سياسة عربية

قيادي بالحركة المدنية: صهر السيسي الفريق محمود حجازي قد يترشح للرئاسة قريبا

لم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات إلى الآن عن موعد فتح باب الترشح للانتخابات- صفحة المتحدث العسكري المصري
قال قيادي في الحركة المدنية المصرية، مجدي حمدان، وهي أكبر كيان معارض داخل البلاد، إن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ربما تشهد مفاجأة كبرى، خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكدا أن "سيناريو ترشح شخصية عسكرية في تلك الانتخابات وارد بقوة، نتوقع حدوثه قريبا".

وأوضح حمدان، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "هناك مداولات جارية بين الأطراف الحاكمة للتوافق على هذا الأمر المتعلق بترشح شخصية عسكرية، خاصة في ظل قناعة الجميع باستحالة استمرار المشهد الراهن كما هو".

ولفت حمدان إلى أن "رئيس أركان الجيش السابق، الفريق محمود حجازي، هو الأقرب لدعم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وربما يكون -من وجهة نظرهم- البديل المناسب للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة المقبلة، وفي حال إعلانه الترشح رسميا للانتخابات، ستكون الأمور محسومة تماما لصالحه".

نفد رصيد السيسي
وتابع: "لو أدركت القوات المسلحة أن السيسي قد استنفد رصيده الشعبي والسياسي، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، فإنها حتما ستدفع بمرشح عسكري آخر، وستبدأ معه مسيرة قد تكون مختلفة عما جرى خلال الـ10 سنوات الماضية، وستشهد البلاد تغيرات كثيرة وجذرية على مختلف الصعد".

ووصف حجازي (وهو صهر السيسي) بأنه "شخصية رزينة وعاقلة ووازنة ومسؤولة للغاية، وسوف يحدث فارقا مهما في المشهد المصري"، موضحا أنه التقى -مع آخرين- بالفريق حجازي في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة بالقاهرة عام 2013، و"كان اللقاء بيننا مثمرا جدا، وأدركت عقب الاجتماع معه أنه شخصية متزنة جدا"، وفق وصفه.

واستطرد حمدان، وهو رئيس قطاع التخطيط والتطوير السياسي وعضو المكتب السياسي والهيئة العليا بحزب المحافظين، قائلا: ربما تكون الأوضاع الراهنة في ظل الإخفاقات التي لا حدود لها تتطلب وجود شخص كالفريق حجازي في المشهد".

وشدّد على أن "المصريين لن يتحملوا استمرار السيسي في سدة الحكم يوما واحدا بعد انتهاء فترة حكمه الحالية، لأن الناس فاض بها الكيل، وأعتقد أن هذا الشعور بدأ يتسرب بشكل أو بآخر إلى مؤسسات وأجهزة الدولة".

البديل المدني
بينما أكد القيادي بحزب المحافظين أن "البديل المدني هو الخيار الأفضل والأنسب بالنسبة لي وللقوى المدنية، لأن المرشح المدني هو الحل الوحيد لتغيير شكل الدولة المصرية بشكل حقيقي وكامل، ومن أجل الابتعاد عن التحكم الكامل من قِبل مؤسسات بعينها في إدارة المشهد السياسي والاقتصادي وكل شيء في مصر".

وهذه ليست المرة الأولى التي يُطرح فيها اسم الفريق محمود حجازي كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي سيتم الإعلان عن جدولها الزمني، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي تعقده الهيئة الوطنية للانتخابات.

جدل ترشح حجازي
وكان رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور عصمت السادات، قد كشف، في مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "مرشح المفاجأة" لانتخابات الرئاسة، والذي تحدث عنه لأول مرة دون إفصاح عن اسمه قبل نحو 3 أشهر، لن يتمكن على الأرجح من خوض الانتخابات، لافتا إلى أنه "من بين المشاكل التي واجهت هذا المرشح هي عدم موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على فكرة خوضه للانتخابات".

وكان رئيس حزب "الإصلاح والتنمية"، محمد أنور عصمت السادات، قد صرّح، في مقابلة تلفزيونية في 17 آذار/ مارس الماضي، أن هناك مرشحا "مفاجأة" قد يظهر مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مُلمحا إلى أنه قد يكون عسكريا أو ذا خلفية عسكرية، لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئاسية.

