ملفات وتقارير

رئيس مركز أبحاث لـ"عربي21": الضربات الأمريكية لن تردع الحوثيين

وبيّن رئيس مركز الأبحاث أن المجتمع الدولي يتطلع لتفكيك الجماعة - إعلام الحوثي

رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، عبد السلام محمد، أن الغارات الأمريكية الأخيرة على اليمن لن تكون رادعة للحوثيين في استهداف السفن، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يتطلع إلى تفكيك الجماعة، وقرب تصنيفها على لوائح الإرهاب العالمية.

وقال محمد لـ"عربي21"، الجمعة، إن "الضربات الأمريكية تدخل في الجانب التحذيري"، مبينا أن "لها تأثيرا نفسيا ومعنويا على الحوثيين، لكنها ليست ذو هدف عسكري كبير".

وذكر المحلل اليمني، أن الضربات الأخيرة "تفتح الباب على الحوثيين من ناحية الاستجابة للمطالب بإدراجها في قوائم الإرهاب العالمية ومحاصرتهم"، إلى جانب أنها "ستفضي إلى دعم دولي للحكومة الشرعية".


واعتبر عبد السلام محمد، أن "الضربات بداية وليس نهاية، لأن الحوثيين لن يلتزموا بل سينظرون إلى أنفسهم على أنهم قوة إقليمية، في حين يرى البعض أنهم سيستفيدون من هذه الضربات لزيادة شعبيتهم خلال إظهارهم كمدافعين عن القضية الفلسطينية".

رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، أشار إلى أنه "بعد انتهاء الحرب في غزة، سيحاول الحوثيون إعادة توازنهم مع بعض القوى الإقليمية، لكن الوقت ليس لصالحهم، والمجتمع الدولي بات يتطلع إلى إضعاف الجماعة وتفكيكها".

وكانت مجلة "فورين أفيرز" نشرت مقالا للباحث الكسندر ستارك من "راند كوربوريشن"، دعا فيه لعدم ضرب الحوثيين في اليمن، لكن أعقب ذلك شن الولايات المتحدة سلسلة غارات استهدفت مواقع لجماعة الحوثي في اليمن فجر الجمعة.

وقال مصدر قيادي في جماعة الحوثي لـ"عربي21"؛ إن أمريكا وبريطانيا شنتا غارات على مواقع تابعة للجماعة في عدد من المحافظات، بينها العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.


لاحقا، كشفت جماعة أنصار الله "الحوثي"، الجمعة، عن حصيلة الضحايا؛ جراء هجمات الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع مختلفة من اليمن.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع؛ إن الولايات المتحدة وبريطانيا "شنتا 73 غارة على اليمن، ما أسفر عن ارتقاء 5 شهداء وإصابة 6 آخرين من قواتنا المسلحة".

وذكر المقال أن النزاع بين الولايات المتحدة والحوثيين في البحر الأحمر يتصاعد بشكل ثابت، ففي 31 كانون الأول/ديسمبر حاولت القوارب الصغيرة التابعة للحوثيين ضرب سفينة تجارية، وردت البحرية الأمريكية على الهجوم، وأطلق الحوثيون الذين يسيطرون على منطقة تقيم بها نسبة 80% من سكان اليمن على الضربات، ورد الأمريكيون  بالمثل، حيث أغرقوا ثلاثة قوارب حوثية وقتلوا 10 من طواقمها.

وفي 9 كانون الثاني/يناير شن الحوثيون واحدا من أكبر هجماتهم التي استخدموا فيها صاروخين مضادين للسفن، و18 مسيرة قتالية، وصاروخا باليستيا مضادا للسفن، واعترضتها البحرية الأمريكية والبريطانية.




 ويمثل الحادث، آخر الاشتباكات منذ تشرين الثاني/نوفمبر، حيث شن الحوثيون أكثر من 20 هجوما على السفن التجارية العابرة لمضيق باب المندب، المعبر الحيوي لنسبة 15% من التجارة العالمية. وصور الحوثيون هجماتهم بأنها رد على العدوان الإسرائيلي ضد غزة.\

وأجبرت عملياتهم عددا من السفن التجارية على تغيير مسارها، حيث حولت طريقها عن البحر الأحمر إلى القرن الأفريقي، وزادت 10 أيام على الرحلة، بدلا من الطريق الأسرع الذي يمر عبر قناة السويس.

ولم تتسبب الهجمات بعد، بعرقلة مهمة للتجارة العالمية، لكن استمرارها قد يزيد من أسعار النفط والسلع الإستهلاكية حول العالم. وردا على التحركات الحوثية، شكلت الولايات المتحدة وعدد من شركائها مبادرة لحماية السفن بمنتصف كانون الأول/ديسمبر، وأصدرت في 3 كانون الثاني/يناير ما نظر إليه كتحذير نهائي قبل البدء بضرب أهداف حوثية.

وأشار كاتب المقال، إلى أنه "لم ينجح أسلوب القوة معهم، سواء من نظام علي عبد الله صالح، أو التحالف الذي قادته السعودية الهادف لإعادة الحكومة الشرعية، التي أطاح بها الحوثيون في 2015، بل وقواهم ودفعهم لتحديث أساليبهم وتعديلها، وتصوير أنفسهم على أنهم حركة مقاومة تدافع عن شرعيتها".

وبالتأكيد، فهذا ما حصلت عليه الحركة التي كانت تعاني قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر من مشاكل داخلية، إلا أن هجماتها ضد الاحتلال وفي البحر الأحمر زادت من شعبيتها في اليمن وبالمنطقة بشكل أوسع. وعليه، رأى الكاتب أن الضربات الانتقامية من احتمالات ستزيد انتشار الحرب في غزة وتوسعها بالمنطقة وتجدد الحرب الأهلية في اليمن.

وبين ستارك أنه ليس لدى الولايات المتحدة خيارات جيدة في اليمن، لكن الخيار الدبلوماسي وحماية السفن في البحر الأحمر هو الخيار الأقل سوءا، حسب رأيه.

وتعود جذور الحركة الحوثية أو "أنصار الله" إلى سنوات التسعينيات، حيث ظهرت ردا على انتشار الوهابية في مناطقها، ومن أجل تأكيد الهوية الزيدية التي تنتشر في شمال اليمن ومناطق الجنوب السعودي. وهي تختلف عن التيارات الرئيسية الشيعية من ناحية اعترافها بخمسة أئمة، وليس 12 إماما كتلك المنتشرة في إيران والعراق ولبنان.