على مدى أيام عاشت
إدلب والشمال السوري المحرر أقسى
أيامهما منذ اجتياح عام 2019 الذي أسفر عن تهجير أكثر من مليون مدني من بلداتهم
وقراهم، عاشت إدلب الهولوكوست الحقيقي الطائفي، فاستعادت أيام التغريبات السورية
السابقة، واستعادت معها آلامها وعذاباتها، لا سيما وأن المخاوف الشعبية بدأت
تتصاعد بحدوث تغريبة جديدة.
ولكن على الرغم من
القصف الوحشي الروسي والإيراني ومن
عصابات
الأسد لكن الأهالي لم يرغبوا باللجوء، لأن مراراته ستفوق ما يتعرضون له.
وقد استعاد الروسي والإيراني هواياته باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم
الحارق، ومعه استخدام الطائرات الحربية في استهداف المناطق المأهولة بالسكان
والأسواق ونحوها.
لجأت عصابات الأسد هذه المرة إلى فشّ خلقها في الشمال
السوري المحرر بحجة الانتقام للتفجير الذي حصل في الكلية الحربية بحمص، وعلى الرغم
من أنه لا أحد تبنى الهجوم، لكنها آثرت وفضلت الحلقة الأضيق عبر استهداف إدلب، لكن
هذه المرة ركزت بحقد وشماتة على النموذج الناعم لإدلب والشمال المحرر، فضربت
المشافي، والأسواق ومحطات الكهرباء، لا لشيء إلّا لأن كل هذا يثبت أن الشمال المحرر
غير المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وبالتالي أرادت أن ترسل رسالة إلى حاضنتها
أنكم مثلهم بلا كهرباء وبلا مشاف مخدومة بشكل معقول، وبلا أسواق مضاءة، لكن فِرق
التخديم في الشمال المحرر استطاعت إصلاح ذلك كله وبسرعة.
التكتيك العسكري الطائفي المتبع اليوم هو نفسه التكتيك
العسكري الصهيوني الممارس في غزة، والذي مورس من قبل في لبنان وغيره، بحيث يقوم
المحتل الصهيوني بضرب البنى التحتية والمؤسسات الخدماتية، في محاولة يائسة منه
لقلب الحاضنة على المقاومة في فلسطين الحبيبة، وعلى الشمال السوري المحرر، وهو
تكتيك متبع من قبل الصهاينة، ومن قبل الروس والإيرانيين الذين يستخدمون الأرض
المحروقة من أجل فصل الحاضنة عن المقاومة، وهو ما حصل على امتداد سنوات العدوان
على الشعب السوري، واليوم في أوكرانيا.
وجاء الرد الذي قامت به فصائل غرفة الفتح المبين والتي
تضم فصائل عدة في الشمال السوري المحرر عنيفاً ومباشراً، فاستهدفت حاضنة عصابات
الكبتاغون، حيث وصلت صواريخها إلى وسط القرداحة، وكذلك إلى وسط جورين وصلنفة، كما
استهدفت الطائرات المسيرة وسط قاعدة حميميم، ومراكز عسكرية محصنة في وسط مدينة
حلب، كالأكاديمية العسكرية، والأمن العسكري، واستراحة الضباط الروس، الأمر الذي
أفقد النظام صوابه، من حيث دقة الإصابة، وتحري بنك الأهداف المستهدفة هذه المرة.
وأُفيد أن الثوار على الأرض أبلغوا الضامن التركي عن
نيتهم تصعيد العمل العسكري بشكل غير مسبوق إن لم يتم وقف العدوان الروسي،
والإيراني مع عصابات الأسد على الشمال السوري المحرر، ويبدو أن بوادر التهدئة بدأت
بالأمس، ولكن من الصعب التكهن بمساراتها ومآلاتها، ولكن مع كل هذا أثبت الصمود
الثوري في الشمال المحرر أنه قادر على الرد والردع، وأن النظام وحلفاءه من الروس
والإيرانيين، ليس أمامهم عدو إلّا الحاضنة في الشمال المحرر، وهو ما عكسته مقاطع
فيديو لنخب طائفية مقيتة تدعو إلى إبادة إدلب أطفالاً ونساءً وشيوخاً، مما يشير
إلى مدى كمية الحقد المتجذرة في نفوس القوم.