دخل وقف إطلاق النار بين
الاحتلال والمقاومة
الفلسطينية في
غزة اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء السبت، بعد اتفاق جرى بوساطة مصرية.
وأكد قيادي فلسطيني مطلع لـ"عربي21"، أن "وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال دخل حيز التنفيذ بعد موافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية"، موضحا أن "اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن وقف استهداف المدنيين وهدم منازل المواطنين".
تفاصيل الاتفاق
من جهته، أكد مسؤول الإعلام في "لجان المقاومة" في فلسطين، القيادي محمد البريم "أبو مجاهد"، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الاتفاق ينص على وقف متبادل لإطلاق النار، تعلن فيه مصر بشكل رسمي، نصا؛ "وقف قتل المدنيين واستهداف المنازل، إضافة إلى وقف استهداف الأفراد"، وهذه نقطة مهمة جدا، بدلا من وقف سياسة الاغتيالات"، منوها إلى أن "المقاومة ملتزمة ما التزم العدو بذلك".
وجاء في وثيقة الاتفاق: "بناء على موافقة الطرفين، تعلن مصر وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في تمام الساعة العاشرة مساء يوم 13 مايو/ أيار 2023".
وأضافت: "وبناء على ذلك يتم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل وأيضا استهداف الأفراد، وذلك فور البدء في تنفيذ وقف إطلاق النار".
وختمت الوثيقة بالقول: "وتحث مصر الطرفين على تطبيق الاتفاق وتعمل على متابعة ذلك بالتواصل معهما".
وقبل دخول وقف إطلاق النار بدقائق، قصف المقاومة الفلسطينية مستوطنات محيطة بغزة، وأخرى جنوبي تل أبيب.
وعن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال بوساطة مصرية، أوضح قيادي فلسطيني في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "مع إصرار المقاومة على وقف الاحتلال لسياسة الاغتيالات قدمت مقترحا جديدا".
وأفاد القيادي، أن "المقترح المصري الجديد نص على وقف استهداف المدنيين والعسكريين من الطرفين، وهذا ما رفضته المقاومة لأن هذه الصيغة تكبل يدها إلى ما لا نهاية
وأكد أن "المقاومة ترفض صيغة هدوء مقابل هدوء التي تصر عليها إسرائيل"، منوها أن "ما يجري الآن، هو محاولات من أجل الضغط على المقاومة".
الغرفة المشتركة
وفي أول تعليق لها، قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان، إن جولةٌ من القتال انتهت، و"المقاومة دخلت هذه المعركة وخرجت منها موحدةً وقويةً كالبنيان المرصوص، وكتبت ملحمةً جديدةً من الثبات والتضحية والبطولة، ونقول للعدو الجبان نحذرك من العودة لسياسة الاغتيالات فسيفنا لم يغمد وأيادينا على الزناد وإن عدتم عدنا".
وحيّت الغرفة المشتركة"لشهداء هذه المعركة المباركة الذين اغتالتهم يد الغدر الصهيونية من قادة المقاومة أبطال سرايا القدس، ومن مقاتلي ومجاهدي المقاومة من أذرع الغرفة المشتركة، ومن عموم أبناء شعبنا الذين ارتقوا في هذه المعركة ورسموا بدمائهم لوحة من الكبرياء والانتصار".
وكانت مصادر إسرائيلية وفلسطينية، قالت في وقت سابق، إن صيغة جديدة لوقف النار في غزة قدمها الوسيط المصري، تشمل وقف قصف المنازل المدنية في قطاع غزة، وإن حركة
الجهاد الإسلامي وافقت مبدئيا على المقترح، في حين تبحث حكومة الاحتلال الموضوع، وسط خلاف بين أطراف ومسؤولين في الحكومة.
وقالت القناة 12 العبرية، إن رئيسي الأركان وجهاز الشاباك وافقا على المقترح الذي يعتقد أن مصر توسطت فيه، فيما يحتدم النقاش حوله مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. دون تفاصيل إضافية.
وكان مصدر فلسطيني قال لـ"عربي21" في وقت سابق، إن مباحثات
التهدئة، تعثرت بين فصائل المقاومة والاحتلال، بسبب تعنت الاحتلال وإصراره على عدم التعهد بوقف الاغتيالات في غزة.
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "المقاومة اشترطت على الوسيط المصري أن يلتزم الاحتلال بشكل قطعي بوقف الاعتداءات وعدم العودة لسياسة الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية".
وأفاد المصدر، أن "قادة الاحتلال لا يوجد لديهم الاستعداد للالتزام بهذا، هم يريدون هدوءا مقابل هدوء، والمقاومة تؤكد أنه لا وقف لإطلاق النار فقط لعودة الهدوء مقابل الهدوء".
ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ طائرات الاحتلال هجمات على غزة أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات، و6 من قادة "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" فضلا عن إصابة 147 آخرين بجراح مختلفة، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب وعدة مدن وسط البلاد.
ردود الفعل
رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، السبت، باتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقال الشيخ في بيان صحفي: "نرحب باتفاق التهدئة ووقف العدوان على قطاع غزة، ونتوجه بالشكر الكبير لمصر على دورها الكبير وجهدها العظيم للوصول إلى هذا الاتفاق".
بدوره، أبلغ وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، نظيره المصري سامح شكري، ترحيب الدوحة بوقف إطلاق النار بغزة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ابن عبد الرحمن مع شكري، وفق وكالة الأنباء القطرية، عقب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بوساطة مصرية.
وخلال الاتصال الهاتفي، أعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري عن "إدانة دولة قطر للقصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية والمنازل في غزة، وترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه اليوم".
ووفق الوكالة، "جرى خلال الاتصال استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، ومناقشة التصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية، والجهود المصرية من أجل التهدئة".
من جانبه، أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار في غزة.
وقال وينسلاند: "ندعو جميع الأطراف للاستعادة الفورية لوصول المساعدات الإنسانية والاقتصادية ودعم سبل العيش بقطاع غزة".