أظهر استطلاع تراجع الدعم في أوساط
المسلمين تجاه
حزب العمال في
بريطانيا، وذلك بسبب طريقة تعامل الحزب وزعيمه كير
ستارمر مع العدوان على
غزة.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته
مؤسسة سورفيشن، فقد بلغت نسبة المسلمين الذين يدعمون الحزب 60 في المئة، نزولا من 86
في المئة خلال انتخابات 2019. وإذا ما تم احتساب نسبة المصوتين الذين لم يحسموا
أمرهم بعد، فإن نسبة التأييد ستهبط إلى 43 في المئة فقط.
وبحسب شبكة المسلمين العمال التي
أشرفت على الاستطلاع، فإن الاستطلاع الجديد يمثل "نقطة تحول" بالنسبة للمصوتين
المسلمين الذين يشكلون عادة قاعدة صلبة للحزب.
وفي تعبير واضح عن عدم رضا
المسلمين عن موقف الحزب تجاه العدوان على غزة، فقد عبّر 38 في المئة من المسلمين
البريطانيين عن رأيهم بأن الحزب لم يعد مفضلا لديهم، أكثر فأكثر على مدى الأشهر الاثني
عشر الماضية.
وقالت الشبكة في بيان:
"المصوتون المسلمون كانوا يشاهدون والآن يرسلون رسالة واضحة بأنهم لن يدعموا أي
حزب سياسي لا يعارض بقوة الجرائم المرتكبة ضد السكان في غزة".
وتابعت الشبكة أن "قيادة
العمال يجب أن تغير المسارات الآن أو أن تخاطر بخسارة دعم المجتمع المسلم لأجيال".
من جهته قال النائب المسلم
خالد محمود، وهو نائب عمالي عن برمنغهام، إن موقف الحزب بشأن وقف إطلاق النار في
غزة تسبب بغضب كبير بين ناخبيه، مضيفا لمحطة آي تي في: "لم أرَ من قبل هذا
الكم من الإيميلات التي تصل إلى بريدي".
ويشار إلى أن ستارمر كان قد
اتخذ مواقف داعمة للعدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في
ذلك الحصار الشامل على غزة وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء عن السكان، وهو
ما اعتبره حقوقيون "تواطؤا" مع جرائم الحرب ضد المدنيين في غزة.
كما يرفض ستارمر الضغوط
المكثفة من داخل حزبه، وخصوصا من جانب الأعضاء المسلمين في الحزب، لتبني الدعوة
لوقف إطلاق النار في غزة، مكررا موقف حزب المحافظين الحاكم بشأن ضرب قدرات حماس
أولا.
وشهد الحزب استقالات عديدة احتجاجا
على موقف الحزب، كما واجه ستارمر تمردا من أعضاء في الصف الأمامي في البرلمان خلال
تصويت على دعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة. وانضم للمطالبة بوقف إطلاق النار شخصيات
كبيرة في الحزب، بينهم عمدة لندن صادق خان، وعمدة مانشستر أندي غراهام، ورئيس حزب
العمال في أسكتلندا أنس سروار.
وبدلا من الاستجابة للضغوط
فإن ستارمر عاقب نوابا داعمين لفلسطين، آخرهم النائبة كيت أوسامور التي تم تجميد
عضويتها الشهر الماضي بسبب إشارتها إلى "الإبادة الجماعية" في غزة.
وزار ستارمر مركزا إسلاميا في ويلز، في تشرين الأول/ أكتوبر، في محاولة لاسترضاء المسلمين، لكن الزيارة أثارت غضبا في صفوف المسلمين في ويلز ما دفع المركز لتقديم اعتذاراته.
من جهته، قال العضو المسلم في
حزب العمال ميش رحمن، إن هناك عوامل أخرى تسهم في خسارة دعم المسلمين للحزب، وتابع:
"هذه النتائج مقلقة للغاية لكنها غير مفاجئة، فعلى مدى أشهر شعرت بالقلق بسبب
نية قيادة الحزب للتعامي عن
الإسلاموفوبيا داخل الحزب".
وأضاف لصحيفة الإندبندنت:
"وبغض النظر عن عدم احترامها (قيادة الحزب) بشكل كامل لأرواح الفلسطينيين،
فإنه مع إساءة معاملة النواب المسلمين مثل أبسانا بيجوم وزارا سلطانة، أو رفض التعامل
مع المتعصبين في صفوف (الحزب)، فمن الواضح أن القيادة لا تأخذ هذه القضية بجدية".
وكانت بيجوم، وهي أول نائبة محجبة في البرلمان البريطاني، قد انتقدت قيادة الحزب بسبب التأخير في التحقيق الداخلي
حول شكواها من تعرضها للمضايقات على يد زوجها السابق، وهو عضو محلي في الحزب.
واتهمت بيجوم الحزب بالفشل في القيام بواجبه في الاهتمام، وهي تنتظر نتائج التحقيق
منذ ثلاث سنوات.
وقالت بيجوم أيضا إنها واجهت
حملة إساءات مدفوعة بالإسلاموفوبيا، بينها تهديدات بالقتل، فيما وصفت شبكة المسلمين
العمال طريقة معاملة بيجوم بـ"الفضيحة".
وكانت النائبة زارا سلطانة قد
دعت في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي؛ للتحقيق في الإسلاموفوبيا داخل الحزب، لكن لم تتم
الاستجابة لمطلبها مثلما تم تجاهل المطالب السابقة بهذا الصدد.