قضايا وآراء

عملاء السعودية في مصر

"الإعلام في مصر لا يقدح من رأسه"- عربي21
عميل سعودي، خادم، يعمل من أجل الكفيل، ينفذ أجندة خارجية، يتبع أجندة سعودية، يخدم المشروع السعودي في مصر.. العبارات السابقة جميعها وردت على لسان أحد الأذرع الإعلامية المقربة من النظام المصري وهو محمد الباز، رئيس تحرير موقع الدستور، شن من خلالها الأخير هجوما حادا ضد الإعلامي المصري الآخر عمرو أديب الذي يعمل في قناة إم بي سي مصر السعودية، والسبب أن أديب تفوه بكلمات "غير مسؤولة" بشأن الأزمة الاقتصادية الحالية في مصر.

على مدار سنوات طويلة كانت المملكة العربية السعودية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه داخل أروقة الصحافة والإعلام في مصر، بدأ الأمر منذ عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك واستمر الحال هكذا لسنوات طويلة حتى أتانا السيسي.

بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، تحولت السعودية إلى قدس الأقداس ولم تعد فقط هناك خطوط حمراء تخص السعودية وحكامها، بل امتد الأمر إلى تبعية كاملة من رأس السلطة في مصر عبد الفتاح السيسي تجاه قادة المملكة الحاليين والسابقين

بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، تحولت السعودية إلى قدس الأقداس ولم تعد فقط هناك خطوط حمراء تخص السعودية وحكامها، بل امتد الأمر إلى تبعية كاملة من رأس السلطة في مصر عبد الفتاح السيسي تجاه قادة المملكة الحاليين والسابقين. ولا يمكن أن ننسى مشهد السيسي وهو يهرول داخل مطار القاهرة ليصعد سلم طائرة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ليقبل رأسه ويجلس أمامه على كرسي أقل ارتفاعا من كرسي الملك السعودي.

"فلوسهم زي الرز"

منعطف آخر في علاقات النظام المصري الحالي بالمملكة العربية السعودية كشفت عنه التسريبات التي أذعتها على شاشة قناة مكملين الفضائية عام 2015، وقتها سمع العالم وقيادات السعودية عبد الفتاح السيسي وهو يتعامل مع السعودية والإمارات وكأنها ماكينة لصرف الأموال يسحب منها ما شاء وقتما أراد؛ لأنه على حسب قوله فلوسهم زي الرز ولا حدود لها.

دعمته السعودية بمليارات لا حصر لها، ولكنه فشل في استثمار هذه الأموال أو مساعدة نفسه في البقاء صامدا من الناحية الاقتصادية، تحولت الفلوس اللي زي الرز إلى ورقة ضغط سعودية تلوح بها السعودية للسيسي كل فترة، تحصل من خلالها على ما أرادت من أصول مصرية واستحواذات كبيرة في قطاعات مختلفة، طالما ظل السيسي حبيس الحاجة الملحّة إلى المال السعودي.

الإعلام في مصر لا يقدح من رأسه

قاعدة تعلمناها وعرفناها وتابعناها بصوت عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية وقتما كان مديرا لمكتب السيسي؛ وهو يأمر مساعده الضابط أحمد شعبان بتوجيه الإعلاميين والصحفيين المصريين لترديد رسائل إعلامية بعينها تخدم سمعة السيسي وتبيض صورته لدى المصريين.

محمد الباز لم يقدح من رأسه ولا يجرؤ أن يفعل، وإلا جلس بجوار توفيق عكاشة، فالرجل يتحرك لتنفيذ ما أمروه به وما طُلب منه، وهي على أقل تقدير رسالة غضب من السيسي ونظامه للمملكة العربية السعودية متمثلة في الهجوم على عمرو أديب

محمد الباز لم يقدح من رأسه ولا يجرؤ أن يفعل، وإلا جلس بجوار توفيق عكاشة، فالرجل يتحرك لتنفيذ ما أمروه به وما طُلب منه، وهي على أقل تقدير رسالة غضب من السيسي ونظامه للمملكة العربية السعودية متمثلة في الهجوم على عمرو أديب.

للمرة الأولى في التاريخ المصري تُذكر السعودية وبجوارها كلمة عميل وخادم وكفيل، ويأتي ذكر هذه الكلمات على لسان إعلامي مقرب من السلطة، وهو تحول كبير له ما بعده، فاتهامات العمالة دائما كانت حاضرة إبان أزمة مصر مع قطر وتركيا، اتهموا المعارضين والإعلاميين بأنهم "عملاء" لجميع أجهزة مخابرات الدول العربية والإقليمية والغربية إلا المملكة العربية السعودية، ولكنهم فعلوها هذه المرة.


المشروع السعودي الذي تحدث عنه محمد الباز ليس خفيا على أحد، فعلى مدار الشهر الماضي نشر موقع العربية السعودية عددا كبيرا من التقارير والأخبار بشأن الاقتصاد المصري، وأغلبها لم يكن إيجابيا كما جرت العادة، وأشارت إلى انهيار الجنيه وارتفاع التضخم وانتشار السوق السوداء للدولار بشكل كبير. خرج عمرو أديب ليعلنها مدوية أن مصر ستبيع أصول الدولة لا محالة، وهو ما لم يجرؤ أي إعلامي آخر على قوله إلا أديب الذي يعمل في قناة سعودية.

كبير عملاء السعودية ورئيس شبكتها في مصر منذ تموز/ يوليو 2013 بلا منازع هو عبد الفتاح السيسي، عميل سعودي بدرجة رئيس جمهورية، تنازل لهم عن تيران وصنافير، سلمهم مفاتيح البلاد يشتروا منها ما شاؤوا، أطلق يد رجال ابن سلمان في قطاعات الدولة المختلفة

هناك عملاء للسعودية في مصر، بالتأكيد، يخدمون مصالحها ويتبعون أجندتها في السيطرة على القرار المصري وسيادتها وتقزيم دورها، وشراء أكبر عدد من الأصول المصرية في وقت قصير، هؤلاء لا تهمهم سيادة القرار الوطني أو مصير الدولة المصرية أمام هذه التنازلات.

كبير عملاء السعودية ورئيس شبكتها في مصر منذ تموز/ يوليو 2013 بلا منازع هو عبد الفتاح السيسي، عميل سعودي بدرجة رئيس جمهورية، تنازل لهم عن تيران وصنافير، سلمهم مفاتيح البلاد يشتروا منها ما شاؤوا، أطلق يد رجال ابن سلمان في قطاعات الدولة المختلفة، رياضية وفنية ودرامية، والمقابل "شوية رز" سعودي يبقيه في منصبه لعام آخر أو عامين.

twitter.com/osgaweesh