وأثار حديث السادات حينها جدلا واسعا داخل مصر، خاصة أنه أصدر بيانا في 18 نيسان/ أبريل الماضي، أكد فيه أن "مرشح المفاجأة" أفاد بأنه "يعتزم في حال خوض الانتخابات الرئاسية أن يقوم باختيار وتعيين نائبين للرئيس، أحدهما امرأة والآخر شخصية مسيحية، على أن يتم الإعلان عنهما مع تقديمه أوراق ترشحه رسميا".

وكشف الرئيس السابق لحزب الدستور المصري والقيادي بالحركة المدنية الديمقراطية، علاء الخيام، في 22 حزيران/ يونيو الماضي، خلال مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "مرشح المفاجأة" في الانتخابات الرئاسية الذي تحدث عنه السادات هو الفريق محمود حجازي.
 
وقال المتحدث باسم التيار الحر (يضم عددا من الأحزاب الليبرالية المعارضة)، عماد جاد، في 13 أيلول/ سبتمبر الجاري، عبر بيان بعنوان "نداء من أجل الوطن": "مصر لن تتحمل استمرار السياسات الحالية فترة قادمة، لذلك أقول إن الفريق محمود حجازي هو الخيار الأمثل لإنقاذ البلد في الفترة المقبلة، وترشيحي له نابع من معرفة وثيقة، وأراه خير مَن ينقل مصر عبر مسار آمن ومستقر، ويمثل مرحلة انتقالية".

وفي 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، كرّر عماد جاد دعوته لترشح محمود حجازي، قائلا، في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "للمرة الثانية، وقبل فوات الأوان. ترشح الفريق محمود حجازي هو الحل لوقف التدهور الشامل وتوقف الاندفاع باتجاه نفق مظلم، وهو طوق النجاة لمصر مؤسسات وشعب، حاضر ومستقبل".


وأردف: "ترشح الفريق محمود حجازي يُمثل الأمل في استعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة، يضع بلدنا على أول طريق التعافي من أزماتها ومشاكلها الراهنة، ويبدأ رحلة التحول إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة"، مضيفا: "أتمنى التحرك السريع قبل فوات الأوان، ومواجهة مخاطر جمة بعضها بدأ يلوح في الأفق".

موافقة المجلس العسكري
ووفق القوانين العسكرية المصرية، ليس من حق ضباط الجيش العاملين في الخدمة أو في فترة الاستدعاء الاحتياطي الترشح للانتخابات قبل تسوية أوضاعهم القانونية داخل الجيش، وبعد الحصول على موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بخوض تلك الانتخابات.

يُذكر أن مجلس النواب المصري أقرّ في تموز/ يوليو 2020، قانونا نص على عدم جواز ترشح أي من أفراد (ضباط) المؤسسة العسكرية للانتخابات الرئاسية أو النيابية أو المحلية، سواء من الموجودين بالخدمة أو الذين انتهت خدمتهم، إلا بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

ولم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات إلى الآن عن موعد فتح باب الترشح للانتخابات رغم ضيق الوقت. كما لم يعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي موقفه بشكل رسمي من الترشح لفترة رئاسية ثالثة.

ونشرت وسائل إعلام مصرية مختلفة، الأربعاء، بيانا، أصدرته الهيئة الوطنية للانتخابات بخصوص الجدول الزمني للعملية الانتخابية، لكن جرى حذفه سريعا، دون معرفة السبب، فيما أرجع مراقبون تلك الخطوة إلى ما وصفوه بارتباك وتخبط النظام في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

وكان من المفترض أن تنتهي الفترة الثانية والأخيرة للسيسي في السلطة خلال حزيران/ يونيو 2022، إلا أن النظام مرّر في عام 2019 تعديلات دستورية مثيرة للجدل، جعلت مدة الولاية الرئاسية 6 سنوات بدلا من 4، مع إبقاء تقييدها بولايتين، مع السماح للسيسي وحده بفترة ثالثة، ما يسمح له بالبقاء رئيسا حتى 2030.