سياسة دولية

"أطول انتخابات في العالم".. صناديق الاقتراع تغلق أبوابها في الهند والنتائج الثلاثاء

من المفترض أن تعلن النتائج الثلاثاء لكن استطلاع الرأي يسبق ذلك- جيتي
اختتمت الهند ستة أسابيع من الانتخابات، السبت، حيث أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الانتخابات العامة التي يتوقّع أن يفوز فيها رئيس الوزراء ناريندرا مودي بولاية ثالثة لدى إعلان النتائج الثلاثاء المقبل.

ويستند فوز مودي (73 عاماً) المرجح في أطول انتخابات في العالم، إلى عمله خلال الأعوام الماضية على رسم صورة المدافع عن حقوق أتباع الديانة الهندوسية الذين يشكلون الغالبية في البلاد.

ومن بين المشاركين في الاقتراع، سكان مدينة فاراناسي التي تعد بمثابة العاصمة الروحية للهندوس، ويؤمها العديد من المؤمنين لحرق جثامين أقاربهم بجوار نهر الغانج.




وكانت فاراناسي واحدة من المدن الأخيرة التي أدلى فيها الناخبون بأصواتهم في ظل درجات حرارة خانقة.

ومن المقرر أن تتم عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج الثلاثاء، لكن استطلاعات الرأي بعد إغلاق المراكز السبت ستعطي مؤشرات إلى التوجه العام.

وبلغت الحرارة السبت 45 درجة مئوية وهو سقف تخطته العديد من المدن في الأيام الأخيرة.



وقاد مودي حزبه القومي الهندوسي بهاراتيا جاناتا إلى فوز ساحق في الانتخابات عامي 2014 و2019.

وهذا العام، أشرف مودي على تدشين معبد كبير مكرّس للإله رام، شيّد في موقع مسجد أثري هدمه متشدّدون هندوس قبل عقود. ولبّى بناء المعبد أحد أبرز مطالب الناشطين الهندوس وتم الاحتفال به في أنحاء الهند عبر تغطية تلفزيونية مكثّفة وحفلات في الشوارع.

وفاقمت السياسات الهندوسية القومية التي تبناها مودي قلق سكان الهند المسلمين البالغ عددهم أكثر من 220 مليون نسمة حيال مستقبلهم في البلاد.

وخلال حملته الانتخابية، أدلى مودي مراراً بتعليقات مناهضة للمسلمين الذين اعتبرهم "مندسين". كما اتهم الائتلاف المعارض له المؤلف من أكثر من عشرة أحزاب، بالتخطيط لإعادة توزيع الثروة في الهند على المسلمين.

وأجمع المحللون على ترجيح فوز مودي على حساب الائتلاف المعارض له والذي لم يتمكن حتى من الاتفاق على اسم واحد لترشيحه إلى منصب رئيس الوزراء.

وتعزّزت حظوظ مودي بشكل إضافي بفضل سلسلة تحقيقات جنائية تطال معارضيه، إضافة إلى تحقيق من قبل دائرة الضرائب أدى هذا العام إلى تجميد الحسابات المصرفية لحزب المؤتمر الوطني، أكبر أحزاب المعارضة.

وتغاضت العديد من الدول الغربية عن المخاوف بشأن حقوق الإنسان والحريات الديموقراطية في الهند في عهد مودي، لصالح التقارب مع حليف قادر على مواجهة تنامي نفوذ الصين، الخصم الإقليمي والجار الشمالي للهند.



كما أفاد مودي محلياً من تعزيز حضور الهند الدبلوماسي والاقتصادي في الساحة العالمية، خصوصاً بعدما أصبحت عام 2022 خامس أكبر قوة اقتصادية في العالم، متقدمة على بريطانيا.

ويحق لنحو مليار شخص الإدلاء بأصواتهم في أكثر بلدان العالم تعداداً للسكان.

وأجريت الانتخابات على سبع مراحل على مدى ستة أسابيع، بهدف التخفيف قدر الإمكان من العبء التنظيمي لعملية اقتراع بهذا الحجم على مساحة جغرافية شاسعة.