تضغط الولايات المتحدة الأمريكية من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع
السعودية والإمارات، لأنها تشعر بـ "القلق من أن
الخلافات بين جيران الخليج يمكن أن تقلب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في
اليمن".
وقالت صحيفة "
فاينانشال تايمز" الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الأمر، قولهم إن المبادرة التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في
نيويورك.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه وفد رفيع المستوى من جماعة الحوثي، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ عام 2014، بزيارة علنية للرياض للمرة الأولى لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب الأهلية.
وأوضحت الصحيفة أن "الخلافات بين الطرفين تزايدت، حيث تسعى الرياض إلى تأكيد نفسها كمركز مالي في المنطقة، وهو المكان الذي احتفظت به أبو ظبي منذ فترة طويلة"، مؤكدة أن "خصوماتهما امتدت من حين لآخر إلى بلدان أخرى حيث إن لكل منهما مصالح، وقد اختلفا حول نهجهما في الحرب في اليمن".
وأضافت أن "البلدين تدخلا عسكريا في اليمن في عام 2015 بعد أن استولى الحوثيون المدعومون من إيران على مساحات واسعة من البلد الفقير، لكنهما دعما فصائل مختلفة مناهضة للحوثيين، بينما قتلت الغارات الجوية للتحالف آلاف الأشخاص، ومات مئات الآلاف بسبب المرض وسوء التغذية".
وذكرت أن السعودية "تدعم الحكومة اليمنية الضعيفة ولكن المعترف بها دوليا، بينما تدعم
الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن".
وبينت الصحيفة أن السعودية، التي تركز على الإصلاحات الاقتصادية المحلية التي تشمل جذب الاستثمار الأجنبي والسياح، تحاول منذ عدة سنوات إلى إخراج نفسها من الحرب، التي أدت أيضا إلى توتر علاقاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت إن المملكة تريد أيضا التفاوض على معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، مقابل تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، ومن الممكن أن يساعد إنهاء حرب اليمن في إقناع أعضاء الكونغرس الأمريكي المتشككين، الذين انتقدوا التدخل الذي تقوده الرياض في شؤون جارتها، بالتصديق على أي معاهدة من هذا القبيل.
وتخشى الإمارات أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين إلى "منح المتمردين السيطرة على كامل اليمن، ويؤدي حتما إلى مزيد من الصراع"، بحسب ما نقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين على موقف أبو ظبي.
وأكد مصدر الصحيفة أن "الخطة الإماراتية تهدف إلى تعزيز حلفائها [في اليمن] والتقييم الحالي هو أن الصراع سيعود بغض النظر عن الاتفاق، بينما السعوديون أكثر حرصا على الخروج، وهم يشعرون أن بإمكانهم الحصول على العلاقة التي يريدونها مع الحوثيين”.
يذكر أنه تم وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في اليمن منذ أوائل عام 2022، على الرغم من وقوع اشتباكات متقطعة، بما في ذلك بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي.
والاثنين، أوردت وكالة "
بلومبيرغ" تقريرا مشابها، قالت فيه إن السعودية والإمارات تتنافسان في السيطرة على اليمن ما بعد الحرب، بعدما تعاونتا ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدة أن هذا "يعرض آفاق السلام للخطر، مع وجود مخاطر أخرى على القوى الخليجية الغنية بالنفط".
وأضافت الوكالة أن الانقسامات حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه اليمن بعد الحرب تهدد "الهدنة الهشة مع الحوثيين وتنذر بجولة جديدة من التصعيد وإراقة الدماء بين الجماعات الوكيلة المدعومة من الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى"، بحسب ما نقلت عن أربعة أشخاص قالت إنهم مطلعون على الأحداث.
وأضافت: "تصاعدت التوترات بين القوتين العربيتين الخليجيتين داخل وخارج ساحة المعركة اليمنية لسنوات، إلا أن الدعوات المتزايدة من قبل الانفصاليين اليمنيين المدعومين من الإمارات لإقامة دولة منفصلة في الجنوب أثارت غضب الرياض، التي تريد أن يبقى اليمن سليما".