ملفات وتقارير

شخصية إسرائيلية في فيلم "كابتن أمريكا" الجديد.. لماذا أثير الجدل حول أصولها؟

شيرا هاس ممثلة إسرائيلية ولدت في "تل أبيب"
كشفت شركة "مارفيل للترفيه - Marvel Entertainment" عن العرض التشويقي لفيلمها الجديد "كابتن أمريكا - عالم شجاع جديد - Captain America: Brave New World" المقرر عرضه في شباط/ فبراير 2025، وتضمن ظهور شخصيات بارزة عديدة، ولعل أكثرها إثارة للجدل كانت شخصية "صبرا" الإسرائيلية.

وتدور أحداث الفيلم عن قصة سام ويلسون، الذي تولى رسميا عباءة "كابتن أمريكا"، وسط حادثة أمنية دولية، وهو من إخراج يوليوس أوناه، ومن تأليف مالكولم سبيلمان ودالان موسون، ويعد الفيلم بأن يكون حجر زاوية جديد في عالم مارفل السينمائي (MCU). 

ويعود أنتوني ماكي بدور "كابتن أمريكا" الجديد بعد أن حمل الدرع الأمريكي الشهير، وينضم إليه تيم بليك نيلسون، وهاريسون فورد في دور رئيس الولايات المتحدة، إضافة إلى الإسرائيلية شيرا هاس، بدور "روث بات سيراف" أو "صبرا".



أصل الشخصية 
ظهرت شخصية "صبرا" سابقا في القصص المصورة "مارفل: ذا إنكردبل هالك" في الثمانينيات، مرتدية زيا باللونين الأبيض والأزرق وتتوسطه نجمة داود، ما يشير إلى علم الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب القصص المصورة فإن شخصية "صبرا" تمتلك السرعة والقوة الخارقة، وأدت سابقا دور عميلة في الموساد الإسرائيلي، لكن لم تتضح بعد معالم دورها بشكل تام في الفيلم القادم من سلسلة "كابتن أمريكا".

ومنذ ذلك الحين، أصبح وجود "صبرا" نقطة خلاف بسبب تضمين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في قصة الكتاب المصور "هالك" الصادر عام 1981، وفيه يتم تقديمها مع العملاق الأخضر "هالك" والدموع تنهمر على وجهه وهو يصرخ على "صبرا"، ومعه جثة عند قدميه لطفل فلسطيني قُتل في انفجار.


ويقول هالك في ذلك الكتاب المصور: "مات صبي لأن أبناء شعبه وأبناء شعبك يريدون امتلاك الأرض! مات الصبي لأنكم لا تريدون المشاركة"، بعد ذلك، تركع المرأة، التي ترتدي الزي الأبيض والأزرق مع نجمة داود على صدرها، بجانب الصبي.

وجاء في قصة "مارفل" المصورة: "لقد تطلب الأمر استخدام هالك ليجعلها ترى هذا الفتى العربي الميت كإنسان، لقد تطلب الأمر وحشا كي يوقظ إحساسها بالإنسانية".


ويشير اسم الشخصية "صبرا" إلى فاكهة الصبر ذات المظهر الخشن والقوي من الخارج واللطيف والحلو من الداخل، في استعارة لـ "وصف الإسرائيلي"، بينما ذكرت مواقع إسرائيلية أنه مشتق من لفظ "تسباريم"، أي "الإسرائيليين المولودين على أرض إسرائيل"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس".

صبرا في الفيلم
وخلال المقطع الترويجي ظهرت "صبرا" أو حتى "روث بات سيراف"، وهو اسمها خلال العمل في الموساد، بزي تقليدي وليس بأزياء لا تشبه بدلات الأبطال الخارقين، وهذا يشير إلى ظهورها بدور عميلة الموساد، وذلك على الأقل بحسب ما ظهر في اللقطات السريعة.

ويمكن خلال الفيلم أن يحدث التحول الذي يدفعها إلى شخصية "صبرا" أو حتى احتمال تغيير ذلك وتقديمها كعضو سابق في برنامج التجسس الفائق لـ "الأرملة السوداء الروسية السوفييتية"، ونفس البرنامج الذي قام بتدريب ناتاشا رومانوف، ضمن أفلام سابقة من عالم مارفل السينمائي، بتأدية الممثلة الشهيرة سكارليت جوهانسون.


