قالت صحيفة
فايننشال تايمز، إن جنرالات
السودان تبادلوا الاتهامات بارتكاب جرائم، وبالمسؤولية عن قتل المدنيين، وصعدوا
الحرب الكلامية بينهم، ما يشير إلى عدم وجود مجال كبير للتسوية، في المعركة
المندلعة على ثالث أكبر دولة أفريقية.
وأوضحت الصحيفة في مقابلة ترجمتها "عربي21" مع كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح
البرهان وقائد قوات
الدعم السريع محمد حمدان دقلو "
حميدتي"، أن الطرفين تحدثا عن الوضع في
ساحة المعركة، وقدرات كل منهما وما يسعيان له.
وقال حميدتي في المقابلة، إن البرهان
"زعيم عصابة إسلامية راديكالية، تسعى إلى ترسيخ دكتاتورية عسكرية"، متهما القوات المسلحة في
البلاد باستهداف المستشفيات والمواقع غير العسكرية.
وأضاف حميدتي:
"نحن مستعدون أن يضربنا، لكن ليس المدنيين.. نسأل الله أن نسيطر عليه ونلقي
القبض عليه لتسليمه للعدالة".
ولدى سؤاله عن ما إذا
كانت قواته ستنتصر، أجاب حميدتي: "لدينا الاستعدادات الكاملة، ونحن الآن في
ساحة المعركة، وستحدد ساحة المعركة كل شيء".
من جانبه اتهم البرهان في المقابلة، الدعم
السريع، بممارسة العنف العشوائي، وقال إن جزءا كبيرا من قوات حميدتي، باتت
"خارجة عن السيطرة الآن، ومسؤولة عن أعمال نهب واسعة النطاق في الخرطوم
ودارفور الغربية".
واتهم البرهان حميدتي،
بالتسبب في مشكلة دبلوماسية مع مصر، عبر "اختطافه مجموعة من الجنود المصريين
الذين كانوا في السودان بمهمة رسمية، كجزء من تدريب القوات المسلحة
المشتركة".
وأضاف البرهان:
"الدعم السريع قتلوا موظفين من برنامج الغذاء العالمي، وهاجموا قافلة تابعة
للسفارة الأمريكية".
وأشارت الصحيفة إلى أن البرهان، أصر على
اتهاماته لحميدتي، بنشر الذعر بين الناس والضيوف الدبلوماسيين.
ونقلت الصحيفة عن خلود
خير وهي محللة سياسية مقيمة في الخرطوم قولها: "إننا لا نرى احتمالا كبيرا
لنجاح دولي في وقف الصراع، لأن الصراع بين الجنرالين وجودي، وسيرغبون في رؤيته
حتى النهاية".
وقال تشيدي أودينكالو،
من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس، إن "أيا من الرجلين لن
يتوانى عن تحقيق النصر التام، وأحد هذين الشخصين لن يستمر في السلطة".
منذ اندلاع القتال يوم
السبت ، فشلت محاولات الدعوة لوقف إطلاق النار لتقديم المساعدات الإنسانية حيث اتهم
كل طرف الآخر بسوء النية. وقتل ما لا يقل عن 270 شخصًا وأصيب 2600، وفقا لوزارة
الصحة السودانية، واقترحت هدنة جديدة مدتها 24 ساعة في وقت متأخر يوم الأربعاء رغم
استمرار القتال المتقطع يوم الخميس.
والبرهان وحميدتي
حليفان سابقان في عام 2019 للإطاحة بعمر البشير، الذي حكم البلاد لمدة 30 عاما.
منذ ذلك الحين - وخاصة
بعد انقلاب 2021 الذي أدى إلى عزل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك - فقد شكل الجنرالان تحالفًا
غير مستقر ، حيث شارك كلاهما في مفاوضات متقطعة مع القادة المدنيين يهدف ظاهريًا إلى توجيه البلاد نحو الديمقراطية.
وقال أمجد فريد،
مستشار حمدوك السابق، إن "الجيش وقوات الدعم السريع متواطئون بنفس القدر في
أحدث جريمة سياسية في البلاد: انقلاب 2021 وصراعهم الحالي هو معركة على الغنائم."
وبدأ الخلاف يبدو حتميا
في الأشهر الأخيرة حيث كان البرهان يتطلع إلى استيعاب قوات الدعم السريع في القوات
المسلحة النظامية كجزء من الصفقة المدنية، وهي خطوة هددت بتحييد قاعدة نفوذ حميدتي
المستقلة.
وقال حميدتي إنه لا
يعارض من حيث المبدأ ضم قوات الدعم السريع إلى القوات المسلحة النظامية، مضيفا أن "لقوات الدعم السريع دورا محددا، وقوات الدعم السريع لم ترفض الاندماج"،
متهما البرهان بعدم استعداده لتنفيذ ما تسمى اتفاقية الإطار التي كان من المقرر
أن تمهد الطريق للحكم المدني.