قال
حسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن
السلطة مستعدة لتولي إدارة
غزة بعد الحرب.
وأضاف في تصريحات لوكالة رويترز: "لا يجوز للبعض الاعتقاد بأن طريقة حماس وأسلوبها في إدارة الصراع مع إسرائيل كانت الأمثل والأفضل".
وقال أن على جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى"، وذلك بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية في غزة مباشرة.
وأضاف: "ما فيه حد يعتقد أنه فوق المحاسبة والمساءلة"، و"يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول، وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة، وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد.".
وتابع الشيخ (63 عاما) بأن "الحرب التي دارت رحاها في غزة بعد هجمات السابع من تشرين أول/ أكتوبر على جنوب إسرائيل، تعني أنه ما فيه حد فوق المساءلة أو فيه حد منزه، إذن يجب أن يكون تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى وما سيجري في المستقبل".
كما أقر الشيخ بأن المسار السياسي بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام يتعثر، و"لم يحقق مبتغاه حتى هذه اللحظة" ولن يحقق بصيغته الحالية طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب عام 1967.
واجتمع الشيخ وعباس مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في رام الله يوم الجمعة.
وقال الشيخ لرويترز إن الفلسطينيين أبلغوا سوليفان أن هناك حاجة إلى جهد دولي جديد لإقناع إسرائيل بحل شامل يتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وقال الشيخ إنه يتعين أن تكون هناك حكومة واحدة تدير الوطن الفلسطيني.
وأضاف أنه على الرغم من تقديم دعم بالأقوال، مرحب به، لدولة فلسطينية في الاجتماعات، فإن واشنطن لم تقترح آليات ملموسة أو مبادرات سياسية. وكرر دعوة عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام لرسم طريق جديد.
وقال مسؤول أمريكي كبير هذا الأسبوع، إن فكرة عقد مؤتمر نوقشت مع الشركاء، لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية.
وبحسب رويترز، أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن سلسلة من كبار المسؤولين الأمريكيين إلى الضفة الغربية للاجتماع مع عباس والشيخ، في مسعى لتجديد السلطة الفلسطينية المتداعية لتتولى مسؤولية غزة بمجرد انتهاء الحرب، وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية.
وقال الشيخ إن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وستكون مستعدة لتولي إدارة غزة بعد انتهاء الحرب، غير أنه أقر بضرورة إعادة تقييم السلطة الفلسطينية لدورها.
ولا تحظى السلطة الفلسطينية بشعبية، ويعتبرها العديد من الفلسطينيين فاسدة وغير ديمقراطية، ومنفصلة عن الواقع. وعلى النقيض من ذلك، أظهر استطلاع رأي فلسطيني قبل أيام زيادة شعبية حماس في كل من غزة والضفة الغربية منذ تنفيذها الهجمات.
وقال الشيخ إنه بعد سقوط هذا العدد من الشهداء، وبعد كل ما حدث، "ألا يستحق كل ذلك وكل ما يجري أن نجري تقييما جادا وصادقا ومسؤولا لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟"
وتابع القول متسائلا: "ألا يستحق كل ذلك أن نناقش كيف ندير هذا الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي؟".
وقال الشيخ إنه تم تدمير 60 بالمئة من قطاع غزة، وإن إعادة الإعمار ستتكلف 40 مليار دولار على مدى عقود.
وأضاف أن اتفاقات أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993 كانت ناجحة جزئيا؛ لأنها منحت الفلسطينيين هوية ، وقال إن المداهمات العسكرية الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات أدى إلى إضعاف السلطة الفلسطينية.