قالت صحيفة
"لكسبرس" إن إنهاء عملية
الاستحواذ القانوني من جانب
بنك "يو بي
إس"، على بنك كريدي سويس، يعد بداية حقبة تاريخية جديدة "لكيان
مالي" جديد.
وأوضحت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن عملية الاستحواذ تمخضت عنها ولادة بنك
عملاق لم تشهد
سويسرا له مثيلا.
وقد أثارت هذه العملية
قلق السياسيين لأنه قد يترتب عنها اختفاء آلاف الوظائف في سويسرا وحدها بسبب عملية
الاستحواذ. وفي هذا السياق، حذّر رئيس "يو بي إس" سيرجيو إرموتي من أن
الأشهر المقبلة قد تكون صعبة لأن الاندماج سيؤدي إلى ظهور "موجات" من
القرارات الصعبة، خاصة فيما يتعلق بالوظائف.
اندماج معقد
وذكرت أن بنك "يو
بي إس" وافق في 19 آذار/مارس تحت ضغط من السلطات على شراء بنك كريدي سويس
لتجنب إفلاس ثاني أكبر بنك في سويسرا، مقابل 3 مليارات فرنك سويسري. وقد فقد ثاني
أكبر بنك في البلاد ثقة المستخدمين بعد عدة فضائح ضخمة وعجز في إدارة المخاطر.
ونقلت الصحيفة عن
المحلل المالي في فونتوبيل، "أندرياس فينديتي" في حواره مع وكالة فرانس
برس الأسبوع الماضي: "يمكن لبنك "يو بي إس" أن يبدأ في أن يكون
استباقيا". وأضاف المحلل ذاته: "ضاعف بنك "يو بي إس" من
حجم الاستعدادات منذ منتصف آذار/ مارس ويجب أن يكون لديه بالفعل فكرة عن
الشركات التي يريد الاحتفاظ بها أو غلقها أو بيعها ولكنها "كانت محدودة فيما
يمكن أن تفعله" قبل إتمام عملية الدمج".
وأكدت أن اندماج أكبر
بنكين في سويسرا لا يعد أمرا معقدا للغاية من الناحية الفنية فحسب، حيث يعد بنك
"كريدي سويس"، على الرغم من النكسات التي تعرض لها، بنكا متطورا
للغاية، ليس ماليا فقط ولكن على الصعيد السياسي أيضا.
خطر حدوث أزمة مالية
دولية
وأوضحت الصحيفة أنه
بالنسبة لتوماس جوردان، رئيس البنك المركزي السويسري، لم يكن هناك حل آخر، في هذا
الصدد؛ أوضح جوردان في مقابلة مع صحيفة زونتاج تسايتونج الألمانية، الأسبوعية
التي تنشر يوم الأحد قائلا: "إنه لأمر مؤسف بالطبع أنه لم يتبق سوى (بنك
كبير) واحد، لكنني متأكد من أنه إذا لم تكن عملية الاستحواذ التي قام بها بنك
"يو بي إس" ناجحة، لحدثت أزمة مالية دولية، وكان من الممكن أن يكون ذلك
أسوأ بكثير بالنسبة لسويسرا".
وحصل بنك "يو بي
إس" على ضمانات كبيرة من الاتحاد في هذا الاستحواذ من أجل حماية نفسه من
المفاجآت غير السارة المحتملة المتعلقة بالحسابات. وقد أثارت شروط الاستحواذ قلقا
شديدا في سويسرا لدرجة أن البرلمان شكّل لجنة تحقيق، وهو أمر نادر الحدوث.
120 ألف موظف حول العالم
وأوضحت الصحيفة أن
المستثمرين يريدون معرفة المزيد عن عملية التكامل والوحدات التي سيتم استيعابها.
فوفقا لأندرياس فينديتي؛ ستبدأ الإجابات على الكثير من الأسئلة التي ظلت مبهمة، في
الظهور في نهاية آب/أغسطس، عندما يتم نشر نتائج الربع الثاني. وتجدر الإشارة إلى
أن البنكين العملاقين يوظّفان حاليا ما يصل إلى 120 ألف موظف حول العالم،
بما في ذلك 37 ألف موظف في سويسرا.
"الاحتفاظ بالمواهب"
ونوهّت الصحيفة إلى أن
المحللة لدى بنك سويسكوت إيبيك أوزكارديسكايا أوضحت أنه من بين التحديات الرئيسية
التي تنتظر بنك "يو بي إس" على وجه الخصوص مشكلة "الاحتفاظ
بالمواهب" نظرا لأن حجم الاستقالات سيتزايد في مواجهة مخاوف تقليص عدد
العاملين.
وذكرت المحللة أن
المعضلة الثانية تتمثل في خلق "ثقافة جديدة داخل البنك"؛ حيث فقدت
مصداقيتها تماما بسبب الفضائح العديدة التي شوّهت سمعته. وقالت إيبيك أوزكارديسكايا لوكالة فرانس برس إن "المنظمين سيتعين عليهم أيضا ضمان "حماية عملية المنافسة، الأمر الذي قد يثير بعض الانقسامات الداخلية"".
واختتمت الصحيفة
التقرير بأن الحزب الاشتراكي السويسري طالب بتقليص حجم هذا الدمج خوفا من أن
يؤدي الاندماج إلى خلق "وحش" كبير لا يمكن إنقاذه في حال فشله. وفي حالة
حدوث أزمة؛ ستؤخذ الدولة كلها "رهينة". ولتسهيل عملية الاستحواذ، تمّ
الإفراج عن حوالي 259 مليار فرنك من السيولة العامة. ولمنح نفسه بعض الوقت، أجّل
بنك "يو بي إس" نشر نتائجه الفصلية لأكثر من شهر، حتى 31 آب/أغسطس.