سياسة عربية

أمواج غزة تلفظ الرصيف الأمريكي العائم.. قرار بإزالته نهائيا

الرصيف تعرض لأضرار مرارا منذ الإعلان عن تركيبه في أيار/ مايو الماضي ولم يتمكن من مقاومة الأحوال الجوية- الأناضول
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الجمعة، عزمها إزالة الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة بشكل نهائي، بعد فشل تثبيته بفعل الأمواج العاتية والظروف المناخية غير الملائمة.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي؛ إنه ستتم إزالة الرصيف بالكامل؛ لأنه لم تعد هناك حاجة إليه لتوصيل المساعدات إلى غزة.

وأكد أن القرار النهائي بهذا الخصوص ستعلنه القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، مضيفا: "ومع ذلك، أتوقع أننا سنوقف عمليات الرصيف تماما في وقت قصير".

وبحسب تعبيره "المشكلة في غزة لم تعد تكمن في إدخال المساعدات، بل في ضمان وصولها إلى الناس بأمان".

وتابع: "ما يشغلنا الآن ليس إيصال المساعدات إلى غزة من الخارج، بل توزيعها داخليا، ما أثر على تفكيرنا بشأن المدة المتبقية للرصيف".

جدير بالذكر أن الرصيف الذي بلغت تكلفت إنشائه نحو 320 مليون دولار، تعرض لأضرار بسبب رياح وأمواج عاتية ضربته في 25 أيار/مايو الماضي، بعد أكثر من أسبوع بقليل من بدء تشغيله، لتتم إزالته لإجراء بعض الإصلاحات.

وفي 7 حزيران/ يونيو الماضي، تم إعادة تركيبه واستخدامه لنحو أسبوع، ثم إزالته مرة أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية في 14 من الشهر نفسه.

وبعد أيام، تم إعادة تركيبه، لكن الأمواج العاتية أجبرت القوات الأمريكية على إزالته للمرة الثالثة في 28 حزيران/ يونيو، ليتم إعادة تركيبه مجددا الأربعاء الماضي.

حقائق عن الرصيف الأمريكي

يستعد الجيش الأمريكي لتركيب الرصيف العائم للمرة الأخيرة قبل تفكيكه، بهدف نقل أي مساعدات متراكمة في قبرص إلى شاطئ غزة، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سيفكك الجيش الرصيف ويغادر. وفق مسؤولين أمريكيين تحدثوا إلى "أسوشيتد برس".

ولطالما شكك أفراد فرق الإغاثة وغيرهم في المشروع قائلين إن توصيل المساعدات عن طريق البر هو الطريقة الفعالة الوحيدة لوصول الإمدادات على نطاق واسع إلى غزة.

لماذا تم بناء الرصيف؟

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة لبناء الرصيف في آذار/ مارس في أعقاب تحذيرات من احتمال انتشار المجاعة في أنحاء غزة وزيادة الصعوبات في إرسال المساعدات من خلال المعابر البرية التي أبقت دولة الاحتلال معظمها مغلقا لعدة أشهر.

كيف يتم تشغيل الرصيف؟
بدأ بناء الرصيف في نيسان/ أبريل. ووصلت أولى المساعدات باستخدامه في 17 آيار/ مايو، ويبلغ طوله نحو 370 مترا ويقع قبالة الشاطئ إلى الشمال قليلا من وادي غزة، وتحديدا قبالة محور "نتساريم" الذي يحتله جيش الاحتلال.

وتم نقل مواد غذائية وغيرها من المساعدات إلى الرصيف من قبرص، حيث يجري فحص الإمدادات بالأشعة السينية في قبرص بحضور مسؤولين إسرائيليين راقبوا عن كثب المساعدات التي تدخل غزة.
ويتم بعد ذلك نقل المساعدات إلى الرصيف على متن سفن قبل تحميلها على شاحنات لنقلها إلى الساحل.
ويشارك في هذه الخطوات المعقدة نحو 1000 فرد من الجيش الأمريكي، بعضهم متمركز على الرصيف. 

ما هي المشاكل التي واجهها الرصيف؟
تمت إزالة الرصيف مؤقتا عدة مرات بسبب الأمواج العالية. وتم سحبه أكثر من مرة إلى ميناء أسدود جنوب دولة الاحتلال لإجراء إصلاحات لجزء منه.

وتعطلت الشحنات أيضا بسبب التأخير في إيصال الإمدادات إلى داخل قطاع غزة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر وتتطلب موافقات إسرائيلية.

ما هو كم المساعدات الذي وصل؟

حتى 25 حزيران/ يونيو، وصل ما يقرب من سبعة آلاف طن من المساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص وفقا لما قاله مسؤولون أمريكيون معنيون بالإغاثة، وهو ما يوازي تقريبا حمولة 350 شاحنة.

ويقول مسؤولو المساعدات إن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى نحو 600 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية وتجارية للوفاء باحتياجات السكان.

ويشن الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حربا مدمرة بدعم أمريكي على غزة، خلفت أكثر من 126 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل "تل أبيب" الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال إبادة جماعية.