وبحسب موقع "ذا وارب" المتخصص في أخبار الفن ستكون الشخصية الجديدة إسرائيلية بشكل رسمي، رغم أنه تم اتهام الأستوديو بمحو الخلفية الإسرائيلية للشخصية بعد أن أصبح معروفا في تصوير الفيلم أنها لم تعد عميلة للموساد كما هي في القصص المصورة.

وردت اللجنة اليهودية الأمريكية "AJC" على تقرير الموقع قائلة: "إذا كان هذا صحيحا، فنحن سعداء لأن مارفل أدركت مدى أهمية الهوية الإسرائيلية لصبرا بالنسبة لشخصيتها.. الأبطال الخارقون لديهم ما يكفي من الأشياء للقلق، ولا ينبغي لسياسات الهوية أن تكون واحدة منها”.




وأضافت اللجنة: "يسعدنا أن نعرف أن صبرا ستحتفظ بهويتها الإسرائيلية في فيلم "كابتن أمريكا"، وما زالت الممثلة الإسرائيلية الرائعة شيرا هاس تؤدي دورها، يجب الثناء على أستوديوهات مارفيل لعدم استسلامها للقوى المناهضة لإسرائيل التي أرادت إلغاء هوية هذه الشخصية، بالإضافة إلى خلفيتها الدرامية".

 وقالت مديرة معهد الإعلام والترفيه في رابطة مكافحة التشهير "ADL" ديبورا كاميل، “نحن نرحب بتصوير امرأة يهودية وإسرائيلية قوية على الشاشة، ونتطلع إلى رؤية كيفية تطوير هذه الشخصية في الفيلم".

شيرا هاس
ممثلة إسرائيلية ولدت في 11 مايو 1995 في مدينة "تل أبيب"، وحصلت على جائزة "أوفير" مرتين واشتهرت دوليا لدورها في مسلسل "أنورثودوكس - Unorthodox" الذي عرض على منصة نتفليكس، وهي مجندة إسرائيلية سابقة خدمت في مسرح جيش الاحتلال الإسرائيلي.



ويتبع هذا المسرح لفيلق "التربية والشباب" في جيش الاحتلال، وممثلوه جنود في الخدمة النظامية، ولديهم خلفية في التمثيل، والتطوع أو العمل فيه يعادل الخدمة العسكرية المباشرة.

دعوات المـقاطعة
مع أول إعلان للفيلم في أيلول/ سبتمبر 2022، بدأت دعوات مقاطعة الفيلم الصادر من "أستوديوهات مارفل" ومالكتها شركة "ديزني"؛ وذلك لتصديره الشخصية الإسرائيلية "صبرا"، وتعمّق الأذى في الأراضي الفلسطينية.

وطالب الفلسطينيون رواد السينما بـ "النظر بعين واعية؛ للدفاع عن الحرية والعدالة والمساواة من استغلال "صبرا"، ذات التاريخ الطويل في الرسوم الهزلية "للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية وجرائمها".

وفي ذلك الوقت، قال المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين، أحمد أبو زنيد، إن "هذا التاريخ لا يمكن محوه، وإظهار الشخصية بأي شكل من الأشكال سيدعم العنصرية، ويديم الضرر للفلسطينيين"، وذلك بعد مشاركة الرسام الصهيوني سال بوسيسما، والكاتب الإسرائيلي بيل مانتلو في إعداد الفيلم.


من جهتها، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل"، شركة ديزني إلى وقف التواطؤ مع الفصل العنصري، والامتناع عن بث الفيلم، كخطوة مماثلة للتي اتخذتها ضد الاستعمار في دول الصراع الأخرى، مشددة على أن حكومة الاحتلال بلغت القمة في العنصرية.

ومع أحدث عرض ترويجي للفيلم الأسبوع الماضي، بدأت بعد الانتقادات الإسرائيلية بالظهور، والذي تم الكشف فيه عن وصف الشخصية بأنها “مسؤولة حكومية أمريكية رفيعة المستوى”، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن هويتها الإسرائيلية قد أزيلت.