تناول الكاتب إيشان ثارور في
صحيفة "
واشنطن بوست" المقارنات المثيرة للقلق بالعدوان الإسرائيلي الجديد على
غزة والحروب السابقة، مبينا أن الغزو البري على قطاع غزة بات محتوما، حيث ستمضي إسرائيل في حملة لاقتلاع حركة
حماس.
ويقول ثارور: "بعد هجوم حماس وفي خطاب ألقاه من البيت الأبيض يوم الثلاثاء، أعلن الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة "تقف مع إسرائيل"، ووصف أحداث يوم السبت بأنها "شر مطلق". وقال إن إسرائيل لا تملك الحق ولكن الواجب للرد على حماس وبالقوة".
وأضاف، أن "حملة القصف الجوي على غزة أدت إلى الكثير من الضحايا الفلسطينيين، وبتقارير وصور عن المستشفيات التي لم تعد تستوعب الجرحى والأحياء السكنية التي سويت بالتراب".
وتابع بأنه "في إسرائيل استبدلت الصدمة من الهجوم بالرد الحازم، ولكن الأسئلة لا تزال تحوم حول الفشل الاستخباراتي الذريع والذي سبق هجوم حماس، وكذا المستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي فشل في منع الهجوم".
وقال الجنرال دان غولدفس، الذي يقود فرقة المظليين 98 يوم الثلاثاء: "قبل أن نذهب ونطرح الأسئلة الصعبة، لدينا مهمة ونتحرك في هجوم وبقدرات وزوايا عدة".
وأضاف، أن "الهدف هو تلقين الطرف الآخر درسا بأنه لن يستطيع عمل هذا بدون أن نغير الواقع"، وهذا وضع قاتم لأكثر من مليوني نسمة عالقين في القطاع، نصفهم من النساء والأطفال، وفق الكاتب.
ويرى الكاتب، أن "الطبيعة غير المسبوقة لما حدث وعدم التيقن بما سيحدث لاحقا دفعت المحللين للبحث عن مقارنات في الماضي، وتركز الأمر على ثلاثة أحداث، أولها، مقارنة هجوم حماس بهجمات 9/11 التي شنتها القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001".
ويقول الكاتب إن المقارنة تكمن بالصدمة والدهشة لما حدث والرغبة الكامنة بالانتقام.
وكتب آفي مير، مدير تحرير "جيروزاليم بوست": "أثر هذا على نفسيتنا ووعينا الجمعي المشترك، وحسنا بالأمن وثقتنا بالقدرة على العيش أحرارا وآمنين في أرضنا، سيظل حاضرا لعقود إن لم يكن لأجيال".
وأردف الكاتب، بأن "المقارنة تحمل معها تضمينات مقلقة، فقد أنفقت الولايات المتحدة عقدين من الزمان في الحرب على الإرهاب والتي كانت مكلفة وغزت فيها بلدين وحاولت ملاحقة شبكات الإسلاميين".
واستدرك، بأنه "لم يتم التخلص من تهديد الإسلاميين، فقد عادت طالبان إلى السلطة في أفغانستان ولا يزال العراق برميل بارود متحالف مع نظام ديني في إيران".
وأوضح، أن "انتصار إسرائيل على حماس لا يضمن سلاما دائما".
ونقل عن المحلل في "
إيكونوميست"، غريغ كارلستورم قوله: "حتى لو افترضنا أنه يمكن تدمير حماس، فلا بايدن ولا نتنياهو يستطيعان توضبح ما سيحدث بعد الانتقام الإسرائيلي، فمن سيحكم غزة وما هو الوضع الراهن للفلسطينيين في العقلية الإسرائيلية؟".
أما المقارنة الثانية فهي "مع حرب، 1973، فحتى هذا اليوم لا يوجد يوم مثير للصدمة في تاريخ إسرائيل مثل 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، عندما شنت مصر وسوريا هجوما منسقا ومفاجئا على إسرائيل في سيناء والجولان، واستطاعت إسرائيل التصدي لاحقا من خلال الدعم الأمريكي، وكانت المعركة في ذلك الوقت وجودية، وبدا للحظة أن إسرائيل قد انتهت" بحسب الكاتب.
وأكد، أن "هذه ليست القضية اليوم، في ضوء القوة غير المتناسقة بين إسرائيل والجماعات الواقفة ضدها، لكن المنظور يظل قاتما".
ونقل عن الدبلوماسي "الإسرائيلي" السابق مايكل أورين، قوله، إن "النصر حتى لو كان ممكنا فسيكون مثل رقصة انتصار فارغة حيث إن حرب 1973 خلقت الظروف للتفاوض بين مصر وإسرائيل وقادت بعد ستة أعوام إلى اتفاقيات كامب ديفيد، وكان يريد الرئيس المصري في حينه أنور السادات سلاما، أما قادة حماس فيسعون للإبادة".
وفي خطابه استعاد بايدن لقاءه مع غولدا مائير، رئيسة الوزراء قبل خمسة أسابيع من حرب الغفران، وقالت له إن إسرائيل لديها "سلاح سري" وهو أن شعبها لا مكان له ليذهب إليه.
أما هذا الأسبوع فالسؤال الملح هو: أين يذهب مليونا فلسطيني في غزة؟ وقال مسؤول إسرائيلي للقناة 13 إن غزة ستتحول إلى "مدينة خيام"، والمعابر مغلقة وحصيلة القتل في تصاعد مستمر.
وتابع: "أما المقارنة الثالثة، فهي اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، وكان الهدف منه هو إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، وحاصرت القوات الإسرائيلية بيروت لشهرين، وعندما نجحوا في إخراج منظمة التحرير فقد كان الإرث لأول حملة عسكرية ضخمة ضد جماعة عسكرية فشلا ذريعا.
وذكر، أن "المليشيات المسيحية المتحالفة مع إسرائيل قامت بمذبحة صبرا وشاتيلا التي قتل فيها حوالي ألفي لاجئ فلسطيني. وكرد على الاجتياح فقد أعلنت سوريا وإيران عن نشوء محور
المقاومة الذي لا يزال يشكل المعادلة الجيوسياسية حتى اليوم.
وذكرت كيم غطاس في صحيفة "
فايننشال تايمز"، أن "دروس العقود الأربعة الأخيرة هي أن كل محاولة لمحو جماعة فلسطينية مسلحة ينتج تكرارا أكثر تطرفا وألغازا".
وتابعت: "بعد يومين من الغزو الإسرائيلي للبنان، وصلت مجموعة من الحرس الثوري إلى دمشق واتجهت بمباركة من الرئيس السوري حافظ الأسد إلى سهل البقاع، ومنذ وصول إيران إلى المشرق لم تخرج منه، والخطر هو أن مزيدا من الفشل الاستراتيجي لن يؤدي إلا إلى إطالة العنف ولسنوات قادمة".