قال تقرير لصحيفة
واشطن بوست، إن
البيت الأبيض يواجه انقسامات داخلية بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
وبحسب الصحيفة فإن مجموعة مكونة من حوالي 20 موظفًا في البيت الأبيض، طالبت خلال وقت سابق من هذا الشهر، بعقد اجتماع مع كبار مستشاري الرئيس بايدن، مع دخول الحرب الإسرائيلية في غزة أسبوعها السادس.
وركزت المجموعة على مناقشة ثلاث قضايا رئيسية مع رئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، وكبير المستشارين أنيتا دان، ونائب مستشار الأمن القومي جون فاينر، والتي تمثلت في: استراتيجية الإدارة للحد من الوفيات بين المدنيين، والرسالة التي تخطط لإرسالها بشأن الصراع، ورؤيتها لما بعد الحرب في المنطقة.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض مطلع على الاجتماع -رفض الكشف عن هويته- إن المستشارين صرحوا بأن "الإدارة يجب أن تكون حريصة على عدم انتقاد إسرائيل علنًا، حتى تتمكن من التأثير على قادتها سرًا".
وبحسب الصحيفة فإن المسؤولين الأمريكيين كانوا يضغطون على "إسرائيل" لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، في الوقت الذي دعا فيه الرئيس بايدن وكبار مساعديه إلى حل الدولتين بمجرد انتهاء الصراع.
وسلّط الاجتماع الضوء على كيفية تعامل بايدن، مع أكبر أزمة في السياسة الخارجية خلال رئاسته، ما أدى إلى انقسام في البيت الأبيض الذي يفتخر بإدارة "عملية منضبطة وموحدة".
ووفقا للعديد من المساعدين والحلفاء داخل البيت الأبيض وخارجه فإن "الحرب بين إسرائيل وغزة أزعجت الإدارة أكثر من أي قضية أخرى في السنوات الثلاث الأولى لبايدن في منصبه".
وينبع انزعاج العديد من الموظفين من الدعم الثابت لـ"إسرائيل"، والذي يتعلق جزء كبير منه بارتباط بايدن الشخصي مدى الحياة بالدولة اليهودية. فغالبًا ما يستشهد بايدن بلقائه عام 1973 مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، باعتباره حدثًا بالغ الأهمية، بلور وجهة نظره حول "إسرائيل" باعتبارها "حاسمة لبقاء اليهود".
وتنقل الصحيفة أنه "في ذلك الوقت، كان عمر إسرائيل 25 عامًا، دولة ذات ميول يسارية ومستضعفة عسكريًا تكافح من أجل إيجاد طريقها في أعقاب المحرقة، والآن أصبحت إسرائيل قوة عسكرية يقودها تحالف يميني متطرف، وأصبحت إدارة بايدن مرتبطة بحملة عسكرية أسفرت عن استشهاد أكثر من 14 ألف فلسطيني، وتشريد مئات الآلاف الآخرين، وخلفت كارثة إنسانية".
ويؤكد مسؤولو البيت الأبيض أن نهج بايدن "عناق الدب" تجاه "إسرائيل"، منحه مصداقية لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما سمح للرئيس الأمريكي بممارسة نوع الضغط الذي أدى إلى صفقة المحتجزين الحالية ووقف القتال.
وتقول الصحيفة في تقريرها، إن المسؤولين الأمريكيين يستغلون الآن فترة الهدنة لحث "إسرائيل" على تنفيذ عمليتها العسكرية المتوقعة في جنوب غزة، حيث يتواجد ما يقرب من مليوني فلسطيني، بشكل أكثر استهدافًا وأقل فتكًا، وفقًا لاثنين من كبار المسؤولين في الإدارة.
ويرتكز الانقسام داخل البيت الأبيض إلى حد ما بين كبار مساعدي بايدن القدامى ومجموعة من الموظفين الأصغر سنا من خلفيات متنوعة، لكن حتى كبار المستشارين قالوا إنهم يدركون أن "الصراع أضر بمكانة أمريكا العالمية".
وقال أحد كبار المسؤولين: "نحن نتحمل كثيرًا من الأعباء بسبب إسرائيل". ومع ذلك، أشار مساعدو بايدن إلى أن تصريحاته العلنية أصبحت مباشرة بشكل متزايد، بشأن مسؤولية "إسرائيل" في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، حتى مع رفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار كما يريد العديد من الليبراليين.
ويصر البيت الأبيض أيضًا على أن ذلك أثّر على التكتيكات العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن أكثر من 100 شاحنة مساعدات يوميًا في المتوسط تدخل إلى غزة، وأن "إسرائيل" تسمح الآن بدخول بعض الوقود.