حزب الله"

أدّت هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة الشحن العالمي- جيتي
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، عن فرض عدد جديد من العقوبات ضد شبكات تجارية تابعة لحركة "أنصار الله"، وتنظيم "حزب الله" اللبناني، وذلك في "إطار السعي إلى زيادة الضغوط على إيران وأذرعها".

وأوضحت الوزارة، عبر بيان لها، أنّ "العقوبات استهدفت شركات وأفرادا وسفنا متّهمة بالتورّط في شحن سلع إيرانية، بما في ذلك النفط والغاز المسال، إلى اليمن والإمارات نيابة عن شبكة تابعة لمسؤول مالي حوثي".

وكانت الولايات المتحدة، في تموز/ يوليو الماضي، قد أعلنت عن إصدار عقوبات تحت مسمّى "مكافحة الإرهاب" على اليمن، طالت أفرادا وكيانات مرتبطة بالوسيط المالي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، سعيد الجمل.

كذلك، أعلنت الإدارة الأمريكية، في تاريخ 18 حزيران/ يونيو الماضي، عن فرض عقوبات على شبكة من الأفراد والكيانات، قالت إنّها "سهّلت عملية شراء أسلحة لجماعة الحوثي في اليمن، التي تستهدف السفن المدنية في البحر الأحمر".

وفي السياق نفسه، قال زعيم حركة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، إن "الرد على الاعتداء الصهيوني على ميناء الحديدة آت حتما، وله مساره وتجهيزاته وتكتيكه، وله إمكاناته المخصصة"، موضّحا خلال خطاب بثّته قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين، الخميس، أن "الرّد على العدو قرار حاسما ولا تراجع عنه، وأن الحشود الأمريكية لا يمكنها إلغاء القرار بالرد".

"على الرغم من الضخ الإعلامي المشكّك من قبل الأعداء، فإن الرد آت آت آتٍ حتما، وبكل تأكيد، ولا ينبغي لأحد الالتفات لذلك"، تابع الحوثي، مردفا بأن "التأخير له تأثير عملي على العدو، ولم يسبق أن كان في مثل هذه المرحلة من الخوف، حيث إنه قام بإلغاء الرحلات الجوية، وكذلك قلق المستوطنين".

وأضاف: "مسألة تأخير الرد هو في سياق عملي، ليكون الرد موجعا للعدو، وفي مقابل حالة النفير الأمريكية لإعاقته والتقليل من تأثيره"، مؤكدا أنه "مهما كانت مساعي احتواء الرّد فهي فاشلة، والقرار حتمي من كل جبهات الإسناد".

وفي السياق نفسه، أشار إلى أن "الرّد على العدو هو قرار استراتيجي، وضرورة فعلية لردع العدو الإسرائيلي المجرم واللئيم والجريء على ارتكاب الجرائم، وأن الحشود الأمريكية لقطع بحرية والمجيء بطائرات إلى قواعد أمريكية في البلدان العربية لا يمكنها إلغاء القرار بالرد".

واسترسل بالقول، خلال الخطاب نفسه: "الأمريكي يبذل كل جهده لاحتواء الرد بخطوات سياسية، ومنها الحديث عن حوار ومفاوضات والتحذير من التأثير عليها"، مشيرا إلى أن "الرّد هو التزام صادق من صادقين جُرِّبوا في صدقهم بالقول والفعل، وهو ضرورة عملية لردع العدو".

وأكّد أن "الرّد على العدو قادم، والقرار حاسم، لا تراجع عنه أبدا، وهو التزام إيماني إنساني أخلاقي، وأن قرار الرد من محور القدس والجهاد والمقاومة على جرائم العدو لا بد منه، وأن الإسناد لغزة مستمر من كل الجبهات".

إلى ذلك، منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، ينفّذ الحوثيون عدّة هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يقولون إنها مرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي أو متجهة إلى موانئها.

وفي الوقت الذي أدّت فيه هجمات الحوثيين إلى تعطيل حركة الشحن العالمي، عبر قناة السويس، ما أجبر الشركات على تغيير مسارات سفنها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تشنّ ضربات على أهداف للحوثيين في اليمن، في عملية عسكرية ينفّذها الجيش الأمريكي في منطقة البحر الأحمر.

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، فإن واشنطن تعتقد أن القوات الحوثية المتحالفة مع إيران تسعى إلى زعزعة الاستقرار وتهديد حركة الملاحة البحرية. فيما يُعتبر البحر الأحمر من أهم الطرق في العالم لمرور شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال، وكذلك لنقل السلع الاستهلاكية.

ويمر بالمنطقة نحو 40 في المئة من حركة التجارة العالمية، حيث يقدّر خبراء أن نحو 30 في المئة من تجارة الحاويات العالمية تمر عبر قناة السويس.