نجح الشمال السوري المحرر في إدلب أخيراً بتوجيه ضربة
معلم لروسيا ونظام الأسد، وكل القوى الإقليمية والدولية الداعمة لنظام الأسد، وذلك
حين قبلت
الأمم المتحدة إذن دخول من قبل مكتب التنسيق الإنساني في الشمال السوري
المحرر لمساعدات إغاثية أممية عبر معبر باب الهوى، بعد أن استخدمت
روسيا الفيتو
مؤخراً ضد إدخال مساعدات إغاثية أممية لملايين السوريين العالقين والمحتاجين للدعم
الإغاثي، مما دفع منظمات إغاثية دولية للتحذير من حصول مجاعة في الشمال المحرر، سببها هو الفيتو الروسي والصيني.
قبول الأمم المتحدة لهذا الإذن يعني هزيمة ساحقة
للفيتو الروسي الذي كان يستخدمه كسيف ديموقليس مسلط على الشعب السوري، ويرفعه في
مناسبة وغير مناسبة في وجه المجتمع الدولي، لابتزازه للحصول على مكاسب له في مناطق
أخرى على حساب الشعب السوري وآلامه.
قبول الأمم المتحدة لهذا الإذن يعني هزيمة ساحقة للفيتو الروسي الذي كان يستخدمه كسيف ديموقليس مسلط على الشعب السوري، ويرفعه في مناسبة وغير مناسبة في وجه المجتمع الدولي، لابتزازه للحصول على مكاسب له في مناطق أخرى على حساب الشعب السوري وآلامه
وللتذكير فإن هذه الدول التي تستخدم الفيتو ضد إدخال
مساعدات إغاثية لا تتعدى مساهمتها الواحد في المائة من مساهمات الدول الأخرى في
تمويل هذه القوافل الإغاثية، ومع هذا فلديها حق منح أو حرمان اللاجئين منها.
الإذن الذي اعتمدت عليه الأمم المتحدة والصادر عن مكتب
التنسيق الإنساني في الشمال السوري المحرر، يعد النجاح السياسي الأهم في تاريخ
الثورة السورية لسنوات، بعد العجز والوهن السياسي الذي أصاب مؤسسات المعارضة
السورية كالائتلاف ولجنة التفاوض واللجنة الدستورية، خصوصاً وأن هذا الاعتماد أتى
بعد زيارة السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد مع فريق أمريكي وبريطاني إلى
إدلب ولقائه مع فعاليات مدنية في المدينة، حيث اطلعوا على الوضع السياسي والمعيشي
في الشمال المحرر، وهي زيارة تأتي في سياق زيارات غربية متكررة للشمال المحرر.
وقد سبق هذا زيارات لمسؤولين سابقين غربيين ولمنظمات
إغاثة دولية، وكذلك لصحافيين غربيين ومراكز دراسات غربية، وكلها كانت تصب في صالح
الشمال السوري المحرر، حيث لم تُخف الوفود الغربية إعجابها بطريقة إدارة الشمال
المحرر، والخدمات المتوفرة فيه، مقارنة بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، أو
للمناطق الأخرى في درع الفرات وغصن الزيتون وغيرها من المناطق الخاضعة لمليشيات
سوريا الديمقراطية.
الواقع السوري اليوم في حالة سيولة حقيقية، حاله كحال الواقع الإقليمي والدولي، لا سيما مع الغوص الروسي في المستنقع الأوكراني، واستمرار المواجهة الصامتة والناطقة بين أمريكا والصين، وبالتالي فكل دولة تسعى إلى الإمساك بأكبر عدد ممكن من الأوراق الإقليمية والدولية لمواجهة خصمها
ترافق هذا مع خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي
في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، والذي دعا فيه إلى وقف مهزلة منح روسيا حق
الفيتو والذي يعد السبب الرئيسي في الآلام والمتاعب والمصاعب في سوريا وأوكرانيا
وغيرهما، وبالتالي رأى أنه لا بد من تجريد روسيا من هذا الحق حسب تعبيره. وقد
ترافقت دعوته هذه بشكل واضح مع زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الصين،
وهي الزيارة الثالثة له لدولة غير عربية منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، إذ
تسعى الصين إلى ملء الفراغ الذي يمكن أن يحدثه الانشغال الروسي في أوكرانيا، وذلك
بالتنسيق مع إيران.
الواقع السوري اليوم في حالة سيولة حقيقية، حاله كحال
الواقع الإقليمي والدولي، لا سيما مع الغوص الروسي في المستنقع الأوكراني،
واستمرار المواجهة الصامتة والناطقة بين أمريكا والصين، وبالتالي فكل دولة تسعى
إلى الإمساك بأكبر عدد ممكن من الأوراق الإقليمية والدولية لمواجهة خصمها، ومن هنا
ربما يمكن قراءة الواقع السوري وزيارة رئيس النظام السوري إلى الصين.