صحافة دولية

"عدو تركيا الرئيسي".. ماذا يعني حصول "العمال الكردستاني" على الصواريخ الإيرانية؟

وعدت أنقرة في العديد من المناسبات بتنفيذ عملية في سوريا والعراق هذا الصيف- جيتي
أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، إلى إمكانية حصول حزب "العمال الكردستاني"، الذي تخوض تركيا حربا طويلة الأمد ضده في كل من سوريا والعراق، على صاروخ 358 الإيراني، وهي ذخيرة مضادة للطائرات تستطيع إسقاط الطائرات المسيّرة الحديثة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هياكل حزب العمال الكردستاني لمّحت في شهر أيار/ مايو الماضي إلى تحسين قدراتها في مجال مكافحة الطائرات المسيّرة، لكنها لم تقدّم تفاصيل بعد ذلك.

وأضافت الصحيفة أن "دور طهران المزعوم في إمداد المسلحين الأكراد بالأسلحة يمكن أن يخلق مشاكل في علاقاتها الصعبة مع أنقرة. في المقابل، يتعيّن على ممثلي حزب العمال الكردستاني تعلّم كيفية استخدام الأسلحة التي يتلقونها، نظرا لأن الطائرات المسيّرة التركية التي تهاجم مواقع القوات الكردية في سوريا والعراق غالبا ما تحلّق على ارتفاعات عالية".

وأشارت مصادر أمنية تركية، تحدثت إلى موقع "ميدل إيست آي" دون الكشف عن هويتها، إلى أن إيران تعمل بشكل متزايد على تعزيز علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني لمعارضة مصالح تركيا ومنطقة كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي.


ووفقا لهم، فإن عملية التقارب هذه تتجاوز الاتصالات الظرفية المعتادة التي جرت في الماضي. وشدد مصدر تركي آخر مطلع على هذه المسألة أن الأجهزة الأمنية تراقب عن كثب تصرّفات إيران و"القوات الوكيلة" في العراق، وتشتبه في قيامهم بمحاولات لتقويض موقف أنقرة، خاصة في ضوء نية الرئيس رجب طيب أردوغان التقرب من الحكومة المركزية في بغداد.

وأشارت الصحيفة، إلى أن منصات معلومات حزب العمال الكردستاني تداولت في شهر أيار/ مايو أخبارا مفادها أن الجماعة تستطيع الآن إسقاط الطائرات التركية المسيّرة، بما في ذلك طائرة بيرقدار تي بي 2، التي ذاع صيتها في السنوات الأخيرة.

وصرح قيادي في حزب العمال الكردستاني أنه منذ سنة 2023، وبمساعدة أسلحة جديدة، تمكنت الحركة من تحييد 15 طائرة مسيّرة مستخدمةً في سوريا والعراق من قبل كل من الجيش التركي وجهاز الاستخبارات الوطنية. في السابق، كانت هناك تكهنات بأن حزب العمال الكردستاني لا يمتلك سوى أنظمة دفاع جوي قديمة محمولة تحت تصرّفه، بما في ذلك بعض النسخ المعدلة من منظومة "إيغلا" الروسية.

وأوردت الصحيفة الروسية، أن الصاروخ 358 ظهر بالفعل في ترسانة حزب الله اللبناني بعد اندلاع صراع واسع النطاق في قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر من السنة الماضية. علاوة على ذلك، أفادت وسائل إعلام مقربة من "حزب الله" بأن هذه المقذوفات تمكنت من إصابة طائرات إسرائيلية مسيّرة مختلفة.

وفي الوقت نفسه، تم اكتشاف الصاروخ 358 أيضا في السنوات الأخيرة عند حركة أنصار الله اليمنية، التي تحظى بدعم إيراني مباشر، في ترسانة الحوثيين، أطلِق على الصاروخ اسم "صقر 1" وتم اختباره بنجاح ضد طائرات مسيّرة تابعة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية كجزء من حملته في اليمن، وفقا للصحيفة.

من جانبها، وعدت أنقرة في العديد من المناسبات بتنفيذ عملية في سوريا والعراق هذا الصيف. وفي الأشهر الأخيرة، ظهرت تقارير عن استعداد التحالف الكردي "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي يسيطر على شمال شرق سوريا، لتنظيم انتخابات بلدية. وحسب صحيفة "تركيا"، يُجري الجانب التركي مفاوضات مع روسيا وإيران حول ضرورة منع خطط "قوات سوريا الديمقراطية".


وأصرّت أنقرة على ضرورة "تغيير وتصحيح الوضع الحالي حول إدلب وتل رفعت ومنبج"، المستوطنات المدرجة في منطقة نشاط القوات الكردية في سوريا. لكن بعد حادثة وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تجمّدت المفاوضات.

ووفقا للصحيفة الروسية، فإنه بالنظر لعدم تأييد فكرة الانتخابات البلدية من قبل الولايات المتحدة، الضامن الرئيسي لأمن المنطقة الشمالية الشرقية التي تشهد مواجهة مع دمشق، اضطرت الإدارة الذاتية الكردية إلى تأجيل الاقتراع من 11 حزيران/ يونيو إلى 8 آب/ أغسطس.

بخصوص هذا، قالت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية، في بيان رسمي بشأن التأجيل، إن قرار تأجيل التصويت جاء بناء على طلب الأحزاب والتحالفات السياسية التي كانت تستعد للمشاركة في الانتخابات. وأضافت المفوضية أن "مرشحيهم بحاجة إلى وقت إضافي لإجراء الحملة الانتخابية، التي من المخطط أن يشرف عليها مراقبون من المنظمات الدولية". فهل سيؤدي هذا القرار إلى تأخير العملية البرية التركية في المناطق الحدودية؟.