اقتحمت قوات كبيرة من جيش
الاحتلال الإسرائيلي المسجد
الأقصى المبارك عقب صلاة التراويح؛ بهدف تفريغ المسجد من المعتكفين في المصلى القبلي، وسط اعتداءات وحشية، واعتقالات، وقمع للمصلين.
وأوضحت مصادر خاصة من داخل المسجد الأقصى لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال التي اقتحمت المسجد الأقصى، قامت بطرد حراس الأقصى من أمام المصلى القبلي، ومن باب المغاربة والسلسلة، منوهة بأن جنود جيش الاحتلال المقتحمين قاموا بتفريغ باحات المسجد الأقصى.
وأكدت أن "قوات الاحتلال بعدما فشلت في فتح أبواب المصلى القبلي لإخراج من بداخله من المعتكفين، قامت باعتلاء سطح المصلى القبلي".
حريق واعتداءات وحشية
وبثت حسابات ومواقع محلية مشاهد مؤلمة لاعتداءات قوات الاحتلال على المعتكفين، مستخدمين الهروات وأعقاب البنادق، في مشهد اعتداءات وحشي.
كما اندلع حريق في المصلى القبلي؛ جراء إطلاق قوات الاحتلال القنابل الغازية والحارقة بكثافة صوب المعتكفين.
وأفادت المصادر بأن "قوات الاحتلال قامت أيضا بتكسير بعض النوافذ، وبدأت بإطلاق قنابل الصوت والغاز على المعتكفين، علما أن من بين المعتكفين المتواجدين في المصلى القبلي نساء وأطفالا".
وعقب إطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت على المعتكفين، تمكنت قوات الاحتلال من
اقتحام المصلى القبلي من منطقة العيادة، بحسب المصادر.
ومنعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، رغم وقوع العديد من الإصابات بفعل الاعتداء الوحشي على المعتكفين.
ونبهت المصادر إلى أن "ضباطا كبارا رفقة قوات شرطة الاحتلال المقتحمة للمسجد الأقصى، وبدعم من المخابرات وقوات الجيش، يتصرفون بجنون داخل المسجد الأقصى"، مؤكدة أن "الوضع داخل الأقصى صعب ومتوتر".
وحول أعداد المعتقلين
الفلسطينيين من داخل المسجد الأقصى ومدينة القدس، أفاد المحامي فراس الجبريني أن عدد المعتقلين وصل ما بين 450 -500 معتقل".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "مجموعة من المحامين الفلسطينيين يتواجدون حاليا في "عطيروت"، من أجل إعطاء استشارات قانونية للمعتقلين قبل الدخول للتحقيق معهم"، مضيفا: "هناك عدد كبير من المعتقلين".
إدانات فلسطينية ودولية
وفي أول تعليق على ما يجري، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن ما يجري الآن في المسجد الأقصى جريمة غير مسبوقة، ولها ما بعدها.
ودعا هنية في بيان وصل "عربي21" نسخة منه "الجميع إلى أن يتحمل المسؤولية فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا"، مطالبا فلسطينيي الداخل المحتل بالتوجه إلى الأقصى وحمايته.
إلى ذلك، حذّر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الاحتلال من تجاوز الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة، والتي ستؤدي إلى الانفجار الكبير.
وقال أبو ردينة إن ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات، كما يحدث الآن في المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، يمثل حربا شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، والتي ستشعل الحرائق في المنطقة.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية إقدام الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المتواجدين فيه، مطالبةً بإخراج قوات الاحتلال من الأقصى فورا.
وحذّر ناطق باسم الخارجية الأردنية من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية سلامة المسجد الأقصى والمصلين فيه.
في السياق ذاته، طالبت الخارجية المصرية الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري للهجوم السافر على المصلين في الأقصى.
أما الخارجية السعودية فقد أدانت اقتحام الأقصى، وقالت في بيان لها، إنها تتابع بقلقٍ بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عددٍ من الفلسطينيين.
من جهته، قال رئيس حزب "الرفاه الجديد" فاتح أربكان إن "إسرائيل الصهيونية تواصل قسوتها وبربريتها وعدوانها، و اللعنة على إسرائيل التي هاجمت الفلسطينيين الذين يصلون في المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، ليشهد الله أن ما تفعله لن يبقى دون رد". وفق قوله.
وتشهد مدينة القدس المحتلة حالة من الاستنفار والاستعدادات لإفشال مخطط ذبح القرابين، الذي يعد له المستوطنون في المسجد الأقصى اليوم الأربعاء.
واستجاب المئات لنداء الرباط والاعتكاف في الأقصى، ومكثوا في المسجد بعد أداء صلاة العشاء والتراويح، وأغلقوا باب المصلى القبلي؛ لإفشال مخططات الاحتلال في اقتحام المكان.