قال السفير
الفلسطيني لدى المملكة المتحدة
إن ثمانية من أقاربه الذين كانوا يحتمون في مدينة
رفح جنوب قطاع غزة استشهدوا في
غارة إسرائيلية.
تعرف حسام زملط على فتاة في صورة مؤلمة تم
تداولها على نطاق واسع عبر الإنترنت، وهي ابنة عم زوجته سيدرا حسونة البالغة من
العمر سبع سنوات. وفي الصورة التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن
رؤية جثة سيدرا تتدلى من أنقاض مبنى بعد الهجمات على رفح يوم الإثنين.
وشارك زملط نسخة غير واضحة من الصورة، إلى
جانب صور أقاربه الآخرين، ونشر على صفحته على منصة "إكس" يوم الأربعاء: "هذه
سيدرا البالغة من العمر سبع سنوات، ابنة عم زوجتي. وكان تأثير الصاروخ الإسرائيلي
قوياً جداً لدرجة أنه قذفها خارجاً، وترك جسدها المشوه يتدلى من أنقاض المبنى
المدمر في رفح قبل 48 ساعة".
وقال إن توأم سيدرا، سوزان، استشهدت أيضاً،
وكذلك شقيقهما مالك البالغ من العمر 15 شهراً؛ والداهم كرم وأمونة؛ وأجدادهم سوزان
وفوزي. وعمه محمد.
وأضاف: "لقد نزحت العائلة من شمال غزة
ولجأت إلى رفح.. سنظل بلا هوادة حتى يتم تقديم المسؤولين إلى العدالة".
ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان"
فقد أرسل السياسيون في المملكة المتحدة تعازيهم إلى زملط وعائلته. وقال النائب
العمالي ريتشارد بورغون: "حسام، خالص التعازي. لا أستطيع أن أتخيل الألم الذي
تعاني منه أنت وعائلتك. هناك حاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار لوضع حد للقتل
والمعاناة ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك".
وقالت زارا سلطانة، وهي نائبة أخرى عن حزب
العمال: "أحر التعازي لك ولعائلتك على خسارتك الفادحة يا حسام. ومن أجل سيدرا
وعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلوا، سنواصل النضال من أجل المساءلة
والعدالة".
كما أرسل مستشار الظل السابق جون ماكدونيل
والنائبة العمالية نادية وايتوم تعازيهما.
وكتب الزعيم السابق لحزب العمال جيرمي
كوربين معزيا حسام زملط قائلا: "عزيزي حسام وعائلتي، أشعر بالصدمة والغضب
والفزع لخسارتكم وآلاف آخرين في هذا الهجوم الغاشم على الشعب الفلسطيني. لقد فعلت
الكثير من الخير لتمثيل فلسطين على الرغم من الألم الفظيع لهذه الخسارة".
وشنت إسرائيل يوم الاثنين هجمات على رفح وسط
عملية لتحرير رهينتين. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن العملية أسفرت عن
استشهاد 67
فلسطينيا على الأقل.
وهناك مخاوف دولية متزايدة بشأن احتمال شن
هجوم بري على رفح، حيث يلجأ أكثر من مليون فلسطيني نازح. واستشهد أكثر من 28663
شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفقا لوزارة
الصحة في غزة.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو
بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى يوم الخميس بأنه لا
ينبغي له المضي قدما في العمل العسكري في رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ
لحماية المدنيين الفلسطينيين.
ويأمل الزعماء الغربيون أن تؤدي جولة
الاجتماعات في مؤتمر أمني يعقد في ميونيخ يوم الجمعة إلى ممارسة ضغوط هائلة على
إسرائيل حتى لا تمضي قدما في هجوم بري في المدينة.
ومنذ أكثر من 4 أشهر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات
آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة
ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل
الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".