صحافة دولية

عراقيل أمام خطة بايدن للتطبيع بين السعودية والاحتلال

طبعت الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع الاحتلال عام 2020- واس
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا للصحفي الإسرائيلي أنشيل بيفير، الذي كتب سيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، تحدث فيه عن عراقيل في محاولات إدارة الرئيس جو بايدن تحقيق تقارب "سعودي- إسرائيلي".

وقال بيفر في تقرير ترجمته "عربي21”، إن الصفقة تقتضي تنازلات من كل طرف، ففي واشنطن يتحدثون عن صفقة "تغير قواعد اللعبة" في الشرق الأوسط، وتنتشر التكهنات في إسرائيل عن "أكبر اختراق" في الدبلوماسية الإقليمية منذ 40 عاما. أما الرياض، فهي متحفظة وتنتظر طبيعة العرض الذي سيوضع على الطاولة.

وأضاف أن الرئيس بايدن يفكر في صفقة تقودها الولايات المتحدة بين السعودية و"إسرائيل"، تعزز علاقة واشنطن مع دولة النفط الغنية، وتفتح الباب أمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ونقل التقرير عن دبلوماسي أمريكي قوله، إن بايدن لدغ مرتين خلال الـ18 شهرا الماضية في تعامله مع السعودية، التي وقفت على الحياد، ولم ترفع إنتاج النفط عندما حاول بايدن التعاون مع الرياض للحفاظ على إمدادات الطاقة وتخفيض الأسعار عقب غزو أوكرانيا.

وفي آذار/ مارس الماضي، وقع السعوديون على اتفاقية تقارب مع إيران، وأنهوا العداء المفتوح، وهو بالتأكيد تحرك جيد، لكن ما أقلق الأمريكيين هي هوية الوسيط، فقد تحققت الصفقة بين السعوديين والإيرانيين برعاية صينية.

وأضاف الدبلوماسي الأمريكي، أن بايدن الذي وعد بمعاملة السعودية كدولة منبوذة بسبب حقوق الإنسان وجريمة قتل جمال خاشقجي عام 2018 وضع كل هذا جانبا، فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ديكتاتور، لكنه يظل أفضل من الصين. 

وأضاف التقرير أن جلب السعوديين والإسرائيليين لاتفاق مفتوح سيكون نجاحا في السياسة الخارجية يصب في حملة بايدن الانتخابية، أو هكذا يأمل مستشاروه. 

ويرى، الكاتب "أن هناك الكثير من الأمور التي قد لا تسير حسب ما يؤمل، رغم كل الهالة المحيطة بالحديث عن التطبيع، فلدى ولي العهد قائمة طلبات طويلة، تشمل تزويد السعودية بأسلحة متقدمة لا ترغب أمريكا ببيعها لحلفائها الأقل تبعية، بالإضافة لمعاهدة دفاعية تشبه الناتو، وتعني دفاع الولايات المتحدة عن السعودية حال تعرضها للخطر، كما تسعى السعودية لإنشاء مفاعل نووي للأغراض المدنية. 

أما عن الطلبات السعودية من "إسرائيل"، يقول الكاتب "إن الرياض ليست مهتمة كثيرا بوضع الفلسطينيين تحت الاحتلال، لكن الدعم لهم في الشارع العربي كبير، فمن أجل الظهور، يجب على إسرائيل تقديم تنازلات في موضوع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وتنازلات رمزية للسلطة الوطنية في رام الله".

من جهة أخرى، يبدو نتنياهو، الواقع تحت ضغط التظاهرات بسبب التعديلات القضائية، راغبا بالصفقة، فهي لن تساعد فقط في تغيير الأجندة المحلية وتوقف تراجعه باستطلاعات الرأي، بل ستكون إنجازا مهما في مسيرته السياسية، وتضعه بمستوى مناحيم بيغن، الذي وقع اتفاقية سلام مع الرئيس المصري أنور السادات عام 1979، وفق التقرير.

ويعتقد بيفير، أن نتنياهو سيدفع لقاء هذا ثمنا سياسيا باهظا في الداخل، فالأحزاب القومية المتطرفة لن توافق على وقف التوسع الاستيطاني، ومن دونها سيخسر الغالبية، وربما وافقت أحزاب الوسط المعارضة على مساعدته في اتفاقية مع دولة عربية، إلا أن الثمن سيكون تجميدا للتعديلات القضائية. 


وتابع بأن الصفقة مع السعوديين تعني تضحية نتنياهو بائتلافه، والمخاطرة بإجراء انتخابات جديدة، وربما يجد أن هذا الثمن لن يستطيع دفعه مقابل الصفقة مع السعودية.

من جانب آخر، يعتقد كاتب التقرير، أن هناك إمكانية لتعرض بايدن لإحراج كبير من خلال رفض السعوديين والإسرائيليين لخطته، وحتى لو استطاع جمع الطرفين، فعليه التعامل مع التقدميين في حزبه الديمقراطي الذين يرفضون نتنياهو الديكتاتوري ومحمد بن سلمان. 

وأضاف "أن هناك جناحا داخل الإدارة يرى أن المخاطر كبيرة جدا، كما أن السعوديين والإسرائيليين يتعاونون معا وحلفاء واقعيا ضد إيران، بالإضافة لعلاقتهم مع الصين، إلا أنهم لا يستطيعون التخلي عن المظلة الأمنية الأمريكية، وعليهم التقارب من الولايات المتحدة وليس العكس".

 ويختم بيفير بأن خطة بايدن تواجه الكثير من الحواجز الواجب اجتيازها، مع الحديث عن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، التي تتركز الآن على أوكرانيا وفي البحر ضد الصين.