تتواصل الاعترافات الإسرائيلية باتجاه تحميل سياسة الاحتلال مسؤولية تدهور الأوضاع الميدانية في قطاع
غزة، واندلاع العدوان القائم، بعد الانتكاسة العسكرية والأمنية التي مني بها الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة.
آخر هذه الاعترافات وردت على لسان الجنرال غادي شيمني القائد السابق لفرقة غزة الذي تحدث لصحيفة "
معاريف"، وترجمته "عربي21" عن "الفشل العسكري للجيش الإسرائيلي في مواجهة الهجوم المفاجئ لحماس في الحرب الحالية"، قائلا إنه "ليس هناك شك في أن هذه الحرب بدأت بفشل فادح للجيش، سواء للمستوى السياسي الذي قادنا إلى كل هذا الفشل لمدة عام كامل، ما أضعف الجيش والردع. لقد تلقينا ضربة قاسية، وثمنا صعبا، والحكومة اليوم مشلولة حقاً.. ما يحدث اليوم هو نتيجة لسياسة
نتنياهو الفاسدة والحمقاء".
البروفيسور درور فيتلسون أكد في مقال نشره موقع "
زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "هجوم السبت المفاجئ هو الأكثر دموية الذي عرفه الإسرائيليون بفارق كبير عن الانتفاضة الثانية 2000-2005، وفي سنواتها الخمس قُتل 1050 إسرائيليا، لكن الهجوم الحالي تجاوز هذه العتبة في أربعة أيام فقط، وفي حرب 1967 قُتل أقل من 800 جندي, وفي حرب لبنان الثانية 2006، وعلى مدى 18 عاما من العمل في الشريط الأمني في جنوب لبنان، بلغ مجموع القتلى 1200 قتيل، يعني أقل ممن قتلوا الأسبوع الماضي، وكل ذلك بسبب سياسة نتنياهو التي أوجدت دورة الدم الحالية".
دانيال هاكلاي الكاتب في موقع "
زمن إسرائيل" أكد أن "الاحتلال غير مستعد لأي سيناريو ينتظره من هذه المواجهة الجارية من الناحية الاستخباراتية، في ظل الفشل الاستخباراتي الكامل الذي حدث في 7 أكتوبر، لأنه إذا تحقق الهدف الاستراتيجي بالفعل المتمثل بتحطيم القدرة العسكرية لحماس، فهل نحن مستعدون لما سيحدث في اليوم التالي؟ وماذا عن الضفة الغربية؟ وما هي السياسة تجاه الفلسطينيين بشكل عام؟ وهل سيفهمون أنه لم يعد من الممكن تجاهلهم وإذلالهم، وغضّ الطرف عن القضية الفلسطينية؟".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "تواتر التقارير عن إبلاغ نتنياهو بخبر الهجوم قبل وقت كاف يطرح أسئلة لا يمكن سبر غورها لا تزال عالقة: لماذا تجاهل نتنياهو التحذيرات المتكررة من قادة الجيش في ما يتعلق بحقيقة أنه يلحق ضررا كبيرا بكفاءة الجيش على قدم وساق؟ وكيف غض الطرف عن حقيقة أن الأعداء أدركوا أن هناك فرصة تاريخية للتحرك بسبب ضعف إسرائيل؟ ولماذا تجاهل نتنياهو التحذيرات المتكررة باسم قادة القيادة العسكرية بشأن حقيقة أنه يمس بشكل كبير بكفاءة الجيش، وأنهم اعتقدوا أن هناك فرصة تاريخية للتحرك ضده؟ ولماذا لم يستحضر الجيش المعلومات الاستخباراتية بشأن المفاجأة المرعبة يوم 7 أكتوبر؟".
وأشار إلى أن "نتنياهو وقع في شرك اتخاذ قرارات تاريخية ووجودية عقب الكارثة الفادحة والفشل الكبير والخطير والمروع في تاريخ الاحتلال، ولماذا لم يستحضر الجيش للأذهان ما هو واضح حتى دون معلومات استخباراتية مرعبة، جعلت الحدود مع غزة الأكثر سخونة وشحنا وانفجارا لدولة الاحتلال".