تحدثت صحيفة عبرية، عن مساهمة حرب تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، في تصميم منظومة العلاقات الاستراتيجية بين
الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، مشددة على أهمية استمرار وتطوير المساعدة العسكرية الأمريكية لتل أبيب أمام أي خطر محتمل.
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في افتتاحيتها الخميس، التي كتبها مستشار الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي الأسبق، والباحث في معهد "FDD" بواشنطن، إيال حولتا، أن "
حرب أكتوبر (يطلق عليها الاحتلال حرب يوم الغفران)، كانت صدمة قومية وصدمة شخصية لعائلات كثيرة".
وأوضحت الصحيفة أن "هذه حرب صممت الهوية القومية للجيل الذي شارك فيها وللجيلين التاليين، كما أن هذه هي الحرب الكبرى الأخيرة التي قاتلنا فيها ضد جيوش عدو كبيرة وقوية".
وذكرت أن "الحرب التي بدأت بمفاجأة استراتيجية وجبت ضحايا كثر، أصابت بشدة معنويات الجمهور وأوقفت نمو الاقتصاد، لكنها هي التي أدت إلى السلام مع
مصر وصممت منظومة العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في حينه، "لعب دورا حاسما في قرار القطار الجوي للوسائل القتالية للجيش الإسرائيلي، وفرض أيضا على حكومة إسرائيل المفاوضات لوقف النار، وبعد الحرب أيضا واصلت الولايات المتحدة المساعدة الواسعة لإسرائيل والتي ساهمت كثيرا في الترميم السريع للجيش الإسرائيلي وللاقتصاد".
وأفادت أن "المساعدة الأمريكية اتسعت وترسخت حتى تحولت إلى مذكرات تفاهم، ترتب عليها مساعدة عسكرية هامة على مدى 10 سنوات، الأولى وُقّعت في 2007 واستمرت من 2008 حتى 2018، والثانية وقعت في 2016، بدأت في 2018 وستستمر حتى 2028، ولا توجد أي دولة أخرى في العالم تحظى بمساعدة عسكرية سخية بهذا القدر بمقدار سنوي بنحو 4 مليارات دولار".
ولفتت "يديعوت" إلى أن "هذه المساعدة جوهرية للأمن القومي لإسرائيل، وبواسطتها نحن نتزود بمنظومات سلاح متطورة ليس بوسعنا إنتاجها بأنفسنا، وتحفظ التفوق النوعي لنا".
ونوهت إلى أن المساعدة الأمنية الأمريكية لتل أبيب، "تثير خلافا متزايدا في الكونغرس، سواء من جانب الجمهوريين الذين يوجد فيهم من يطالب بتقليص المساعدات الخارجية، أو من جانب الديمقراطيين الذين يهاجم بعضهم سياسة إسرائيل ويضعون المصاعب في كل إقرار لصفقة سلاح، ورغم ذلك، أعطي لإسرائيل التزاما من الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زيارته لتل أبيب في تموز /يوليو 2022، وبموجبه يبدأ البحث في شروط مذكرة التفاهم التالية قبل نهاية ولايته في 2025".
وأضافت: "في الفترة الأخيرة نشهد منشورات عن محاولات حكومة إسرائيل للتوقيع على حلف دفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة؛ حلف يشبه ذاك الذي وقعته واشنطن مع دول أوروبا في إطار حلف "الناتو"، وبصيغة مشابهة مع كوريا الجنوبية واليابان قبل سنين، وهو يقضي ضمن أمور أخرى، بأن هجوما عسكريا على دولة عضو في الحلف يستوجب من باقي الدول الهرولة لنجدتها".
المؤيدون لحلف الدفاع المذكور، بحسب الصحيفة يريدون تثبيت التزام الولايات المتحدة للدفاع عسكريا عن إسرائيل في وجه هجوم خطير عليها".
وقالت الصحيفة: "مع ذلك، هذا تغيير جذري للغاية في مبادئ الأمن القومي لإسرائيل، والتي منذ عهد ديفيد بن غوريون رأت واجب الدفاع عن نفسها بنفسها، ونتيجة لذلك أصرت على ألا يقاتل جنود أجانب دفاعا عنها حتى وإن كانوا من صديقتنا الولايات المتحدة".
وأبدت الصحيفة تخوفات من أن "المعارضين في واشنطن للمساعدات المالية الخارجية من شأنه أن يعارض أكثر من ذلك إرسال جنوده للقتال من أجلنا، وبالطبع من يعارض سياسة إسرائيل سيعارض القتال دفاعا عنها".
إضافة إلى ما سبق، من شأن مثل هذا الاتفاق بحسب "يديعوت"، أن "يقيد حرية عملنا، على اعتبار أنه في حال استخدمت إسرائيل قوتها بشكل لا يتناسب والمصلحة الأمريكية، واشنطن لن تقف إلى جانبنا إذا كنا بحاجة لذلك".
وشددت الصحيفة على أهمية أن "تواصل إسرائيل الإصرار على الدفاع عن نفسها بنفسها، وأن تعمل على مواصلة الاستعانة بسخاء صديقتها الاستراتيجية بقدر ما تستطيع، وإذا ما وقفت إسرائيل أمام تهديد خطير، لم يسبق لنا أن واجهناه منذ حرب أكتوبر، فمن المهم بلا قياس أن تقف إلى جانبنا شبكة علاقات زعامية، قاعدة قيمية مشتركة وتنسيق مصالح استراتيجي مع الإدارة الأمريكية؛ مثل ذاك الذي كان قبل 50عاما، في وقت حرب 1973".