تتوقع
الأمم المتحدة أن تستقبل تشاد وحدها 100 ألف لاجئ من
السودان في الأسابيع المقبلة؛
حيث تستعد دول المنطقة لموجة من التدفقات التي ستجد صعوبة في احتوائها إذا لم توجد
المساعدة.
ونشر
موقع "
لاراثون" الإسباني تقريرا، ترجمته "عربي21"، نفلت فيه عن
خلود خير، الناشطة والصحفية السودانية، قولها: "مثل كثيرين آخرين، سأترك السودان
في الأيام القليلة المقبلة"؛ وهو ما شاركها فيه عشرات الآلاف من السودانيين الذين
يبحثون الآن، بعد إجلاء رعايا السودان الأجانب، عن طريقة للهروب من بلد اجتاحته
حرب
لم يسعوا إليها.
وأوضح
الموقع أن العد التنازلي قد بدأ؛ ففي الأيام القادمة سيبدأ عشرات الآلاف -وربما الملايين-
من الأبرياء، المسيرة الطويلة نحو الأمان المشكوك فيه، إذا لم يكونوا قد بدأوا بالفعل؛
حيث سيكون تعاون العالم بأسره ضروريًا لتقليل الكارثة التي بدأت بالفعل.
وأفاد
الموقع بأن هناك خمس دول بمثابة طرق للهروب البري للسودانيين: مصر شمالًا؛ وجنوب السودان
جنوبا، ومن الشرق إثيوبيا وأريتريا، وغربا تشاد. وأكد بيتر كيوي، رئيس بعثة المنظمة
الدولية للهجرة (IOM) في مصر؛ أن اللاجئين "ينتقلون في جميع الاتجاهات، اعتمادًا على
أقرب حدود يمكنهم الوصول إليها".
وبين
الموقع أن سكان إقليم دارفور يفرون إلى تشاد المجاورة، التي أغلقت حدودها في الأيام
الأولى من الصراع لكنها اضطرت إلى إعادة فتحها في مواجهة الحشود المتجمعة؛ حيث تقدر
الأمم المتحدة أن حوالي 100,000 شخص سوف يفرون إلى تشاد في الأسابيع المقبلة، يضافون
إلى نحو 400,000 سوداني تستضيفهم بالفعل الدولة المجاورة بسبب الصراعات السابقة.
ووفق
الموقع؛ فإن كل بدائل تشاد غير مرغوب فيها؛ فسوف يواجه السودانيون الذين يفرون إلى
إثيوبيا الحياة في منطقة تيغراي، التي وقَّعت قبل ستة أشهر فقط اتفاق السلام بعد صراع
أودى بحياة 600 ألف شخص في غضون عامين وما زالت تكافح من أجل التعافي من صدمة الحرب.
وذكر
الموقع أن أولئك الذين يختارون مصر سيضطرون إلى عبور الخرطوم، ثم يواجهون طريقًا شاقًا
بطول 1000 كيلومتر عبر الصحراء، وقد تم بالفعل تسجيل أولى الوفيات على هذا الطريق،
بينما كانت خلود خير قد نددت - في حسابها على تويتر - بأن السودانيين الذين عبروا
الحدود المصرية لم يتلقوا أي مساعدة من الأمم المتحدة؛ حيث إنهم يبقون محاصرين في المنطقة
المحظورة، بدون مأوى أو طعام، في حرارة شديدة لمدة ثلاثة أيام بينما ينتظرون استكمال
الإجراءات الجمركية.
وقال
الموقع إن حكايات السودانيين في الأزمة متباينة.. مثل واصل علي، الذي أودع جواز سفره
في السفارة الهولندية قبل أسابيع ليحصل على تأشيرة ولكن لم يعد بإمكانه الآن الوصول
إلى المستند، وعندما تقدم بطلب إلى السفارة الهولندية للحصول على جواز سفره، ردت السفارة
الهولندية بأنه بسبب إغلاق السفارة وإجلاء موظفيها: "نحن آسفون للغاية، لا يمكننا
الوصول إلى جواز سفرك"، ثم أوصت بأن "يتصل الشخص المعني بالسلطات المحلية
للحصول على جواز سفر جديد".
وأشار
الموقع إلى أن أرقام النازحين السودانيين تتصاعد بشكل كبير، فبعد أقل من أسبوعين من
بدء النزاع؛ أصبح أكثر من 75000 سوداني نازحين داخليًا، وكان من المفترض أن يستقبل
جنوب السودان 4000 لاجئ حتى 22 نيسان/ أبريل، بينما استقبلت تشاد أكثر من 10000 واستقبلت
إثيوبيا حوالي 2000.
ولفت
الموقع إلى أنه في غضون ذلك؛ تتزايد الانتقادات في جميع أنحاء العالم بشأن المعايير
المزدوجة المطبقة على اللاجئين السودانيين مقارنة باللاجئين الأوكرانيين، فقد فتحت
المملكة المتحدة -على سبيل المثال- طريقتين محتملتين لقبول اللاجئين الأوكرانيين في
بداية الغزو الروسي. وبالعكس من ذلك؛ يجد السودانيون ذوو الجنسية المزدوجة أنفسهم مضطرين
إلى الانتظار أيامًا في مصر حتى تؤكد السلطات الإنجليزية صحة جوازات سفرهم... للوصول
إلى بلدهم.
وحيدًا
في مواجهة الشدائد
وأضاف
الموقع قائلًا إن الأزمة لا تتعلق بالسودانيين فقط؛ بل أيضًا يعاني اللاجئون من جنوب
السودان وتشاد وإثيوبيا؛ حيث قال منسق مجتمع الأورومو الإثيوبي في السودان إن أفرادًا
من مجتمعات اللاجئين الإثيوبيين والأريتريين قتلوا وأصيبوا منذ بدء الصراع؛ حيث يضم
السودان نحو مليون لاجئ من دول الجوار يعانون من ضعف شديد ناهيك عن السلب والنهب والانتهاكات
التي يمارسها أطراف الصراع ضدهم.
ونوه
الموقع إلى أنه لوحظ وجود مرتزقة من مليشيات فاغنر الروسية في ميناء بورتسودان الرئيسي
أثناء إجلاء الضحايا الأجانب؛ حيث كانوا يقومون بدوريات في الميناء أثناء إجلاء الرعايا
البريطانيين -على سبيل المثال- فيما قال متعاقد أمني خاص لصحيفة "آي نيوز البريطانية"
إن المرتزقة “موجودون في بورتسودان في الوقت الحالي؛ حيث يستخدم الروس دورياتهم لأنهم
يريدون تحويل هذا الميناء إلى قاعدة عسكرية".
واختتم
الموقع التقرير بالقول إن السودانيين يعرفون كيف يعمل العالم، فهم أفارقة، ولن يتم
الترحيب بهم في العواصم الأوروبية، فلهذا يتواصل أولئك الذين يبحثون عن مخرج عبر تطبيق
"واتساب" والشبكات الاجتماعية مع المواطنين الآخرين؛ في ظل عدم وجود طرق
أخرى لمعرفة مكان وزمان القتال، وإذا تمكنوا من شحن بطاريات هواتفهم بين انقطاع التيار
الكهربائي، فبمجرد فتح فجوة في الطريق، فإنهم يندفعون هناك بالآلاف، كما يخبرون جيرانهم
بمكان وجود الطعام والبنزين، وينصحون بالبدائل؛ إن السودانيين ليسوا وحدهم لأنهم يعلمون
أنه بدون مساعدتهم لبعضهم البعض فسيكونون وحدهم.