شهد "
معبر رفح" حركة غير مسبوقة من الناس، على مدار يومين، حيث تجمع به الراغبون في مغادرة قطاع
غزة نحو
مصر، ممّن وردت أسماؤهم ضمن القائمة الرسمية، المسموح لهم بالمرور، على دفعات، فيما يعمل آخرون على رفع جوازات سفرهم الأجنبية، دون جدوى.
وفُتح المعبر أمام عمليات "الإجلاء المحددة"، لليوم الثاني على التوالي، بموجب اتفاق توسطت فيه قطر بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر وحركة حماس والولايات المتحدة، بهدف السماح لعدد من حاملي جوازات السفر الأجنبية وعائلاتهم وعدد من الجرحى بالخروج من قطاع غزة المحاصر.
وفي الوقت الذي ارتسم فيه بصيص من الأمل على ملامح العابرين من غزة نحو مصر، لأسباب إنسانية خالصة، غطّ الإحباط ملامح أشخاص آخرين، ممّن لم يتمكنوا من المغادرة؛ فيما ظلوا ينتظرون لساعات طويلة، في مكان مكتظ بالناس، وفي ظل قصف الاحتلال الإسرائيلي الأهوج والمتواصل على قطاع غزة.
من بين الراغبين في المغادرة، غادة السقا، وهي مواطنة مصرية كانت تزور أقاربها في غزة قبل أيام قليلة من إطلاق المقاومة الفلسطينية لعملية "طوفان الأقصى" بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فظلت داخل القطاع، حيث تم إغلاق المنفذ البري الوحيد لغزة، وهو "معبر رفح".
ظلت غادة، التي ترافقها طفلتها، تصرخ في انهيار ممزوج بالإحباط، وهي تقول: "بتعملوا ليه فينا كده؟ رامينا في التهلكة؟ إحنا شوفنا الموت بعنينا"، وأوضحت أنها كانت تقيم مع إخوتها، ولكن المنزل تعرض لأضرار بسبب غارة الاحتلال الإسرائيلي، لتضحى هي وابنتها في الشارع.
وأضافت: "يعدونا، إحنا مش بهايم، إحنا سكان مصر أصلا مش سكان غزة، جايين أسبوع يقفلوا علينا وميعدوناش؟ بأي وجه حق يعدوا الأجانب من المعبر المصري وميعدوش المصريين نفسهم؟" مؤكدة أن بقية أولادها يوجدون في مصر.
على غرار غادة، أشخاص كثر يصفون أنفسهم بـ"العالقين" وجوههم شاحبة من الرعب وقلة النوم ونقص المؤونة، البعض يبكي، والبعض الآخر منهك على الكراسي، لا حول لهم ولا قوة، ولا يزالون ينتظرون فتح المعبر أمام وجوههم، من أجل عبورهم إلى مصر.
تجدر الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية نشرت ما يبدو أنه قائمة بأسماء الأشخاص الذين تمت الموافقة على مغادرتهم، الخميس؛ وتضمنت 596 اسما مصنفة حسب الدولة.
وكان هناك 15 دولة في المجمل، وجاءت الولايات المتحدة في صدارة الدول ذات العدد الأكبر من الأسماء التي بلغت 400 ثم بلجيكا ولها 50 بعدها اليونان ولها 24 تليها كرواتيا 23 وهولندا 20 وسريلانكا 17.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية المصرية أنه من المتوقع أن يغادر ما يقرب من 7000 شخص يحملون جنسيات أكثر من 60 دولة. وقالت مصادر دبلوماسية إن العملية قد تستغرق ما يصل إلى أسبوعين.
إلى ذلك، تم تداول أرقام مختلفة حول عدد الذين غادروا يوم الأربعاء، فيما قالت سلطة الحدود الفلسطينية إن "345 شخصا عبروا الحدود"، بينما قال مصدر حدودي مصري إنهم "361 من حاملي جوازات السفر الأجنبية و46 مصابا".