أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في الشمال السوري خاصة بعد تخلي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عنهم..
الأزمات الاقتصادية والسياسية والواقعُ المقسّم جغرافيا وسياسيا منذُ أكثرَ من 12 عاما في
سوريا
أثرت على
فلسطينيي الشمالِ السوري، الشريحةُ التي انبثقت إثرَ الظروفِ السورية وتمركزت شمالَ غرب سوريا وغابت عن إطارِ التداولِ الإعلاميِّ والسياسيِّ والحقوقيِّ والدولي، رغمَ تبلورها على مدى السنواتِ كإحدى قضايا اللجوءِ الفلسطيني المزمن الذي أخرجتهُ كلٌّ من وكالةِ غوث وتشغيلِ
اللاجئين
الفلسطينيينَ "أونروا" والممثلِ الفلسطينيِّ الرسمي لـ"منظمةِ التحرير" من نطاقِ خدماتهما منذُ تواجدَ هؤلاءِ اللاجئين خارجَ المناطقِ التي يحكمها النظامُ السوري.
وعن عددِ اللاجئينَ الرسمي فلا تتوفرُ إحصاءاتٌ رسميةٌ توثقُ أعدادَ اللاجئينَ الفلسطينيينَ
في الشمالِ السوري، ولا أماكنَ توزعهم ويعودُ ذلكَ إلى غيابِ
الأونروا والجهاتِ الرسميةِ الفلسطينية
عن متابعةِ أحوالهم، ولكن تشيرُ بعضُ المصادر المختصةِ بشؤونِ اللاجئين الفلسطينيين إلى تواجدِ ما بينَ 1500و1600 عائلة فلسطينيةٍ تقطنُ شمالَ غرب سوريا منها 70 عائلةً في جنديرس، 700 في إدلب وريفها، 500 عائلةٍ في ريفِ حلبَ الشمالي، و250 عائلةٍ في مخيمِ دير بلوط.
وفي السادسِ من فبراير الماضي أدّت كارثةُ الزلزالِ المدمر الذي ضربَ الجنوبَ التركي والشمالَ السوري إلى تشريدِ مئاتِ الآلاف من سكانِ مناطقِ شمالِ غرب سوريا التي تخضعُ لحكمِ المعارضةِ السورية ومن ضمنهم لاجئونَ فلسطينيونَ صُنفوا ضمنَ الفئاتِ الأكثرِ تضررًا من الزلزال.
ومن الجديرِ ذكره، أن لاجئي الشمالِ السوري لم يخرجوا من الأراضي السورية ولا من سجلاتِ وكالةِ الغوث ما يراهُ الكثيرونَ تخليا صريحًا عنهم استنادًا لميثاقِ الوكالة الذي ينصُّ بوضوح على أن "خدماتِ أونروا متاحةٌ لكافةِ أولئك الذينَ يعيشونَ في مناطقِ عملياتها، والذينَ ينطبقُ عليهم ذلكَ التعريف، والمسجلينَ لدى الوكالةِ وبحاجةٍ إلى المساعدة".
وبررت الأونروا تخليها عن هؤلاءِ اللاجئين بأنهم يتواجدونَ في مناطقَ يصعبُ الوصولُ إليها، وأنهم يتلقون مساعداتٍ من جهات شريكةٍ لوكالةِ الغوث تؤدي عملها في تلكَ المناطقِ، لكنَّ عدةَ جهاتٍ أهليةٍ ورسميةٍ في الشمالِ السوري نفت تلكَ المزاعم، ففلسطينيو الشمالِ السوري محرومون منذُ ثماني سنوات من معوناتِ وكالةِ الغوثِ الدورية التي تقدمها الوكالةُ للاجئين المدرجينَ في قوائمها ولا يتلقونَ المساعدةَ الماليةَ التي تمنحُ لكل عائلةٍ لاجئةٍ في مناطقِ النظام، والتي لا تتعدى الـ75 دولارا، تُمنحُ على ثلاثِ دفعاتٍ سنويًا، بالإضافةِ إلى المساعداتِ العينية وخدماتِ التعليمِ والصحة.