قال مصدر بحركة
حماس؛ إن
وفد الحركة سيعود إلى العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات المقبلة، وقبل يوم
الأربعاء المقبل، من أجل تسليم الرد النهائي على الموقف من المفاوضات الجارية، التي أكد أنها وصلت لمحطتها الأخيرة، مضيفا: "الساعات القليلة المقبلة ستكون
حاسمة لكل شيء يخص المفاوضات الراهنة".
وأوضح المصدر الذي رفض
الإفصاح عن هويته، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، أن "الرد النهائي
لقيادة الحركة يتطلب بعض الوقت الذي بات قليلا؛ لأنه لا بد من التشاور الداخلي مع
جميع القادة المعنيين بلا استثناء، سواء في الداخل أو الخارج، بالإضافة للتشاور مع
كل فصائل المقاومة، وهذا أمر طبيعي".
ولفت المصدر إلى أنه
"كانت هناك 3 نقاط خلافية بشكل رئيسي، وهي: وقف شامل لإطلاق النار، والسماح
بعودة النازحين لشمال
غزة دون استثناء أحد من سكان القطاع، والشرط الخاص بالانسحاب
من غزة، وخاصة ممر نتساريم، أو ما يُعرف بوادي غزة".
وتابع: "يمكننا القول؛ إن
الاحتلال استجاب لبعض شروط المقاومة، وتم تذليل بعض الإشكالات التي كانت موجودة
بهذا الخصوص بعدما رضخ الاحتلال لرؤيتنا، باستثناء البند الوحيد والأهم وهو الخاص
بالوقف الشامل لإطلاق النار؛ حيث يطرح الاحتلال ما يصفه بالهدنة المستدامة، ويقول
إنه سيعمل على وقف إطلاق النار، وسينظر إلى نوايا الطرف الثاني وتطورات الأوضاع على
الأرض، لكننا نقول: نريد موقفا واضحا لا يحمل أي تأويل؛ فإذا لم يكن هناك وقف كامل
ونهائي لإطلاق النار، لن نقبل بأي اتفاق".
وأشار المصدر إلى أن
"العدو استجاب للانسحاب من ممر نتساريم الذي يفصل الشمال عن جنوب غزة، وطلب
إدخال مراقبين دوليين بعد الانسحاب، لكننا رفضنا ذلك بشكل واضح، وهو في نهاية
المطاف استجاب لشروطنا".
وأوضح أن "الورقة
التي قدّمها الوسيط المصري نصت على أن يتم تنفيذ الاتفاق على 3 مراحل، الأولى لمدة
40 يوما يتم خلالها إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا من المدنيين والمجندات وكبار
السن مقابل من 800 إلى 1000 أسير فلسطيني، وقبل الشروع في المرحلة الثانية، يجب
الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار، وقلنا للوسطاء: هل تضمنون التزام الاحتلال بوقف
إطلاق النار؟ فلم نتلقِ منهم ردا حاسما، خاصة أن الاحتلال لا زال يراوغ ويقول:
(سننظر في النوايا وتطورات الأوضاع)، ويلوّح أنه لو تم التوقيع على اتفاق
الهدنة
سيجتاح رفح عسكريا، لكننا لا نثق مطلقا في الاحتلال، ونعلم جيدا أنه لا أمان ولا
عهد له".
وذكر المصدر القيادي بحماس
أن "الإدارة الأمريكية تعمل جاهدة على إتمام صفقة المفاوضات والتوصل لهدنة؛
لأن واشنطن في أمس الحاجة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أقرب وقت، خاصة في ظل
الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة على الإدارة الأمريكية".
ولفت إلى أن "واشنطن
باتت تؤيد الآن المطلب الخاص بوقف إطلاق النار"، منوها إلى أن "مدير
وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ويليام بيرنز، يقوم بجهود حثيثية في هذا
الإطار، وقد سافر إلى الدوحة مؤخرا وسيسافر أيضا إلى إسرائيل لاحقا، من أجل إنجاز
الاتفاق المرتقب، وهناك ضغوط أمريكية قوية للتوصل إلى الهدنة"، متابعا:
"نقول ذلك رغم أننا ندرك أن أمريكا شريك في العدوان على غزة وداعم أساسي
للعدو عسكريا وماليا، وحتى دبلوماسيا، وتستخدم النفاق السياسي بشكل فج".
وذكر أنهم طالبوا بأن
"يتم إضافة تركيا وروسيا إلى الجهات الضامنة للاتفاق المنشود، بالإضافة إلى
مصر وقطر وأمريكا بطبيعة الحال، لكن الولايات المتحدة لا تريد وجود روسيا،
وإسرائيل لا تريد وجود تركيا في الجهات الضامنة للاتفاق".
وأوضح المصدر أن
"الاحتلال الإسرائيلي استجاب لبعض شروط المقاومة، ومازالت هناك نقاط عالقة،
وهي على طاولة المفاوضات، ومن ثم فهناك تغير في العقلية الإسرائيلية هذه المرة، وإن لم يكن ذلك على المستوى المأمول".
وأضاف: "نحن في
المرحلة الأخيرة من التشاور والدراسة المُعمّقة في قيادة حركة حماس ومع باقي فصائل
المقاومة، لحسم موقفنا الأخير من المفاوضات".
واستطرد قائلا: "لقد
قلنا مرارا وتكرارا؛ إن مَن يعرقل المفاوضات هو نتنياهو شخصيا؛ لأنه يريد كسب مزيد
من الوقت، بينما مطالب ومواقف المقاومة إنسانية بحتة، وتحافظ على حقوق ومصالح الشعب
الفلسطيني"، مضيفا: "لقد فعلت المقاومة كل ما بوسعها، والكرة حاليا باتت
في ملعب الاحتلال وليست في ملعبنا".
وحول التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، قال: "هم يحاولون ممارسة أكبر قدر من الضغوط علينا بهذه الورقة،
وإذا فُرضت علينا تلك المعركة فنحن مستعدون لها جيدا، ولن نقف مكتوفي الأيدي، ولن
تكون هذه المعركة نزهة لإسرائيل بأي صورة من الصور، ورغم أننا نعلم أنه في حال إقدام
الاحتلال على اجتياح رفح، ستتضاعف معاناة الشعب الفلسطيني وستحدث مجازر كبرى، لكن
لا خيار أمام شعبنا والمقاومة إلا الصمود والتحدي والثبات في وجه الاحتلال، وسنلقنه
درسا لن ينساه، كما تلقى دروسا في كل بقعة من أراضي قطاع غزة؛ فمطالبنا عادلة ولن
نتخلى عنها مهما كانت التضحيات".